Mohamed Salah, Egypt Vs Sudan AFCON 2021Getty Images

فرصة ضائعة .. عندما طار حلم المونديال على مصر والسودان بسبب فلسطين

غامر الممثل الأمريكي المخضرم ويل سميث بفقدان جائزة الأوسكار التي حصل عليها ليلة أمس أخيرًا ولأول مرة في حياته رغم مسيرته المذهلة، وذلك بصفع مقدم الحفل لسخريته من زوجته، وقد برر ذلك قائلًا "الحب يجعلك تفعل أشياءً مجنونة".

ما هو الشيء الأكثر جنونًا في كرة القدم الخاصة بالمنتخبات؟ هو التخلي عن فرصة اللعب في نهائيات كأس العالم .. المسرح الأقوى والأكثر إبهارًا في عالم كرة القدم، والحلم الذي يُراود اللاعبين منذ لمساتهم الأولى للساحرة المستديرة حتى اعتزالهم اللعب.

اقرأ أيضًا | "لولا كرة القدم لذهب كلوب وجوارديولا للعمل في ماكدونالدز"
حب ويل سميث لزوجته دفعه للقيام بهذا التصرف "المجنون" وللمخاطرة بفقدان الجائزة التي بحث عنها وسعى لها طوال مسيرته المهنية، وحب مصر والسودان، شعبًا وحكومة، لفلسطين دفعهما للتخلي عن حلم اللعب في كأس العالم 1958 .. كانت فرصة ذهبية للمنتخبين لكن رفضاها بدافع الحب في لحظة قد تُوصف من البعض بأنها ضرب من الجنون.

القصة تعود إلى خمسينات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1957 حين قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم دمج منتخبات قارتي آسيا وإفريقيا ومعهم قبرص وتركيا وإسرائيل في مجموعة واحدة يصعد منها منتخب واحد فقط للنهائيات التي ستُقام في السويد عام 1958.

الدور الأول من التصفيات وضع مصر في مواجهة قبرص، وقد انسحبت الأخيرة ليتأهل الفراعنة للدور الثاني من التصفيات، فيما نجحت السودان في تخطي سوريا بالفوز ذهابًا في الخرطوم 1-0 والتعادل إيابًا في دمشق 1-1.

القرعة أوقعت إسرائيل في مواجهة تركيا، لكن الأخيرة انسحبت كذلك لرفضها اللعب في آسيا وإصرارها تنفيذ طلبها بالانتقال للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فيما استطاعت أندونيسيا تخطي الصين بالفوز ذهابًا 2-0 والخسارة إيابًا 4-3، وقد لعبا مباراة فاصلة انتهت بالتعادل السلبي لتُمنح بطاقة التأهل لأندونيسيا بفارق الأهداف.

الدور الثاني وضع أندونيسيا في مواجهة إسرائيل، ومصر أمام السودان في قمة كروية كبرى، حيث كان المنتخبان آنذاك يتمتعان بسمعة وجودة عالية جدًا ويمتلكان نجومًا كبار.

التوقعات كانت تُرجح فوز أندونيسيا على إسرائيل وبالتالي مواجهة مصر أو السودان لتحديد المتأهل للمونديال، لكن الأندونيسيين قرروا الانسحاب من المباراة لرفضهم اللعب في تل أبيب ورفض فيفا طلبهم بخوض المباراة في ملعب محايد.

انسحاب أندونيسيا منح إسرائيل بطاقة التأهل للمباراة النهائية، وهنا قررت مصر الانسحاب من مواجهة السودان انتصارًا لفلسطين ورفضًا للعب ضد إسرائيل، خاصة أن المباراة كانت بعد عام واحد من العدوان الثلاثي على مصر والذي شاركت به إسرائيل.

المباراة النهائية أصبح من المفترض أن تجمع إسرائيل مع السودان، وقد كانت فرصة المنتخب العربي كبيرة في التأهل وتحقيق حلم اللعب في المونديال لأول مرة في التاريخ نتيجة الفارق في المستوى مع المنافس، لكن السودانيين انتصروا لفلسطين كذلك والتزموا بالمقاطعة العربية وانسحبوا لرفضهم اللعب ضد إسرائيل.

كانت لحظة صعبة بالفعل، أن تُفرط بحلم اللعب في كأس العالم انتصارًا للحب والمبادئ .. كانت فرصة ذهبية لمنتخبي مصر والسودان لأن المواجهة مع إسرائيل كانت محسومة لصالحهما بنسبة كبيرة نظرًا لفارق المستوى، فالفراعنة كانوا أبطال إفريقيا في نسخة 1957 والسودان تُوجت باللقب عام 1959.

عمت الأفراح إسرائيل لتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 1958 بعد انسحاب جميع المنتخبات أمامه لرفضهم اللعب ضده، لكن فيفا وجه لهم صدمة قوية!

الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض تأهل منتخب ما للنهائيات دون خوض أي مباراة في التصفيات، ولذا فرض على إسرائيل خوض مواجهة فاصلة من مباراتي ذهاب وإياب ضد وصيف إحدى مجموعات أوروبا وأمريكا الجنوبية.

انسحبت أوروجواي من تلك المواجهة، ولذا سُحبت القرعة بين المنتخبات الأوروبية، وقد أسفرت عن تأهل منتخب بلجيكا لكنه رفض أيضًا اللعب ضد إسرائيل، لتُعاد القرعة وتفوز بالبطاقة ويلز.

خاض منتخب ويلز مباراتي ذهاب وإياب ضد إسرائيل ونجح في الفوز 2-0 في المباراتين ليتأهل للمونديال الذي تُوجت به البرازيل فيما بعد.

إعلان