Radamel Falcao Manchester UnitedGetty Images

لقطة اليوم | يوفنتوس وبرشلونة؟ إدلع يا كايدهم!


بقلم | محمود ماهر


في سهرة الاربعاء العامرة بالأحداث الكروية المثيرة، فاز الزمالك للمرة الأولى منذ شهر ونصف، وعاد الأسطورة «خوان سيباستيان فيرون» من الاعتزال ليساهم لمدة 55 دقيقة لعبها في فوز استوديانتس دي لابلاتا بهدف دون رد على ناسيونال في الجولة الثالثة من دور مجموعات كوبا ليبرتادوريس، علمًا بأنه كان قد احتفل بعيد ميلاده الـ 42 يوم 9 مارس الماضي.

وشهدت هذه السهرة الصاخبة، توديع برشلونة لدوري أبطال أوروبا على يد ضحيته في نهائي 2015 «يوفنتوس»، بسبب خسارته لمباراة الذهاب في تورينو بثلاثية نظيفة فشل في تعويض ولو هدف واحد منها في مباراة الإياب، بالاكتفاء بالتعادل السلبي.

ولم تكن للفريق الكتالوني أي أنياب حقيقية على مرمى فريق السيدة العجوز رغم وجود الثلاثي «ميسي-سواريز-نيمار»، وذلك بسبب التنظيم الدفاعي المتقن من يوفنتوس والذي تجنب الوقوع في هفوات ساذجة أمام المرمى أو على حدود منطقة الجزاء، ليعبر إلى بر الأمان.

مُعظم الأحداث التي وقعت ليلة أمس لا أراها تستحق منّا الكثير من العناء أو التحليل، أكثر مما يستحقه فريق «موناكو» الذي واصل مُغامرته المثيرة للاعجاب تحت قيادة مدربه البرتغالي «جارديم» وحفنة من اللاعبين الشبان غير المعروفين على مستوى العالم أكثر من لاعبي باريس سان جيرمان وحتى المتراجعان بقوة في جدول الليج آ «ليون ومارسيليا».

الريمونتاداد المُنتظرة من برشلونة أمام يوفنتوس أسالت لُعاب النقاد مُتناسيين موناكو المُثابر المُكافح المُقاتل والممتع، والذي استحق مُكافأة التأهل إلى نصف النهائي على حساب بوروسيا دورتموند، ليس لأنه أدى أفضل على الصعيد الكروي فقط، بل لأنه قام بعمل إنساني وأخلاقي غض الطرف عنه العديد من المتابعين، والمتمثل في الوقوف خلف هداف عظيم اسمه «رادميل فالكاو» حتى استرد عافيته من جديد، وصار لا يشق له غبار من جديد أمام أعتى الحراس.

Radamel Falcao Manchester UnitedGetty Images

فالكاو عُومل كإنسان آلي في مانشستر يونايتد وتشيلسي، كان مطالبًا في كل وقت بالتسجيل والتعافي بسرعة من الإصابة، وتلك الضغوطات حرفيًا كانت السبب الحقيقي في تخريب مسيرته الاحترافية وتعطيله عن التعافي بشكل كامل من الإصابة التي أبعدته عن مونديال 2014 وأخفته عن أضواء الشهرة لمدة (18 شهرًا) - عام 2015 بأكمله وأول 6 أشهر من 2016-.

لو تُرك فالكاو يتعافى من الإصابة دون ذلك الضغط المستمر من قبل وسائل الإعلام الإنجليزية وإدارة مانشستر يونايتد والمدرب لوي فان خال، ربما لكان الآن هدافًا للبريميرليج، والأمر نفسه ينطبق على تشيلسي بالمنافسة، فهو الآخر لم يُحسن التعامل معه.

الوحيد الذي كان يستطيع التعامل مع حالة فالكاو هو فينثينتي ديل بوسكي أو السير أليكس فيرجسون، ولنا في مشكلة إصابة الظاهرة رونالدو وروود فان نيستلروي دليل على ذلك..يبدو أن هذه النوعية المحترمة من المدربين تنقرض من العالم حاليًا.

المدرب الذي يعتبر اللاعب إنسان وليس سلعة، تبتسم له الكرة دائمًا..وانظروا لعدد الألقاب التي حصدها فيرجسون بعد أشهر من تعافي نيستلروي من الرباط الصليبي ببداية الألفية، وكذا فان بيرسي خلال موسم 2013/2012، وكذلك رونالدو مع ديل بوسكي.

جارديم كرر نفس الأسلوب مع فالكاو هذه الأيام، واستطاع استخراج أفضل ما لديه بمنحه كامل وقته للتعافي من كل إصابة كان يتعرض لها منذ بداية هذا الموسم، والآن الكولومبي ضمن أفضل هدافي دوري أبطال أوروبا برصيد 7 أهداف من 9 مباريات، وأتوقع أن يلمع نجمه أكثر في مونديال روسيا 2018 بعد أن كان كل العالم يكتب عن انتهاء مسيرته، لكنه أراد العودة، وعاد وانتفض، والآن يكيد الجميع بتألقه المُبهج في هذا السن وبعد هذا الكم من الإصابة وبهذا العدد الرائع من الأهداف (محلية وقارية = 27 هدفًا).

لا أدري لماذا رددت كلمات الأغنية الشهيرة للفنان عبد المجيد عبد الله “اتدلع يا كايدهم..خليهم يشوفونك..علمهم أصول الحسن..عطهم درس بعيونك”، عندما رأيت فالكاو وهو يُسجل الهدف الثاني لموناكو في مرمى بوروسيا دورتموند على ملعب لويس الثاني بإياب ربع نهائي الأبطال (1/3) برأسية صاروخية تُدرس في كتب كرة القدم، قبل أن يركض نحو الراية الركنية بصرخة مجنونة فرحًا بالهدف..شعرت وقتها أنها رسالة متفجرة في وجه فان خال ومورينيو والإعلام الإنجليزي الأحمق وفي وجه كل من قال أن هذا الهداف الموهوب قد انتهى، لهذا قررت أن تكون هذه هي لقطة اليوم..لأن القصة تستحق حقًا..أليس كذلك؟


ادلع يا كايدهم خليهم يشوفونك

Radamel Falcao Monaco Dortmund Champions League 18042017 FalcaoGetty FalcaoGetty

للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر  - اضغط هنا
@MahmudMaher
إعلان