Manchester unitedGetty

كان صرحاً فهوى.. نيوكاسل من حلم البريميرليج للمنافسة على الهبوط

نيوكاسل للأجيال الحديثة في كرة القدم، ليس سوى أحد الفرق المنافسة على الهبوط، والتي تعاني بشكل مستمر في كل موسم من أجل البقاء في البريميرليج.

لو عدنا بالزمن بضعة سنوات، سنجد أن الوضع كان مختلفاً تماماً، الماكبايز لم يكن ينافس على الهبوط، بل هو الخصم الأشرس لمانشستر يونايتد في ذروة حقبة السير أليكس فيرجسون.

تحول كبير شهده الفريق الإنجليزي العريق، من خسارة لقب الدوري بفارق 4 نقاط فقط بموسم 1995/1996 إلى وضعه الذي نراه الآن.

طفرة مالية وقدوم كيجان

Kevin Keegan Newcastle 1994-95Getty

المعاناة ليست جديدة على نيوكاسل، حيث فلت بصعوبة من الهبوط بدوري الدرجة الثانية بموسم 1991-1992 بفضل عودة مدربه المخضرم كيفين كيجان.

الحالة المالية للنادي تحسنت بشكل كبير في هذه الفترة، وأصبح يزاحم عمالقة أوروبا على الصفقات الكبيرة، بل تفوق عليهم في ضم أندي كول وروب لي.

الوضع واصل التطور بشكل ملحوظ مع كيجان، ليتأهل الفريق للدرجة الأولى ومنها للبريميرليج ويضمن أيضاً المشاركة بكأس أوروبا بموسم 1993/1994.

الطفرة انعكست كذلك على ملعب النادي جوديسون بارك، حيث تم رفع السعة الجماهيرية له لتصل إلى 52 ألف متفرج بدلاً من 36 ألف فقط، بعد رفض طلب النادي ببناء ملعب جديد.

الصدمة

Andy Cole Sir Alex Ferguson Manchester UnitedGetty Images

الأمور كلها كانت تسير على ما يرام لدى النادي الإنجليزي، قبل أن تأتي الصاعقة في 1995 عندما باع أندي كول إلى مانشستر يونايتد بصفقة تبادلية نقلت كيث جيليسبي للماكبايز بالإضافة لـ6 ملايين استرليني.

الصدمة أنهت على أحلام الفريق في المنافسة بموسم 1994/1995 لينهي الدوري بالمركز السادس، ولكن البناء استمر والطموحات لم تتوقف.

كيجان حرص على بناء سمعة هجومية كبيرة للنادي، بالتعاقد مع بعض النجوم الأجانب مثل ديفيد جينولا وفاوستينو أسبريللا، بالإضافة لبعض البريطانيين كبيتر بيردسلي وليس فيرديناند.

الحرب مع فيرجسون

Kevin Keegan Newcastle United Alex Ferguson Manchester United 1995-96Getty

نيوكاسل كان هو الطرف الأقوى في المنافسة مع مانشستر والخصم الأكثر شراسة وقتها، لم يكن أرسنال ولا ليفربول ولم يظهر وقتها تشيلسي أو مانشستر سيتي وتوتنهام بالوضع الحالي.

شكل المنافسة خلق عداوة كبيرة بين كيجان، والسير أليكس فيرجسون أسطورة الشياطين الحمر، حيث شهدت المواجهات بينهما العديد من محاولات الضغط النفسي والتصريحات العدائية.

فيرجسون لجأ في إحدى المرات التي اشتدت فيها المنافسة، للتشكيك في نزاهة نوتينجهام فورست وليدز يونايتد أمام نيوكاسل ولعبهم بشراسة مثلما فعلا أمامه.

كيجان انتظر ليثأر مما فعله الاسكتلندي، واقتنص الفرص عندما جلس أمام الميكروفونات بعد فوز فريقه على الشياطين الحمر بهدف نظيف في 29 إبريل 1996.

