قبل حوالي 11 عامًا عندما كان وهبي الخزري مجرد لاعب ناشئ في صفوف أجاكسيو الفرنسي لم يتخيل أحدًا أن ينفجر اللاعب بذلك الشكل ويتطور بهذه الطريقة.
الخزري وقتها كان مجرد لاعب صغير في السن يلعب في صفوف الناشئين لأحد فرق الدرجات الدنيا في الدوري الفرنسي، لذلك لم تنتظر منه الجماهير الكثير بالرغم من موهبته المتفجرة.
فيما يلي دعونا نسلط الضوء على مسيرة الخزري حتى الآن والتي كان من الممكن أن تكون أفضل كثيرًا مما هي عليه لو لازمه التوفيق بعض الشيء وابتعدت عنه الإصابات.
نجوم عرب في الظل (1): مقاتل كولن إلياس سخيري
بداية قوية وعدو تروا!
في بدايته مع باستيا ظل لفترة مع فرق الشباب حتى تم استدعائه للمرة الأولى في الفريق الأول في الـ 20 من فبراير 2009 ليخوض أول مباراة له بقميصهم ضد أميان.
الخرزي حل بديلًا في الدقيقة الـ 85 ومنح فريقه النشاط في الثلث الهجومي وبالفعل فاز باستيا بهدف نظيف في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.
أول أهدافه جاء في شباك مونبلييه في الـ 13 من مارس من نفس العام، عندما فاز فريقه بهدف نظيف كان هو من سجله بنفسه من ضربة ثابتة رائعة، ليفرض نفسه بعدها على تشكيلة الفريق.
استمرت أهداف الخزري وأصبح أحد نجوم الفريق في عمره الصغير، وسريعًا نال أول عداوة في مسيرته من جماهير تروا، بعد أن سجل هدف هبوطهم للدرجة الثالثة.
خمس سنوات في باستيا والمحصلة لا شيء
أن تلعب في فرق منتصف الجدول ومؤخرته فذلك يجعلك تعلم جيدًا أن الطموح الأكبر هو البقاء في الدرجة الأعلى أو الصعود لها وعدم الهبوط للدرجة الأدنى.
ذلك بالتحديد ما علمه الخزري لذلك صنع سلامه الخاص مع هذا الأمر واستمر لمدة خمس سنوات في صفوف باستيا كأحد نجوم الفريق.
خلال سنواته الخمس في صفوف باستيا هبط للدرجة الثالثة ثم عاد للثانية وعندما ظهر لأضواء الدرجة الأولى خطفه بوردو بعد أن قدم موسمين مميزين سجل فيهما 13 هدفًا وصنع تسعة.
وأصبح إجمالي ما حققه مع الفريق خلال خمسة أعوام يتلخص في 196 مباراة، سجل فيهم 38 هدفًا وصنع 20 في كل البطولات.
سنواته مع بوردو
في صفوف بوردو لم يختلف الأمر كثيرًا عما هو عليه الحال مع باستيا، لكن بدلًا من الحلول في المركز العاشر أو الـ 12 أصبح يحل في المركز السادس.
وقتها وصل الخزري للبطولة الأوروبية الأولى له في مسيرته، حيث صعد للدوري الأوروبي ووصل لدور المجموعات بفريقه، لكن المشاركة كانت محبطة، بعد أن خسر الفريق مباراتين وتعادل في أربعة وفشل في تحقيق أي انتصار وسجل خمسة أهداف فقط وتلقت شباكه سبعة.
انتهت تجربة الخزري مع بوردو بعد الصعود الأوروبي المحبط ليكون إجمالي ما ساهم به معهم هو 77 مباراة سجل خلالهم 19 هدفًا وصنع 15 بتحسن واضح عن أرقامه في باستيا.
تجربة إنجلترا المحبطة
تألق الخزري لفت الأنظار له أخيرًا حيث يلعب كبار القوم في إنجلترا، بالدوري الإنجليزي عندها طلبه سندرلاند ليكون إضافة قوية لهم.
