قالوا قديمًا "المبادئ الثابتة تولد سلوكًا واضحًا، والسلوك الواضح ينتج شخصية محددة المعالم" وأيضًا قالوا "لا أنصاف حلول في المبادئ"، فالتمسك بالمبادئ والسير على قوانين ولوائح واضحة هما سبيل نجاح أي هيئة أو شركة أو إدارات أندية واتحادات ألعاب مختلفة..
لكن الوسط الرياضي في السعودية حاليًا ربما ليس لديه علم بذلك، فـ"الكيل بمكيالين" الأساس، حسب الأهواء أو الانتماء أو نجمك المفضل، بعيدًا عن الإجراء المفترض أن يُتخذ!
التحكيم بالدوري السعودي - عجيب أمركم أيتها الأندية!
دعونا نطرح عليكم سؤالًا أولًا قبل أن نسترد الحديث عمن يكيلون بمكيالين: أيٍ من لاعبي السعودية عبر التاريخ لا يختلف اثنين على أخلاقهم داخل الملعب وخارجه؟
نعم، بالطبع إذا كانت اختياراتكم متعددة، فلا بد أن من بين هذه الأسماء، إن لم يكن على رأسهم "محمد الشلهوب" قائد الهلال، من لا يختلف اثنين على هذا الكوكب حول أخلاقه.
أبو بندر صاحب الثلاثة كروت صفراء فقط خلال مسيرته في ملاعب الساحرة المستديرة سواء مع الزعيم أو المنتخب السعودي، وصاحب الرصيد الخالٍ من أي كارت أحمر، ليكون من القلائل الذين يكون تاريخهم نظيفًا من أي طرد وندرة الإنذارات.

لكن بالأمس أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق قرارًا بتغريم الشلهوب 20 ألف ريال، على إثر دخوله غرف خلع الملابس دون أن يكون اسمه مقيدًا في كشف مواجهة الاتفاق، بالجولة الـ21 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
حتى الآن الأمر طبيعي، لجنة الانضباط تسير وفق لوائح وقوانين محددة تسري على الجميع، لكن ما ليس طبيعيًا هو التعليقات التي ملأت البرامج التليفزيونية عن العقوبة..
منهم من طالب لجنة الانضباط بعدم إعلان أي عقوبة تُصدر ضد الشلهوب، كونه من أصحاب التاريخ الأبيض!!، إذًا فأين العدل؟ وأين المبادئ التي لا يمكن أن تتجزأ؟، كيف تتم مطالبة اللجنة بأن تتخطى عن عصبة عينيها خلال إصدار العقوبات؟، هل كان المطلوب أن يتم الإعلان عن عقوبة مدافع الزعيم عبد الله الحافظ، الذي تم تغريمه لنفس السبب بالأمس، وحجب عقوبة الشلهوب، للحفاظ على صورته؟، بأي منطق تتحدثون؟
وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا امتلأت بعبارات التنديد بالعقوبة، لكن مع كامل احترامنا وحبنا للشلهوب إلا أنه لا توجد مقدسات أو استثناءات أمام اللوائح، من أخطأ يُعاقب، حتى يتعظ الجميع وإلا لن تتمكن من فرض السيطرة والنظام على أي مسابقة.
نعم العقوبات تخجل من أن تُلوث تاريخه المشرف، لكن حدثت مخالفة وقد عُوقب عليها، فلا تكيلوا بمكيالين حتى لا ينفرط العقد، وإن سألتم الشلهوب نفسه، فسيقول "أخطأ وعوقبت مثل الجميع، فلست مقدسًا أو رسولًا لا يُخطئ!"، فهذه هي شخصيته، خلوقًا لا يتكبر على الاعتراف بالخطأ إذا صدر منه.
وأخيرًا ليس لجنة الانضباط مطالبة بتفصيل لوائح خاصة لأبو بندر ومن على شاكلته من لاعبين أصحاب أخلاق يشهد بها الجميع، فلا يدفعكم حبكم للشلهوب، للمطالبة بما ليس به أي عدل!




