Klopp NagelsmannGetty

ناجلسمان لخلافة كلوب في ليفربول.. مثالية التشابه في الأفكار والشخصية ورعب "قلة الخبرة"

جذبت المدرسة الألمانية في عالم التدريب العديد من الأندية الأوروبية الكبرى في السنوات الأخيرة، والفضل الأول في ذلك يعود إلى يورجن كلوب، المدرب الذي بنى تاريخًا جديدًا لليفربول وأعاده إلى الواجهة بعد تجربة كانت مماثلة بدرجة أقل مع بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني.

حقبة ما بعد كلوب التدريبية مختلفة كليًا عما قبل كلوب، فمع نجاح تجربة المدرب الشاب الواعد منذ أن كان في ماينتس ثم في دورتموند، قررت الأندية الألمانية تكرار التجربة، وكان أبرز منتجاتها في السنوات الماضية هو الشاب "يوليان ناجلسمان"، الذي ربما غيّر خريطة التدريب في البوندسليجا وأوروبا ككل.

ساق القدر أن يلتقي كلوب مع ناجلسمان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وربما حقًا أن المثير كان الأجواء المحيطة بالمباراة، عندما ربطت الصحف الإنجليزية ناجلسمان بأن يخلف كلوب في تدريب الريدز في السنوات المقبلة مع التراجع الكبير الذي يعيشه فريق ملعب أنفيلد في الآونة الأخيرة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ليفربول ليس النادي الوحيد المرتبط بناجلسمان، فأيضًا ثمة اهتمام منذ مدة طويلة من ريال مدريد بصاحب الـ34 عامًا، وربما تزداد الأسماء الصيف المقبل وينضم إليها برشلونة المتعثر وغيره من الأندية التي تحتاج إلى مدرب ثوري يقود المرحلة المقبلة.

لكن يبقى السؤال، ما مدى مناسبة ناجلسمان لليفربول في حالة أن رحل كلوب؟ الإجابة أن ناجلسمان مثالي لخلافة مواطنه بكل المقاييس وإن تواجدت بعض النقاط المقلقة في وحي تجربة تلك.

كلوب : ليفربول لم يحسم التأهل والجميع ينتظر سقوطنا

في هذا التقرير نستعرض معًا أسباب مثالية تجربة ناجلسمان بعد كلوب، وما هو الخطر المحدق إن حدث الأمر؟

فلسفة واحدة

Julian Nagelsmann RB LeipzigGetty

الواقع أن فلسفة كلوب وناجلسمان نفسها، الاعتماد على الضغط العالي بالمقام الأول، مع معدلات ركض خيالية من لاعبي وسط الملعب وقوة بدنية استثنائية، مع الاعتماد على لاعبين شباب لديهم ديناميكية ويمكن وضعهم في أكثر من مركز.

الاختلاف الوحيد بين المدربين في هذا الصدد هو طريقة اللعب وإن تشابهت الأفكار الأساسية، فلا يزال كلوب من أنصار 4-2-3-1 ومشتقاتها، فيما يعتمد ناجلسمان بصورة أساسية على الطريقة الثورية الجديدة 3-4-3.

بالنظر إلى ما يمتلكه ليفربول من لاعبين حاليًا، فإن طريقة ناجلسمان قد تكسر حالة الركود التي يعيشها الريدز مع كلوب في الأسابيع الأخيرة، خصوصًا بتواجد لاعبين من ذوي القدرات الهجومية الفائقة على الأطراف كأرنولد وروبرتسون، وكذلك كوكبة من اللاعبين المميزين في العمق أمثال تياجو ألكانتارا وفاينالدوم وغيرهما.

جماهير ليفربول ترفض شكلًا وموضوعًا تغيير فلسفة كلوب الهجومية، وربما كل عشاق الدوري الإنجليزي أيضًا، لذلك فلا يوجد أفضل من ناجلسمان، من جهة سيحافظ على الهوية الحمراء، ومن جهة أخرى سيحدث ثورة بالاعتماد على طريقته الرقمية الجديدة بحلول ربما تكون أكثر من التي تمنحها طريقة كلوب مؤخرًا.

