AFC CL GFXGoal AR

نجاح سعودي وفشل قطري ..سببان لحدوث ذلك في دوري أبطال آسيا

جمعت الأندية السعودية الأربعة المشاركة في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا 40 نقطة من 18 مباراة، وقد حسم الهلال والشباب تأهلهما بالفعل إلى دور الـ16، فيما لم تحصد الأندية القطرية سوى 28 نقطة ولم يضمن التأهل سوى الدحيل مع وجود احتمالات قوية لخروج الفرق الثلاثة الأخرى.

الأندية الإماراتية قدمت نتائج متذبذبة خلال دوري أبطال آسيا 2022، وقد باتت فرصة الشارقة والجزيرة في التأهل لدور الـ16 شبه منعدمة، فيما يحتاج شباب الأهلي للفوز على فولاد خوزستان في الجولة الأخيرة لضمان تأهله، لكن تلك النتائج لم تُثير دهشتي كثيرًا لأن وضع الكرة الإماراتية ليس في أفضل حالاته مؤخرًا، بعكس ما هو الأمر في قطر.

اقرأ أيضًا | الفرج يرسم خطوات بيريرا للرحيل عن الهلال

الموضوع يُستكمل بالأسفل

كرة القدم القطرية تعيش سنوات رائعة خاصة على صعيد المنتخب الذي تُوج بكأس آسيا 2019 ووصل إلى نصف نهائي كأس العرب 2021، وقد حقق نتائج جيدة في تصفيات أوروبا لكأس العالم 2022 التي شارك بها وديًا، كما خاض تجربة كوبا أمريكا وقدم مردودًا إيجابيًا.

السد بطل دوري نجوم قطر للموسم الأخير لم يجمع سوى 4 نقاط وبات خارج البطولة عمليًا، فيما الغرافة حصد 5 نقاط وغادر رسميًا وترك ذكرى سلبية بالسقوط بالثمانية أمام شباب الأهلي الإماراتي، أمام الريان فلديه 7 نقاط قد تساعده للتأهل عبر أفضل الثواني، والدحيل الوحيد الذي استطاع التأهل بحصد 12 نقطة.

الهلال والشباب حسما التأهل رسميًا كما أسلفنا، فيما الفيصلي يتصدر مجموعته وقد يتأهل رسميًا اليوم، والتعاون فرط في فرصته أمس بالخسارة أمام الدحيل 4-3 بعدما أنهى الشوط الأول متفوقًا 3-1، ولديه فرصة للتأهل.

المثير للدهشة أننا نتحدث عن مشاركة بطل الدوري القطري ووصيفه وصاحبي المركزين الخامس والثامن، فيما يُمثل السعودية وصيف جدول الترتيب وصاحب المركز الخامس وفريقين يُحاولات الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى ووضعهما غير مستقر أبدًا فنيًا.

الأندية القطرية لا ينقصها المال أبدًا لدعم صفوفها حال نظيرتها السعودية، وتضم بالفعل عددًا من النجوم البارزين مثل ستيفن نزونزي وياسين براهيمي وشيخ دياباتي ومهدي تاهرات وإدميلسون جونيور وتوبي ألدرفيريلد ونام تاي هاي وفرجاني ساسي وسانتي كازورلا ورودريجيو تاباتا وأندريه أيو، هذا بخلاف نجوم المنتخب القطري الذين ينتمي جلهم للسد وعلى رأسهم أكرم عفيف.

ولهذا لا يمكن أبدًا أن يُقبل عذر أن قوة الأندية السعودية بسبب حجم الإنفاق الموجود في الدوري السعودي، خاصة أننا نتحدث عن نادٍ متعثر ماليًا هو الشباب اضطر لبيع هدافه لتسديد ديونه، وعن ناديين من الأندية "الفقيرة" وليس النصر أو الاتحاد.

باعتقادي هناك سببين لفشل الأندية القطرية في دوري أبطال آسيا، الأول خاص بالحضور الجماهيري واعتياد اللاعبين عليه وعلى ضغوطاته .. الدوري القطري يُعاني بقوة من غياب الجماهير بعكس الوضع في السعودية حيث يحتشد الآلاف في الملاعب لمتابعة المباريات حتى تلك التي تجمع أندية بعيدة عن القمة.

الحضور الجماهيري عامل فاصل في بناء شخصية اللاعب وجعله قادرًا على مواجهة التحديات الصعبة، ومع غيابه تُصبح الشخصية مشوهة وضعيفة، وقد رأينا هذا بوضوح في لاعبي المنتخب المصري المحليين خلال مواجهة السنغال في تصفيات إفريقيا لكأس العالم 2022، وينطبق الأمر كذلك على النجوم القطريين.

السبب الآخر هو غياب التنافسية في البطولة القطرية وسيطرة السد والدحيل على المنافسة، إذ توج الفريقان بآخر 5 ألقاب لدوري نجوم قطر، وافتقاد المباريات للحدة بين الأندية واللاعبين .. تشعر كأنها مباريات ودية تُلعب في أجواء إيجابية جدًا وغير مشحونة، أجواء بعيدة عن كرة القدم الحقيقية.

الوضع يختلف بالطبع في السعودية، إذ حتى مع أفضلية الهلال مؤخرًا لكن الأندية تقاتل أسبوعيًا للفوز بالمباريات، بل حتى أقل الفرق تقدم عروضًا قوية وتلعب بحدة وروح وكفاح أمام الكبار وتحرجهم كثيرًا، وهو ما يعرض اللاعبين لمواقف صعبة متعددة مما يمنحهم الخبرة ويصقل شخصيتهم وعقليتهم ليستطيعوا مواجهة التحديات في آسيا.

خلاصة القول أن اللاعب السعودي جُهز في بطولته المحلية جيدًا ليُواجه تحدي دوري أبطال آسيا، فيما يختلف الوضع في قطر حيث ينقص اللاعب القطري التنافسية الحقيقية والحضور الجماهيري ليكون جاهزًا لمواجهة مواقف البطولة القارية الصعبة.

تجاوز ذلك ليس بالصعب، وقد كان للأندية القطرية والإماراتية صولات وجولات في آسيا مع بداية الألفية الجديدة، ربما يحتاج تدخلًا من الدولة لتشجيع الجمهور على الحضور بكثافة للمباريات كما تفعل وزارة الرياضة السعودية، وكذلك سعي من اتحاد الكرة والجهات المسؤولة لزيادة قوة أندية الوسط والمؤخرة وتقديم الدعم اللازم لهم لزيادة التنافسية في الدوري القطري.

إعلان