وقال مدرب نيوكاسل بهذه الحقبة:"لا يمكن الحديث بهذه الطريقة عن لاعبي كرة القدم، والتفوه بأشياء من هذا النوع عن رجل مثل ستيوارت بيرس، حاولت الحفاظ على صمتي ولكنه الآن سقط من نظري".

وأضاف:"لا أريد اللجوء لمثل هذه الأمور، ولكن يمكنك إخباره لو لم يكن يشاهدنا، مازلنا نقاتل على اللقب، وعليهم الآن الذهاب إلى ميدلزبره والحصول على نتيجة إيجابية، ودعنى أقول أنني سأحب هزيمتهم جداً".

بداية السقوط

Newcastle

رهان كيجان لم ينجح في النهاية، حيث انتهت آماله في الفوز باللقب بعد التعادل مع نوتينجهام فورست، وفوز مانشستر على ميدلزبره بثلاثية نظيفة ليتأزم الموقف.

نيوكاسل واصل الترنح بتعادل آخر ضد توتنهام بالمواجهة الأخيرة، ليخسر لقب البريميرليج بعد حصوله على 78 نقطة مقابل 82 للشياطين الحمر.

اليأس لم يتغلب على النادي حتى بعد هذا السقوط، ليتعاقد مع هدافه التاريخي آلان شيرر بـ15 مليون جنيه إسترليني في موسم 1996/1997، ليكون شراكة مميزة مع ليس فيرديناند.

الفريق حقق انتصاراً تاريخياً بهذا الموسم على مانشستر بخماسية نظيفة، ليستمر في السباق نحو تعويض فشل العام الماضي، قبل أن تأتي صدمة أخرى.

8 يناير 1997 شهد إعلان كيجان رحيله عن النادي، ليقول في تصريحه الشهير:"أشعر وكأنني أخذت الفريق لأبعد مكانة في استطاعتي".

كيني دالجيش استلم المهمة من بعده وحافظ على توازن الفريق، حيث أنهى الموسم في المركز الثاني بجدول البريميرليج بفارق 7 نقاط عن مانشستر.

نهاية الحقبة

Les Ferdinand equalises for Newcastle

صيف صادم للفريق الإنجليزي قبل موسم 1997-1998، عندما رحل الثنائي جينولا وليس فيرديناند عن النادي، وتعرض شيرر لإصابة قوية في الكاحل بالفترة التحضيرية ليغيب عن النصف الأول من الموسم.

دالجيش حاول تدعيم صفوفه بالتعاقد مع إيان راس وجون بارنز ودونجان فيرجسون وستيوارت بيرس، وفاز في ليلة لا تنسى على برشلونة 3/2 في دوري أبطال أوروبا بفضل هاتريك فاوستو أسبيريللا.

إجراءات صارمة واستثنائية لعودة الدوري الإسباني قريبًا رغم كورونا

الحمار وبصلة والبرغوث.. أغرب ألقاب اللاعبين

ومع ذلك الأحلام الوردية انتهت، حيث ودع الفريق المسابقة من دور المجموعات، ولم ينجح الأسلوب الهجومي لدالجيش لينهي الموسم في المركز الثالث عشر من الدوري الإنجليزي.

الفريق حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام أرسنال في كأس الاتحاد، ولكنه خسر المباراة النهائية أمام المدفعجية لتتلاشى كل أحلامه.

تعاقدات أخرى لإنقاذ النادي بضم نولبرتو سولانو وديتمار هامان ولكنها فشلت، ليرحل داجليش ويأتي رود خوليت الذي فشل في الاقتراب مما حققه كيجان.

المدرب الأسطوري بوبي روبسون جاء من بعده ليبني مجموعة مميزة، نجحت في إنهاء موسم 2001/2002 بالمركز الرابع واللعب بدوري أبطال أوروبا، ولكنه لم يصمد كثيراً ليستمر العملاق الإنجليزي في التهاوي بعد الوصول للقمة.

إعلان