وكأن الخسارة برباعية من فالنسيا وارتكاب الأضلاع الأربعة في الدفاع لأخطاء وسقوط ريال مدريد في الدوري الإسباني ليس كافيًا.
الهزيمة في "ميستايا" لم تكن فقط في النتيجة ولكن خسارة لنجم وسط ريال مدريد، فيديريكو فالفيردي، الذي خرج مصابًا مع تكهنات بأن فترة الغياب سوف تتراوح بين شهر إلى شهرين، وربما يزيد.
كريم بنزيما هو الآخر خرج مصابًا، لكن على ما يبدو أنّ الأمر أقل خطورة ولن يبتعد طويلًا عن الملاعب، وربما نجده أمام فياريال بعد استكمال الدوري الإسباني.
ولكن إصابة فالفيردي قاتلة، فلو طلب من زيدان اختيار لاعب واحد فقط لا يتعرض لأي إصابة فسوف يختار فيدي، ولكن لأن قانون ميرفي الرابع يقول إنّ كل ما تحاول تجنبه يحدث لك – على طريقة رفعت إسماعيل – فقد خسر ريال مدريد أهم لاعبيه!
لماذا فالفيردي؟
Goalمع انطلاق الموسم الماضي وعودة زين الدين زيدان، لم يكن فالفيردي ضمن خططه وحساباته، فقط لاعب إضافي يتواجد على مقاعد البدلاء وقد يشارك أحيانًا بديلًا لكاسيميرو.
ولكن بسبب الإصابات التي ضربت الفريق، لم يجد زيدان سوى فالفيردي، وبتواجده بجوار كاسيميرو ولوكا مودريتش انفجر الثنائي وقدما أفضل ما لديهما فقط بفضل مجهود الشاب الصغير.
فالفيردي لاعب ذكي، قادر على شغل أكثر من مركز في الوسط، بل حتى أنّ زيدان اعتمد عليه في مركز الجناح الأيمن ولعب بشكل مقبول، ليس الأفضل ولا الأسوأ، لكنّه في الوسط مناسب تمامًا.
يقوم فيدي بالواجبات الدفاعية بأفضل شكل ممكن، ويساهم في نجاح فكرة الترحيلات التي يقوم بها زيدان حينما يطلب من كاسيميرو الزيادة الهجومية، والأهم أنّه يحمل عن مودريتش العبء البدني مما يجعل صاحب الـ35 يتفرغ للإبداع في الملعب.
باختصار، فالفيردي يجعل باقي عناصر الوسط أفضل بجواره ولذلك لا بديل عنه أبدًا، خاصة وأنّ ثلاثية كاسيميرو ومودريتش وكروس لم تعد ناجحة بسبب ارتفاع متوسط الأعمار، وإيسكو لا يقدم أي إضافة منذ 2017 وأوديجارد لا يزال يتأقلم مع الفريق.
تأثير اللاعب
Goalغياب فالفيردي سوف يجعل ريال مدريد بلا أكثر عنصر ثابت في مستواه منذ الموسم الماضي في خط الوسط، صحيح أنّ مودريتش يقدم أداءً مميزًا، لكنّه لا يلعب 90 دقيقة، فإنّ بدأ أساسيًا لا يكمل اللقاء بنفس الطريقة، وحينما يشارك بديلًا يبدع في الشوط الثاني.
السن له أحكامه بالطبع، ولذلك سوف يجد زيدان نفسه في مأزق، ومع تذبذب مستوى كاسيميرو وكروس، فإنّ كل مباراة ستكون مغامرة محفوفة المخاطر.
الحقيقة أنّ وسط ريال مدريد هو أحد أبرز أزماته، فبينما يجد الفريق وفرة في مركز الجناح والهجوم (حتى وإن كان زيدان لا يعتمد على معظمهم) لكن في الوسط لا يوجد سوى خمسة لاعبين فقط، اثنان فوق الثلاثين وآخر غائب منذ 2017 وآخر متذبذب الأداء وفالفيردي!
الحل
Goalورغم أنّ إصابة فالفيردي قد تشكل أزمة كبيرة، لكنها قد تكون فرصة لزيدان لتجربة رسم جديد قديم بعناصر مختلفة.
بغياب فالفيردي، يصبح رسم 4-4-2 المسطحة بوجود أجنحة صريحة هو الخيار الأفضل، فالفريق قد يلعب بكاسيميرو يجواره كروس وعلى اليمين رودريجو وعلى اليسار أسينسيو وفي الهجوم بنزيما وهازارد.
فينيسيوس قد يحصل أيضًا على فرصة لشغل الجهة اليسرى وترحيل أسينسيو للرواق الأيمن مما قد يجعل الفريق ينتشر بصورة أفضل عرضيًا، أما الهجوم فلو شارك يوفيتش بجوار إما بنزيما أو هازارد فسيكون ذلك أفضلًا، لكن بعقلية زيدان من الصعب توقع أن يجلس الفرنسي أو البلجيكي على مقاعد البدلاء، ناهيك عن منح لوكا فرصة.
اللعب برسم 4-3-3 المعتاد لن يكون سهلًا في غياب فالفيردي، ولكن يمكن أيضًا تجربة 4-2-3-1 بوجود كروس وكاسيميرو في المحور وفينيسيوس يسارًا وأسينسيو يمينًا وهازارد في مركز صانع الألعاب وأمامه بنزيما، وهي تنويعة مشابهة لرسم 4-4-2.
في كل الأحوال، فإنّ غياب فالفيردي سيكون تحديًا صعبًا خاصة وأنّ الفترة المقبلة سوف يحاول ريال مدريد حسم مقعده في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بجانب مواجهة فرق قوية أمثال فياريال وإشبيلية وأتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني.