هذا الأمر ظهر جليًا في مباراة ليفربول ولايبزيج الذهاب، فصنع الفريق الألماني عددًا كبيرًا من الفرص على مرمى أليسون بيكر بحلول مختلفة سواءً من العمق أو الأطراف، ولولا سوء الحظ وضعف الإنهاء لدى كتيبة ناجلسمان لتغيرت النتيجة، مع بروز نفس العيوب الدفاعية المعتادة في أي طريقة هجومية والتي منحت ليفربول هدفي صلاح وماني.

شخصية قريبة

Julian Nagelsmann RB Leipzig 2021Getty

من يتابع الدوري الألماني والأجواء المحيطة سيدرك أن شخصية ناجلسمان مثيرة للجدل ومثيرة للاهتمام في آن واحد، تمامًا كحال يورجن كلوب.

ناجلسمان وصل لدرجة أن الصحافة تترقب ما سيرتديه من أزياء للتعقيب عليها، هذا إلى جانب أن كل مؤتمر صحفي له يحمل في طياته جملًا تلقى اهتمام الصحف والجماهير.

ليس هذا فحسب، بل إن ناجلسمان من أكثر المدربين الذين يجيدون التعامل نفسيًا مع لاعبيه، بمن يذكركم هذا؟ بالطبع كلوب، الألماني الذي يتفنن في إخراج أفضل ما لدى لاعبيه في كل مناسبة ممكنة.

شخصية ناجلسمان وكلوب سيان، الثنائي ثوري محبوب من الصحافة والإعلام وقريب من اللاعبين، يمكنه إثارة الجدل بنفس قدر فرض الهدوء والطمأنينة في غرف خلع الملابس.

الخوف الوحيد

Jurgen Klopp Liverpool Borussia DortmundOLI SCARFF AFP Getty Images

رغم تشابه شخصية كلوب وناجلسمان وكذلك فلسفتهما في كرة القدم، لكن في حالة أن تحرك ناجلسمان إلى ليفربول العام المقبل، فوضعه سيكون مختلفًا عن تجربة كلوب، وسيثير المخاوف بكل التأكيد.

بالنظر إلى تجربة ناجلسمان في ألمانيا، فهو أشرف على تدريب فريقين ليس لهما جماهيرية تقريبًا، وهما هوفنهايم ولايبزيج، على عكس كلوب، الذي درب فريقين في ألمانيا لهما شعبية جارفة، دورتموند وماينتس.

الحقيقة أن ضغوط التواجد في ملعب كأنفيلد مع جمهور قوي كجمهور ليفربول وأنت كمدرب لم يسبق لك العمل في أجواء مماثلة، مخاطرة كبيرة غير محسوبة، تحتاج إلى أن يكون ناجلسمان ثوريًا مجددًا وأن يتأقلم سريعًا مع الأجواء المختلفة كليًا.

من جهة أخرى، عندما وصل كلوب إلى ليفربول سبقه تاريخ طويل جدًا تخطى عشر سنوات في التدريب، والأهم أنه حقق البوندسليجا ووصل لنهائي دوري الأبطال، ورأى الجميع كيف يتعامل في السراء والضراء.

لكن كيف الحال بالنسبة لناجلسمان؟ لم يحقق بطولات حتى الآن، فرق غير جماهيرية، 5 أو 6 أعوام فقط من العمل التدريبي، أي خبرة متواضعة بعض الشيء.. هنا خطر حقيقي بكل المقاييس.

في النهاية يمكن القول أن ليفربول وجهة مثالية لناجلسمان لإكمال ما بدأه كلوب بالنظر إلى تشابه فلسفتهما الكروية وكذلك الشخصية، إلا أن التحدي الحقيقي والخوف الوحيد هو قلة أو انعدام خبرة ناجلسمان مع الأندية الجماهيرية، وتجربته الصغيرة من ناحية مدة العمل كمدير فني.

إعلان