برشلونة يتوج بلقب الدوري الإسباني، ليس هذا هو الحدث، فالأمر قد تكرر لـ 8 مرات في آخر 11 سنة، الحدث هو أن الحسم جاء بـ 83 نقطة فقط، وأن إنهاء الدوري في حال فاز في مباراته الأخيرة أمام إيبار سيكون بـ 89 نقطة فقط.
برشلونة هذا العام سيكون أول فريق يحقق لقب الدوري الإسباني بأقل من 90 نقطة منذ سنوات، وهذا شيء يمكن أن يأخذ على جانب من اثنين، إما ارتفاع وتيرة المنافسة التي جعلت أندية منتصف الجدول وآخره لا تبدو لقمة سائغة أمام بطل الدوري، وإما انخفاض حدة المنافسة للدرجة التي جعلت البطل يبدو معروفًا منذ منتصف الموسم تقريبًا بغض النظر عن عدد النقاط الذي جمعه، فما رأيك أن يكون الأمر خليطًا بين هذا وذاك؟




خلال السنوات الثلاثة أو الأربعة الأخيرة غابت بشكل كبير النتائج الكبيرة التي اعتاد ريال مدريد وبرشلونة الفوز بها على خصومهما، خاصة على ملعبيهما سانتياجو بيرنابيو وكامب نو، النتائج التي كانت سببًا في إطلاق مسمى دوري "توم وجيري" على الليجا منذ أن بدأت مرحلة جوارديولا في برشلونة وما ترتب عليها من تغيرات في البيت الملكي.
ليس ذلك فقط، بل أصبح هناك ريال بيتيس القادر على هزيمة كليهما في كامب نو وسانتياجو بيرنابيو، أصبحا يخسران هناك أصلًا في مباريات غير تلك التي تجمعهما ببعضهما، بل ويتلقيان ثلاثة أهداف أو ربما أربعة من فريق في المركز السابع والحادي عشر أو من منافس على الهبوط.
بالطبع ذلك من الممكن أن يرجع إلى أن برشلونة فالفيردي ليس هو نفسه برشلونة جوارديولا، أو أن ريال مدريد هذا ليس هو الفائز بدوري أبطال أوروبا مع أنشيلوتي وزيدان، ولا حتى المنافس الشرس الذي صنعه مورينيو، وأن تجربة أتليتيكو مدريد مع سيميوني تعيش أيامها الأخيرة في وقت يعلم فيه الكل ذلك عدا التشولو.
ولكن هناك جانب آخر يقول إن ريال بيتيس كيكي سيتيان ليس هو بيتيس الذي عهدناه في الماضي، وأن إيبار هذا ليس هو إيبار المألوف، وأن خيتافي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من خطف بطاقة مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا ليس هو الذي كان ينافس على الهبوط حتى الجولة الأخيرة.
جوارديولا وكلوب.. على أعتاب موسم فاشل لأحدهما
في الحقيقة تأثر مستوى المنافسة في الدوري الإسباني بالعديد من العوامل، تلك التي انعكست عليه سلبًا تارات وإيجابًا تارات أخرى، حتى ارتفعت وتيرة المنافسة على المدى الطويل بين الأندية العشرين المشاركة، وانخفضت فيما يتعلق بالصدارة تحديدًا، ولكن هذا الانخفاض لا يتوقع له أن يطول نظرًا لأن سبات ريال مدريد لا يطول عادة، وأنهم أصبحوا في حاجة للفوز بالدوري الآن أكثر من أي وقت مضى، لذا تبدو الليجا في طريقها لتصبح أمتع مما كانت عليه.
