Manuel Neuer Bayern Munich 2017Getty Images

مانويل نوير.. نحو التجديد وإعادة إنتاج معادلة أينشتاين

بدأت كرة القدم على يد الإنجليز في القرن التاسع عشر، وأخذت تتطور وتتخذ أشكالًا أكثر احترافية كلما مرت السنوات. التطور كان يحدث إما نتيجة تجليات بعض العباقرة، وإما نتيجة للصدف، وكثير مما بين هذا وذاك.

صافرة الحكم مثلًا جاءت بناء على صدقة جعلت ضابط شرطة حكمًا لإحدى المباريات، الرجل الذي كان بدوره يحمل صافرة في جيبه لأنها كانت وسيلة التواصل بين الشرطيين عن بعد قبل اختراع أجهزة اللاسلكي. وفي أحد المواقف التي لم يسمع فيها اللاعبين نداءه، جرب استخدام الصافرة، نجحت؟ إذن فلنعممها.

البطاقات الملونة جاءت نتيجة لاقتراح أحد الحكام الذي شاهد إشارة المرور في الشوارع واتجه إلى محاكاتها، شباك المرمى نتيجة لمباراة إنجليزية اختلف فيها الجميع حول هدف حاسم ذهب البعض إلى أنه صحيح والبعض لا، ليتم اللجوء إلى شيء يمنع خروج الكرة من الناحية الأخرى.

بالبحث في تاريخ كرة القدم وأشكال تطورها تجد الكثير قد مر هكذا، خطط اللعب والتكتيكات والمدارس وحتى الفرديات، المراوغة التي قام بها كرويف وكانت اختراعًا في السبعينات يقوم بها أصغر لاعبي دوريات الهواة اليوم. ولكنها كيف بدأت؟ عبر التجلّي.

كرة القدم كأي شيء، يرتبط ببعض الأشياء المحيطة به، وبالنظر إليها بجوار العلوم والفنون ستجد أن هناك مساحات تقاطع كبيرة، تلك التي تفسر جملة أكثر من مجرد لعبة التي يحب مجاذيب اللعبة أن يطلقوها عليها.

قبل عام 1905، لم تكن البشرية تعتقد أن الكتلة والطاقة شيئان مُتوافقان، وأن أحدهما المادي يُنتج الآخر غير المادي والعكس صحيح، حتى جاء شابٌ ألماني يبلغ من العمر 28 عامًا كان يعمل كموظف بسيط في مكتب تسجيل براءات الاختراعات في سويسرا يُدعى ألبيرت أينشتاين، ليُتحف العالم بـ 4 مقالات علمية تُعارض تلك الإثباتات الموجودة في المراجع، ليُثبت في أحدها توافق الكتلة والطاقة، بعد أن وضع المعادلة الأشهر في تاريخ الفيزياء والتي تُشير إلى أن الطاقة تُساوي الكتلة × مربع سرعة الضوء "E=MC^2"

تلك المُعادلة فسرت كيف يمكن للشمس أن تُنتج هذا الكم الهائل من الطاقة، وفتحت للإنسان المجال لكي يُنتج كميات هائلة من الطاقة باستخدام جسيمات صغيرة، وما أن وصلنا إلى 2018، أصبح أي مُراهق يدرس الفيزياء يعتبر تلك المعادلة من الأمور البديهية، على الرغم من أنها لم تكن كذلك قبل أن يظهر أينشتاين، ولكنها مرت من طور الرفض إلى المعقول والمقبول ومنه إلى طور البديهيات.

هذه القصة تكررت كثيرًا في كرة القدم، فلم يكن كرويف وحده هو من أضاف خدع جديدة أو رؤى أكثر تطورًا، فالكل يعلم ركلة جزاء أنتونين بانينكا الشهيرة، والتي بات يقلدها الجميع اليوم ويقول على طريقة بانينكا، قفزة بلانكو، خدعة تييري هنري، بل أن بعض المصادر تقول إن المراوغة في كرة القدم ظهرت أصلًا كحيلة يهرب بها اللاعبون البرازيليون من الضرب والإيذاء، حيث تعرض أصحاب البشرة السمراء للعنصرية من قبل القائمين على اللعبة في البداية، والتي اعتبروها حكرًا على الأغنياء فقط.

الكل تخيل أن تلك الاختراعات والابتكارات ستتوقف عند الأبيض والأسود، وسيأتي آخرها بالألوان المشوشة، أما في عصر ما بعد الحداثة فإن كل شيء قد تم وضعه والاتفاق عليه، وحان فقط وقت إعادة إنتاجه، كان هذا مجرد ظن فقط.

ثورة في حراسة المرمى .. نوير وشتيجن في الطريق للرحيل

لماذا؟ لأن العام 2010 قد شهد ظهور ألماني آخر يُدعى مانويل نوير، فعل شيئًا مشابهًا لما قام به أينشتاين ولكن في كرة القدم، وضع نظريةً أخرى لم يستسغها الغالبية في البداية، قبل أن تتحول إلى المقبول، وهاهي في طريقها لأن تصبح من البديهيات، وكما ذكر التاريخ أن 1905 كان عام معادلة الطاقة، سيذكر مستقبلًا أن 2010 شهد مولد مُعادلة أخرى تفيد بأن فريق كرة القدم يتكون من أحد عشر لاعبًا، لا عشرة لاعبين وحارس مرمى. عيد ميلاد سعيد لمانويل نوير الذي يتمم اليوم السابع والعشرين من مارس 2020 عامه الرابع والثلاثين.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0