owais

لأن المستحيل ليس "عويسيًا"

تعرض الحارس السعودي محمد العويس لانتقادات لاذعة في الآونة الأخيرة إثر تذبذب مستواه تارة، وبعض المشكلات الخاصة به خارج الملعب تارة أخرى.

آخرها كان الجدل حول موقفه التعاقدي حاليًا، إضافة إلى صب سهام النقد على هيرفي رينارد الذي أصر على جعل العويس حارسه الأساسي في المونديال.

بدأت المباراة أمام الأرجنتين ولم يكن أحد يتوقع من العويس ولا من غيره أن يمنع ميسي ورفاقه من التسجيل، البداية الأرجنتينية بشكل عام أوحت للجميع أن رفاق البرغوث لم يأتوا إلى قطر للمزاح، ولكن العويس ورفاقه كانوا بالمرصاد لكل هذه التكهنات.

بغض النظر عن أن السعودية انتظرت بعض الوقت لتدخل في أجواء المباراة، إلا أن العويس منذ البداية كان واقفًا بشكل صلد مستعدًا للذود عن الشباك السعودية.

من الدقيقة 2 تصدى لكرة خطيرة لميسي كان تسجيلها كفيلًا بقلب دفة المباراة، ورغم التأخر بركلة جزاء مثيرة للجدل كان للعويس دور كبير في شيء هام للغاية في الشوط الأول وهو إبقاء النتيجة على نصابها، الدخول إلى غرف الملابس بفارق هدف واحد كان أمرًا بالغ الأهمية.

وبعد الاكتساح السعودي في مطلع الشوط الثاني لكتيبة ليونيل سكالوني ودك شباك إيميليانو مارتينيز بهدفين، بدا الأمر كما لو أن العويس قال لزملائه: "اتركوا كل شيء لي، فعلتم ما عليكم فلا تشغلوا بالكم!".

العويس رجل مباراة السعودية والأرجنتين

ومن بعدها دخل العويس في حالة من التألق الاستثنائي وذاد عن المرمى السعودي بكل ما أوتي من قوة، منع ميسي ورفاقه بشتى الوسائل، والأهم أنه لم يكتف بالتصديات الباسلة فحسب، بل كان له دور في الافتكاك الدفاعي لكرات خطيرة للأرجنتين كانت مرشحة لتكون فرصًا واعدة.

تصدى لخمس فرص محققة، واستخلص كرة من المهاجم، ومنع هجمتين واعدتين قبل أن تدخلا الصندوق، كما كان له دور في فاعلية اللعب السعودي إذ بلغت دقة تمريراته 54% بواقع 14 تمريرة صحيحة من أصل 26 قام بها خلال المباراة، مثبتًا أن حراسة المرمى لم تعد بالعضلات فقط، بل بالعضلات والعقل، وفي الحالتين لم يقصر العويس.

لقد رمى العويس كل شيء خلف ظهره، أدار المعركة بعقله وقلبه وبقفازيه الاستثنائيين، واستحق أن نقول إن المستحيل ليس عويسيًا!.

إعلان