أنتجت دولة ساحل العاج عددًا كبيرًا من لاعبي كرة القدم الرائعين منذ ظهور الأفيال لأول مرة في كأس الأمم الأفريقية عام 1965، ولكن في أوائل العقد الأول من القرن الحالي ظهر "الجيل الذهبي" الحقيقي للبلاد.
بقيادة أسطورة تشيلسي ديدييه دروجبا، امتلأت أوروبا بنجوم ساحل العاج، مثل الأخوين يايا وكولو توريه وإيمانويل إيبوي وسالمون كالو وغيرهم.
مع ذلك لم يتمكن هذا الجيل من تحقيق الحلم الإيفواري، وظلّ مشجعين ساحل العام مشتاقين إلى ثاني ألقاب كأس أمم إفريقيا الغائبة من 1992.
لقد وصلوا إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية مرتين ، في عامي 2006 و 2012، لكن كلاهما انتهى بهزيمتين كارثيتين للأفيال، ويظل التأهل إلى مونديال 2006 هو الإنجاز الأهم والأكبر.
يوري ريجير: أحدث نجوم أكاديمية أياكس ينتظر الانطلاق مع الفريق الأول
بحلول الوقت الذي فازت فيه ساحل العاج بأمم إفريقيا في غينيا الاستوائية عام 2015، اعتزل دروجبا وعدد من النجوم معه دوليًا، وبعدها بأعوام قليلة انتهى هذا الجيل التاريخي.
خلال الفترة المتبقية من العقد الماضي، قلّ اهتمام وشغف الجماهير الإيفوارية بمنتخب بلادها مع عدم وجود أسماء نجوم.
ومع ذلك، تجدد الاهتمام في الأشهر الـ 18 الماضية بظهور المهاجم كريم كوناتي وهو لاعب يأمل الكثيرون في أن يتولى عباءة دروجبا ويصبح قائدًا لجيل جديد من نجوم ساحل العاج.
نما كوناتي وأصبح لاعبًا أساسيًا في فريق أسيك الإيفواري الأول منذ بدايته في 2020، وهناك اعتقاد أنه قد يسير على خطى نجوم أسيك السابقين ويصبح نجمًا هامًا في المنتخب الإيفواري.
قال أرماند ندري، وهو مشجع قوي للنادي لمدة 30 عامًا، لـجول: "في المرة الأولى التي شاهدت فيها كريم كوناتي، ذكرني بجيل 1998-99 الرائع من أسيك".
ماتيوس ناسيمينتو: كافاني البرازيلي المطلوب في ريال مدريد
"لديه نفس الدفع والروح. لم نر مثل هذا الإحساس لفترة طويلة. هل يمكن أن تكون هذه بداية للجيل الذهبي الجديد؟"
لقد قطع كوناتي بالتأكيد شوطًا طويلاً في فترة زمنية قصيرة، وُلد في كوماسي، إحدى أفقر المناطق في أبيدجان، أكبر مدن ساحل العاج، وقد رصده الكشافة من أسيك أثناء لعبه في إحدى مباريات كرة القدم في الشوارع.
سرعان ما تمت دعوته لتجربة أداء قبل تسجيله في أكاديمية النادي، على الرغم من أنه لم يُعرض عليه على الفور مميزات أسيك، وكان عليه بدلاً من ذلك تغطية تكاليف النقل الخاصة به لعدة أشهر.
كوناتي قال في حديث لجول "كان هذا هو الجانب الأكثر صعوبة في البداية. السفر إلى تلك المسافة الطويلة إلى الأكاديمية والعودة بأموالك الخاصة، ثم عدم التأكد مما إذا كان سيتم قبولك في النهاية ومنحك غرفة أم لا".
على الرغم من ذلك، كان تطوره هائلاً، وقد ازدهر في كل من الفصول الدراسية وعلى أرض الملعب.
مصدر من النادي قال لجول "الجزء الأصعب هو الفصول الدراسية، يرغب معظم اللاعبين في اللعب مباشرة لكن الأمر يبدأ باللوح، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لكريم".
وتابع "لقد جاء كما لو كان في مدرسة عادية وأراد أن يتعلم كل شيء، أعتقد أن ذلك ساعده على التكيف بسرعة على أرض الملعب".
خوليو إنسيسو: معجزة باراجواي يجذب اهتمام أندية أوروبا
في موسم 2020-21 ، تمت دعوة كوناتي أو "كوكا'' - كما يُعرف أحيانًا - للانضمام إلى الفريق الأول للتدريب قبل الموسم ، وأثار الإعجاب بما يكفي ليتم تسجيله في الفريق الأول.
سرعان ما أصبح الدعامة الأساسية لفريق جوليان شوفالييه ، حيث احتل المركز الأول في قائمة هدافي النادي برصيد سبعة أهداف وساعد في تحقيق فريقه اللقب المحلي السابع والعشرين والأول منذ ثلاث سنوات، وسط تدفق الجماهير لمتابعته.
على الرغم من كونه يلعب بقدمه اليمنى بشكل طبيعي، إلا أن كوناتي لا يخشى استخدام يساره الأضعف، خاصة عندما يتم تكليفه باللعب على نطاق واسع، وهو ما فعله في بعض الأحيان على الرغم من موقعه الطبيعي كمهاجم صريح.
ربما يكون الجانب الأكثر بروزًا في صفات اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا هو قدرته الرأسية رغم أن طوله فقط 178 سم.
يقول مصدر بالنادي "لدى كوكا عين جيدة جدًا على الكرة ويعرف كيف يضع نفسه ويقرر قفزة بقدم أو قدمين، يواصل الفوز في المبارزات الهوائية بسبب هذه الصفات".
يضيف كوناتي، الذي تم ملاحظة قدراته القيادية ليس فقط بمعنى الهجوم، ولكن أيضًا عند المساعدة في الدفاع: "ترى نوعًا ما على أنها بقعة ضوء تتجه نحوك ثم تتفاعل على الفور".
"ما زلت أتعلم المهارات التي ينطوي عليها هذا الجانب من كرة القدم، ولذا لا يمكنني القول إنني جيد فيها حتى الآن."
تأهل أسيك إلى دوري أبطال إفريقيا 2020-21، ولم يضيع كوناتي كثير من الوقت وأحرز هدفه القاري الأول في مرمى الفريق السنغالي تيونغويت في الجولة الأولى من الأدوار التمهيدية.
خرج أسيك على يد شباب بلوزداد في دور الـ32، ليصل إلى الكونفدرالية، وتمكن كوناتي من العودة من حيث توقف، وسجل ثلاثة من أهداف فريقه الخمسة في فوزه على إنتر كلوب الأنجولي في ملحق دور المجموعات.
لم يكن مفاجئًا أن تمت مكافأة أداء كوناتي بأول استدعاء دولي في سبتمبر، وظهر لأول مرة بقميص ساحل العاج ضد موزمبيق في تصفيات كأس العالم.
لقد ترك انطباعًا قويًا بما يكفي لكسب استدعاء لاحق في أكتوبر، قبل أن يتواجد في تشكيلة باتريس بوميل في كأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون.
يقول كوناتي "لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا تجميع جيل ذهبي آخر في أي وقت قريب، لكنني أعتقد أن الإيفواريين يتوقون إلى مجموعة جديدة من اللاعبين ليهتفوا من أجلهم".