لكن التألق لم يستمر هناك في ملاعب الإنجليز، وكأن الخزري لم يكن على استعداد بعد ليتأقلم مع الأجواء هناك، فأمضى موسمين ثم رحل.
خلال رحلته في إنجلترا خاض الخزري 51 مباراة، لم يسجل خلالها سوى ستة أهداف في كل البطولات وصنع هدفين، وفي الموسم الثالث بعد هبوط سندرلاند رحل في إعارة لرين في فرنسا.
عودة الروح إلى الجسد
بعد عودته للدوري الفرنسي أدرك الخزري أن فرنسا هي المحيط بالنسبة له وهو السمكة التي لا تستطيع أن تغادره ولو لدقائق.
قدم الخزري موسمًا طيبًا مع رين وتم بيعه من سندرلاند لصالح سانت إيتيان لاحقًا ليبدأ مشوارًا جديدًأ من التألق بعد تسجيله لـ 15 هدفًا وصناعته لستة في أفضل مواسمه الفردية في مسيرته حتى ذلك الوقت.
الحرث في الماء مع سانت إيتيان
في صفوف رين ربما كان للخزري تأثيرًا واضحًا على النتائج يأخذ الفريق للتتويج ببطولة ما، فبدون بالفعل حققوا لقب الكأس وخسروا النهائي في الرابطة.
لكن مع سانت إيتيان كان الأمر مختلفًا، فالفريق يمر من إحباط للآخر، وآخر بطولاته كانت في 2013 عندما فاز بكأس الرابطة قبل قدوم الخزري.
هناك كان أفضل مركز حققه في الدوري هو الرابع، ومن قبله السابع، ومن بعدها تدهور سانت إيتيان وأنهى آخر موسمين في المركزين الـ 17 والـ 11 مصارعًا على الهبوط في الأول، وناجيًا منه في الثاني.
وفي موسمه الذي لعب فيه بالدوري الأوروبي حل الفريق ثالثًا خلف جينت وفولفسبورج في دور المجموعات وغادر البطولة دون أي انتصار، وبنفس نتائج بوردو الأوروبية، حيث تعادل في أربعة لقاءات وخسر مباراتين.
وحتى الآن في هذا الموسم لم يحقق الفريق أي انتصار في الدوري الفرنسي، ويحتل المركز الأخير، بالرغم من التألق الكبير للخزري، كمًا وكيفًا.
تخيل عزيزي أن صاحب المركز الثاني في جدول هدافي الدوري الفرنسي يحتل فريقه المركز الأخير في جدول ترتيب البطولة.
أرقامه في سانت إيتيان حتى تلك اللحظة وصلت إلى 117 مباراة، سجل خلالهم 41 هدفًا، وصنع 20، ليكون هو الفريق الأكثر إسهامًا معه في الأهداف، لكن ما الجدوى؟!
مستقبل غامض، وفرصة أخيرة!
Goal/Gettyطريق سانت إيتيان الحالي في الموسم الجاري لا يبشر بأي خير، ويبدو أن الهبوط الذي هربوا منه في آخر موسمين أصبح لابد منه.
المؤكد أن لاعب بجودة الخزري لن يستمر مع الفريق بعد نهاية الموسم، حتى لو بقوا في الدرجة الأولى، فعقده ينتهي ولا توجد ملامح للتجديد.
ربما على النجم التونسي أن يفكر في طريقة ملائمة يرحل بها لأحد الفرق التي تستطيع الاستفادة من سنوات مسيرته الكروية الأخيرة.
فنادرًا ما تجد لاعب بمثل تلك المهارة والإمكانيات، لعب قرابة الـ 500 مباراة في مسيرته الكروية وأحرز 120 هدفًا وصنع 63 دون أن يحقق ولو بطولة شرفية.




