لا تأتي الرياح أبدًا بما تشتهي السفنُ، حتى سفن زين الدين زيدان قد تغرق قبل حلول أعياد الميلاد.
زيدان المدرب الذي عاد إلى ريال مدريد بعد فترة أولى ناجحة حقق فيها ما لم يسبقه أحد بالفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات على التوالي في نسخته الحديثة وتحقيق بطولة الدوري الإسباني في 2017 بعد خمس سنوات عجاف.
زيدان الذي قرر بمحض إرادته الرحيل في 2018، لم ينتظر سوى تسعة أشهر حتى يعدل عن قراره ويعود إلى النادي الملكي لإعادة البناء.
حالفه التوفيق وفاز بالدوري الإسباني في الموسم الماضي، لكن الموسم الحالي يواجه ضربات متلاحقة قد تجعل أيامه في ريال مدريد معدودة.
هل يرحل زيدان في منتصف الموسم الحالي؟ هل يجد فلورنتينو بيريز نفسه مجبرًا على طرد المدرب التاريخي لإنقاذ موسم ريال مدريد؟
مواجهات معقدة
Gettyريال مدريد في المركز الرابع من الدوري الإسباني ولديه مباراة واحدة مؤجلة وخسر مباراتين أمام قادش وفالنسيا وتعادل مع ريال سوسييداد كما فاز في باقي المباريات.
وضعية ليست كارثية، خاصة وأنّ الفارق مع المتصدر أربع نقاط فقط، وبرشلونة في المركز الثامن برصيد 11 نقطة وبفارق خمس نقاط كاملة عنه، أي أنّ منافسه التقليدي لا يعيش فترات مثالية أيضًا.
لكن الفترة المقبلة ستشهد الاختبار الأصعب لريال مدريد، فبعد التوقف ستواجه كتيبة زيدان فريق فياريال في ملعب "لا سيراميكا" وهو ملعب لم ينتصر فيه زيدان منذ الفوز الصعب في 2017 بنتيجة 3-2.
يعود الملكي لمواجهة ديبورتيفو ألافيس بقيادة ماشين في "ألفريد دي ستيفانو" وهو مدرب يلعب بخماسي في الدفاع مما قد يعقد مهمة ريال مدريد في التسجيل، لكن بعد ذلك سيواجه إشبيلية في "سانشيز بزخوان" ثم الديربي أمام أتلتيكو على أرض الريال، وهو الفريق الذي انتصر عليه زيدان مرة واحدة فقط في ملعبه.
مواجهات صعبة على المستوى المحلي بنهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر، قد يؤدي الفشل في تحقيق نتائج إيجابية فيها إلى تراجع ريال مدريد كثيرًا على مستوى الدوري الإسباني.
أزمة دوري أبطال أوروبا
Getty/Goalبعد جمع أربع نقاط فقط من أصل تسع ممكنة في أول ثلاث جولات بدوري أبطال أوروبا، يواجه ريال مدريد فريق إنتر في "سان سيرو" ثم شاختار خارج الديار وأخيرًا بورسيا مونشنجلادباخ في مدريد.
مجموعة ريال مدريد معقدة، فالفوز أمام إنتر وشاختار صار إلزاميًا لضمان التأهل إلى دور الـ16 وأي تعثر خلال هذه الفترة غير مقبول.
فمع وجود ريال مدريد في المركز الثالث، قد تتسبب خسارته من إنتر – إن حدثت – في التراجع إلى المركز الرابع، ثم يحتدم الصراع مع شاختار لأجل بطاقة المركز المؤهل للدوري الأوروبي.
باختصار، لن تكون المباريات المتبقية نزهة بالنسبة له، بينما غريمه برشلونة قد يضمن التأهل حال انتصر فقط على دينامو كييف وقبل جولتين من نهاية دور المجموعات، كما أنّ المواجهات المحلية للنادي الكتالوني أقل صعوبة عدا فقط مباراة أتلتيكو مدريد يوم السبت المقبل.
في حال أخفق ريال مدريد في الوصول إلى دور الـ16 وذهب إلى الدوري الأوروبي أو خرج مبكرًا، وتراجعت حظوظه في الليجا لصالح برشلونة، فإنّ مستقبل زيدان سيكون أقرب للخروج منه للبقاء.
أزمة الإصابات
Gettyومع ضغط هذه المباريات، يجد ريال مدريد نفسه دون العديد من عناصره الرئيسية، فيدي فالفيردي تعرض لإصابة قد تبعده عن الملاعب لمنتصف ديسمبر أو ربما لنهاية العام، كما أنّ سيرخيو راموس ورافائيل فاران تعرضا للإصابة في فترة التوقف الدولي.
هذا بجانب عدم تعافي إيدين هازارد وإيدير ميليتاو من فيروس كورونا، مما يجعل ريال مدريد في أزمة كبيرة، إذ قد يخوض هذه المباريات أو بعضها بعناصر من الرديف.
كثرة الإصابات وصعوبة المنافسين وأخطاء زيدان الفنية التي لا تتوقف منذ عودته وبالأخص في الموسم الجاري، قد تجعل الوضع يسوء ووقتها لن يتردد بيريز في التضحية بالمدرب.
ولكن، في حال نجح زيدان في عبور كل هذه العقبات والوصول إلى ثمن نهائي الأبطال ثم الترقي في المراكز بالليجا، فسوف يتحول المدرب المهدد إلى بطل يستمر الجميع في الغناء باسمه.