كما أوقف فيروس كورونا حياة نشاط كرة القدم حول العالم، يُتوقع أن يؤثر كثيرًا على سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، فذلك التضخم الكبير الذي صاحب الميركاتو في آخر سنتين سينتهي قريبًا لا محالة.
تُعاني الأندية الأوروبية من شبح خسائر تقدر بما يزيد عن 5 مليار يورو في حال أن قررت إلغاء المسابقات ولم تستطع أن تستكملها بسبب فيروس كورونا، مما قد يؤدي ببعض الأندية إلى هاوية الإفلاس.
أندريا أنييلي، رئيس يوفنتوس، أعلنها صراحةً أن كرة القدم تواجه التحدي الأكبر والأخطر لها عبر تاريخها، ألا وهو كورونا، فهذا الوباء قد يدمر الكرة تمامًا ويعيدها عقودًا إلى الخلف بعد ما وصلت له وباتت من أغلى الصناعات حول العالم.
قامت العديد من الأندية بتخفيض رواتب لاعبيها لمجابهة الأزمة والحفاظ على عمل موظفيها، وأحد تلك الأندية كان يوفنتوس، الذي يضم في صفوفه الأسطورة كريستيانو رونالدو، وبات واضحًا أن البيانكونيري في خطر إن استمر الوضع طويلًا.
تفيد أغلب التوقعات بأن كرة القدم لن تعود قبل يونيو المقبل وهناك شك كبير في أن تعود هذا العام من الأساس في ظل التأكيد على ضرورة منع التجمعات بمختلف أشكالها، ومن سيصمد فقط هو من يمتلك القدرة الاقتصادية.
خاص | والد هيجواين يوضح حقيقة انضمام نجله إلى ريفر بليت
في ظل كل هذه المعطيات، برزت أنباء عن إمكانية مغادرة كريستيانو رونالدو ليوفنتوس والتوجه صوب ريال مدريد مرة أخرى، في هذا التقرير نُلقي نظرة حول القضية برمتها.
لماذا غادر كريستيانو رونالدو ريال مدريد إلى يوفنتوس؟

ادعى رونالدو أنه غادر ريال مدريد إلى يوفنتوس لأنه شعر بأنه "لم يعد ضروريًا" في نظر رئيس البلانكوس فلورينتينو بيريز.
وأضاف أن يوفنتوس أبدى رغبته في ضمه إلى فريقه الذي شعر أنها رغبة أقوى بكثير من رغبة الملكي فى بقائه، في حين أشار إلى أن رحيل زين الدين زيدان لعب دورًا في ذلك.
وقال رونالدو في مقابلة عام 2018 مع فرانس فوتبول "شعرت داخل النادي، وخاصة من الرئيس، أنني لم أعد ينظر إلي بنفس الطريقة التي كنت عليها في البداية".
وأضاف: "خلال السنوات الأربع أو الخمس الأولى، شعرت وكأنني كريستيانو رونالدو، بعد ذلك بقليل، نظر الرئيس إلي بطريقة أوحت لي أنني لم أعد لا غنى عني إذا كنت تعرف ما أقصده. هذا ما جعلني أفكر في المغادرة".
أسباب رونالدو المعلنة لمغادرة العاصمة الإسبانية بالطبع قد لا تروي بالضرورة القصة بأكملها.
مع نهاية فترة وجوده في ريال مدريد، بدأت التقارير تشير إلى أن كريستيانو رونالدو يريد زيادة أجره بعد انتصار الملكي في دوري أبطال أوروبا 2018.
وقال رامون كالديرون، رئيس نادي ريال مدريد السابق، إن احتمال وصول نيمار - كبديل - قد لعب دورًا في قرار نجم مانشستر يونايتد السابق.
وقال رئيس البلانكوس السابق لراديو فيلا ترينيداد: "طلب كريستيانو زيادة بعد فوزه بدوري الأبطال ورفض فلورنتينو ذلك، فغضب كريستيانو أيضًا لأنه سمع أن مدريد ستكون على استعداد لدفع الكثير من المال لنيمار".
وتابع: "أخبره فلورنتينو أنه إذا أحضر شيكًا بقيمة 100 مليون يورو ، فسيسمح له بالرحيل، وهذا ما حدث بالفعل".
وأخيرًا.. لم شمل ريال مدريد للمرة الأولى بعد كورونا
ومع ذلك، نفى رونالدو أن تكون هذه الخطوة قد نشأت نتيجة نزاع حول الأجور، قائلاً: "لو كان الأمر يتعلق بالمال، كنت سأنتقل إلى الصين، حيث كنت سأربح خمسة أضعاف ما كسبته هنا" [في يوفنتوس] أو في ريال مدريد. لم أحضر إلى يوفنتوس للحصول على المال. لقد ربحت نفس الشيء في مدريد، إن لم يكن أكثر".
هل يعود كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد بسبب فيروس كورونا؟

نشرت صحيفة "آس" تقريرًا أثارت به الجدل، عندما أعلنت أن الدون البرتغالي قد يعود مرة أخرى إلى ريال مدريد بسبب الأزمة الاقتصادية المتوقعة نتيجة لفيروس كورونا.
وقد عللت الصحيفة اقتراب أسطورة الملكي من العودة إلى سانتياجو برنابيو بأن الوضع الاقتصادي للنادي العاصمي مميز للغاية، على عكس المتوقع في يوفنتوس بالفترة المقبلة.
هذا إلى جانب أن العلاقة بين رونالدو والرئيس فلورنتينو بيريز باتت على ما يرام وتحسنت عمّا كانت عليه في السنتين الماضيتين، وهو ما يفتح الباب لعودة صاروخ ماديرا إلى كتيبة زين الدين زيدان.
من الناحية المنطقية فإن الأنباء غير صحيحة، فقد أعلن رونالدو في أكثر من مناسبة أنه يحب العمل في تورينو ويشعر بالراحة هو وأسرته، كما أنه يتطلع إلى جلب لقب دوري أبطال أوروبا إلى خزائن النادي بعد سنوات من الجفاف الأوروبي.
لكن بالنظر إلى أن رونالدو قد يخسر جزءًا كبيرًا من راتبه حال استمرار الأوضاع على ما هو عليه، وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي المميز لريال مدريد، فما الذي يمنع لم شملهما مرة أخرى؟
السؤال يبقى في مقدرة يوفنتوس على مجابهة الأزمة الاقتصادية، فصحيح أن اليوفي متماسك حتى اللحظة، ولكن ما الذي سيحدث على المدى الطويل؟ الأمر برمته يتعلق حاليًا بالأموال وليس بالرياضة، فرياضيًا، لا يحتاج صاحب الـ34 عامًا أن يُغادر أليانز ستاديوم.




