مبابي أمام دورتموند .. النهايات السعيدة لا تحدث في باريس، احزم حقائبك واتجه إلى ريال مدريد!

مبابي لم يكن سيئًا، ولكن في نفس الوقت لم يكن اللاعب الذي نعرفه ولم يساهم بأي شكل من الأشكال في تغيير مسار المباراة من حيث الأداء والنتيجة.

اللوم الأول هنا لا يقع عليه، بل أصابع الاتهام يجب أن تتجه نحو إنريكي، بسبب غياب التنظيم والانسجام عن باريس خاصة في الشوط الأول، وترك اللاعبين كضحية للتنظيم المُحكم لدورتموند.

سوء الحظ عاند مبابي في كرته التي ارتطمت بالعارضة، ولكنه فشل في تسجيل كرة أخرى خطيرة بطريقة غريبة رغم سهولتها، والتي كان من الممكن أن تحول مسار المباراة بشكل كامل نحو ريمونتادا أخرى مثلما حدث ضد برشلونة.

هبوط مستوى صاحب الـ25 سنة خاصة في المواجهات الصعبة على المستوى الأوروبي كان من أهم الظواهر في رحلة باريس الأوروبية هذا الموسم، لذلك هي إشارة واضحة على أنه ليس لديه أي جديد ليقدمه ورحيله هو القرار الأنسب للجميع!

بالنظر إلى مستوى الفرنسي بالعين المجردة ورؤية تعبيرات وجهه ولغة جسده، سنعلم جيدًا أنه لم يكن في أفضل حالاته، ولكن دعونا نتحدث بلغة الأرقام.

مبابي سدد 3 مرات على المرمى وكرة واحدة خارجها، ولم يلعب أي عرضية ناجحة ولعب 4 كرات عرضية غير ناجحة وصنع فرصتين.

وعلى الجانب الدفاعي لم يقطع مبابي أي كرة ولم يشتتها ولا مرة، بينما قام بمحاولة افتكاك ناجحة وتصدى لتسديدة من الخصم.

وأما من ناحية التمرير فقد لعب 28 تمريرة، ووصلت الدقة لديه إلى 78.6%، منهم تمريرتين طويلتين فقط و26 تمريرة قصيرة، وقام بـ4 التحامات ناجحة.

ربما أحب الجميع فكرة رؤية مبابي يلعب أمام ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال هذا الموسم، ليكون المشهد الأخير له قبل نهاية عقده مع باريس وشد الرحال إلى العاصمة الإسبانية.

ولكن يبدو أن السبيل الوحيد من أجل التواجد مع جود بيلينجهام وفينيسيوس جونيور ورودريجو وأوريليان تشواميني وغيرهم بملعب واحد، هو ارتداء قميص الميرينجي وإتمام الاتفاق مع فلورنتينو بيريز.

اللعب مع هؤلاء يختلف تمامًا، عن مجاورة فابيان رويز والصفقة "المقلب" جونسالو راموش وغيره من اللاعبين الذي لا يمكنهم مساعدة باريس ومبابي بالشكل الكافي.

باريس لا تعرف النهايات السعيدة كما تعرفها مدريد، وهناك الكثير من الأمثلة، ماركو فيراتي، ليونيل ميسي، نيمار وغيرهم ممن رحلوا بطريقة لا تليق بهم، والآن جاء الدور على نجم آخر.

ربما أتت هذه الخسارة المُحبطة أمام دورتموند لترفع الحرج عن مبابي، وتجعل جماهير باريس تتفهم قراره بالرحيل، لأنه يحق له المغادرة لتحقيق أحلامه مع فريق يعرف جيدًا ما يتطلبه الأمر لرفع كأس دوري أبطال أوروبا.

وتأتي أيضًا كدليل على أن صاحب الـ25 سنة اتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، لإنقاذ مسيرته في هذا السن، لأنه لم يعد مجرد موهبة واعدة وشابة، وعليه الرحيل فورًا لتحقيق أحلامه في مكان آخر!