النهايات السعيدة لا تتواجد كثيراً في الواقع، وإن وُجدت لا تستمر طويلاً، على عكس الأفلام والمسلسلات الدرامية، وهذا ما حدث مع موناكو في 2016.
شهد موسم 2016/17، طفرة لفريق الإمارة الفرنسية وحقق لقب الدوري الفرنسي، ووصل للمربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا، ولكن هذه الطفرة لم تستمر طويلاً وتراجع الفريق من موسم 2017/18، وحتى الموسم الحالي الذي يحتل فيه المركز التاسع.
كان صرحاً فهوى.. رحلة كلوب من المجد للقاع مع دورتموند
سنستعرض معاً في التقرير التالي ضمن سلسلة "كان صرحاً فهوى"، فترة نجاح موناكو حتى انطفأ نجمه.
البداية
في أواخر عام 2011 اشترى الملياردير الروسي ديميتري ريبولوفيف، أسهما في فريق الإمارة الفرنسية، وبدأ معه التخطيط لقيادة ثورة التصحيح داخل موناكو.
وبالفعل بدأ رجل الأعمال الروسي، في إنفاق ما يقارب 150 مليون يورو، وتعاقد مع لاعبين أمثال جواو موتينيو، خاميس رودريجيز، وراداميل فالكاو.
وفي الموسم الأول بالدوري الفرنسي الدرجة الأولى، حقق فريق الإمارة الفرنسية المركز الثاني بفارق تسع نقاط خلف باريس حامل اللقب.

ومع مرور الوقت، قررت الإدارة الجديدة للفريق تغيير سياسة التعامل، واعتمدت على أكاديمية النادي وشراء الناشئين، مع فريق من الكشافين للبحث عن المواهب.
أكاديمية الفريق، أخرجت عدداً كبيراً من اللاعبين تألق وتوهج بسرعة مثل أنطوني مارسيال الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 80 مليون يورو، وكاراسكو الذي انضم إلى أتلتيكو مدريد، وعلى رأسهم بالطبع كيليان مبابي الذي انضم لباريس سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو.
جني الثمار
موسم 2016/17، وبعد غياب استمر 17 عاماً حقق فريق الإمارة لقب الدوري الفرنسي من جديد للمرة الثامنة في تاريخه، في موسم استثنائي لأبناء المدرب جارديم.
وشهد هذا الموسم تألقاً كبيراً للفريق ووصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما أقصى مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند، ولكنه اصطدم بيوفنتوس وخرج من قبل النهائي.
Gettyimagesفي فترة قليلة أصبح موناكو ولاعبيه حديث الوسط الرياضي، والتفتت أنظار الفرق إلى لاعبي فريق الإمارة للتعاقد معهم بعد ما قدموه.
الانهيار
ولأن الأوقات السعيدة لا تدوم طويلاً، بدأ الفريق في الانهيار والتراجع خاصة بعد رحيل عدد كبير من لاعبي الفريق على رأسهم مبابي وفابينيو.
كان صرحًا فهوى - بارما من قمة المجد إلى الإفلاس
حاولت الإدارة مواصلة سياستها بالاعتماد على اللاعبين الشباب، واعتمدت على يوري تيليمانيس أو آداما تراوري أو جيان إيدوس في ذلك الوقت ولكن دون فائدة، ولم يكن هذا كافياً للفريق حتى يستمر على نفس النسق.
وبعد موسمين فقط من تحقيق اللقب، نجا موناكو من الهبوط للدرجة الثانية بفارق ثلاث نقاط فقط، لتنتهي قصة صرحاً كبيراً في الإمارة الفرنسية نهاية مؤسفة.


