لا جديد، أصبحنا عقب كل مباراة بالدوري السعودي ننتظر التصريحات المهاجمة لطاقم التحكيم، المنتقدة للقرارات التحكيمية، انفعالات، مشاحنات، حتى وصل الأمر في الجولات الأخيرة إلى محاولات للاعتداء على الحكام..
أندية معدودة على أصابع اليد واحدة هي فقط من لم تصدر بيانات رسمية للاعتراض ولم تتقدم بشكاوى إلى اتحاد الكرة، لكن هذا لا ينفي أن الجميع يندد بالتحكيم عبر شاشات التليفزيون.
على سبيل المثال لا الحصر: بيان اتحاد جدة المطول، الذي سرد به سبع حالات تحكيمية يراها ظالمة خلال مباراة واحدة فقط أمام الهلال بالكلاسيكو، محاولة رئيس التعاون محمد القاسم التعدي على طاقم تحكيم مواجهة فريقه أمام الرائد، اتهامات الإسباني لويس جارسيا؛ المدير الفني للشباب ، لطاقم التحكيم بالتسبب في الخسارة الثقيلة أمام الاتحاد بخماسية مقابل هدف وحيد، تصريح المغربي كريم الأحمدي؛ لاعب وسط الاتحاد، حول الفارق بين مواجهة الهلال والشباب، ليرد: "تقنية الفيديو"، في إشارة لتعرض فريقه للظلم، وأخيرًا وليس آخرًا، القشة التي قسمت ظهر البعير، بيان النصر الذي طالب به اتحاد الكرة السعودي بتغيير رئيس لجنة الحكام الإسباني فيرناندو تريساكو..
غالبية الأندية ومسؤوليها والإعلاميون والكتّاب الصحفيين انتقدوا بيان النصر، وأنه ليس وصيًا على الأندية ليطالب بهذا، في الوقت الذي كان جميعهم قبلها ينددون بالتحكيم، لكن هل هو قانونيًا من حق النصر؟، نعم، من حق أي نادٍ أن يطلب ما يريد من اتحاد الكرة، والأخير يتخذ القرار المناسب في الأخير.
اقرأ أيضًا: القوة العاشرة - كونوا نورًا فقد طالت غيبوبتكم
Getty Imagesالمضحك في الأمر أن الجميع يندد بالأخطاء التحكيمية، والجميع في الوقت نفسه استفاد منها، لا يوجد أي نادٍ لم يستفد من التحكيم، فهو له ما له وعليه ما عليه، لكن يتناسى الجميع الأخطاء عندما تكون لصالحه، ويتناسون أن الأخطاء جزء من كرة القدم.
ما يثير تعجبنا أيضًا أن الدوري السعودي واحد من أكثر الدوريات اشتعالًا من ناحية الاعتراض على التحكيم، وهو واحد من الدوريات التي تعتمد بشكل شبه كلي على الحكام الأجانب، وتُطبق به تقنية الفيديو، انتهينا من المطالبات بتطبيق الفيديو من أجل رفع يد الأندية من على الحكام واتهاماتهم، ليس لتقليل الأخطاء، لكن في الدوري السعودي لننتقل من الاتهامات لحكام الساحة إلى توجيه الاتهامات لحكام الفيديو!، حقًا عجيب أمركم أيتها الأندية!
تبقى الأخطاء جزء من كرة القدم وتبقى هي متعتها، وإلا ما كنا رأينا بعض نجوم العالم يعارضون تطبيق هذه التقنية في الدوريات الكبرى، هي أخطاء يوم معك ويوم عليك، فلا تطلبوا بالمثالية في أمر خارج عن إرادة الجميع، خاصةً أن جميعها أخطاء غير مقصودة بالمرة.
وتبقى رسالتنا لاتحاد الكرة ولجنة الحكام بالثبات في الجولات الصعبة المقبلة، فكلما اقترب الموسم من محطته الأخيرة، لكما زادت الاعتراضات والتنديدات، فالجميع يتناسى فقط أنه مستفيد كما هو مُتضرر!


