"انظروا هم في طريقهم إلى الهاوية كما الدوري الصيني" هذا هو لسان حال بعض الأوروبيين بينما يتابعون تحركات الأندية السعودية خلال الميركاتو الصيفي الجاري في ظل الهدوء الذي سيطر على الوضع بشكل كبير، خاصةً وأن الميركاتو الشتوي مر أكثر هدوءًا؛ هذا هو حلمهم وما يطمحون له، لإثبات وجهة نظرهم "لا يمكن أن ينافس دورياتنا أحد، كل من حاولوا هلكوا!"..
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
نعم! السعودية منحت لهم فرصة لـ"التقاط الأنفاس"، فبعد صيف 2023 غالبية الأوروبيين خرجوا محذرين من "الثورة السعودية"، لكن مر الشتاء دون صفقة كبرى تُذكر، وفي الصيف الحالي التحركات كانت في أضيق الحدود.
في سوق الانتقالات الصيفية الحالي وبتخصيص الحديث عن الرباعي المملوك لصندوق الاستثمارات العامة "الهلال، الاتحاد، النصر والأهلي"، الأول لم يتعاقد إلا مع البرتغالي كانسيلو، الثاني كان أكثرهم ناشطًا فضم الفرنسي موسى ديابي، الجزائري حسام عوار والصربي بريدراج رايكوفيتش، أما الثالث فسجل حضوره بصفقتين برازيليتين؛ بينتو وويسلي، والأخير سار على دربه فوقع مع البرازيلي أليكساندر والإنجليزي إيفان توني.
ليس من بينها أي صفقة بحجم ما تم في الصيف الماضي مع بقاء أقل من 48 ساعة فقط على غلق باب الانتقالات (منتصف ليل الثاني من سبتمبر)، في المقابل كان التحرك الأكبر من قبل القادسية؛ المملوك لشركة أرامكو، فتعاقد مع الإسباني ناتشو فيرنانديز والجابوني بيير إيميريك أوباميانج وغيرهما، لكن هذان اللاعبان هما الأثقل.
السؤال الآن الذي يطرح نفسه .. هل "الثورة السعودية" مجرد فقاعة وانتهى وقتها أم أن الهدوء أمر منطقي؟!..
لا تلوموا الأوروبيين!
إن شمت أي من مهاجمي الدوري السعودي وتحركاته في الوضع الحالي للميركاتو، فلا لوم عليه؛ مسؤولو السعودية هم من خرجوا في أكثر من مناسبة للتأكيد على أن التحركات لن تتوقف، وأن هدوء شتاء 2024 لا يعني أي شيء، حتى جاء الصيف وكان على غرار الشتاء مع طفرة بسيطة..
النيجيري مايكل إيمينالو؛ المدير الرياضي في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، هو من ملأ صحف العالم بحواراته وتصريحاته حول استمرار الثورة بقوتها، والتفاوض مع أي نجم مهما كان اسمه، حتى أنه أكد فتح ملف التفاوض مع المصري محمد صلاح من جديد، ورحب بالمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
ليس هذا فحسب، فمن الجانب الأوروبي كذلك تمسك أكثر من لاعب بموقفه الرافض من الانتقال للسعودية كروميلو لوكاكو، فيكتور أوسيمين وغيرهما، رغم أن المحاولات جارية معهم منذ صيف 2023.
كل هذا يسبقه موقف الإنجليزي جوردان هندرسون، الذي اكتفى بستة أشهر قضاها مع الاتفاق، قبل أن يفسخ عقده في شتاء 2024 بالتراضي، ثم يملأ الصحف بتصريحات "لم أتمكن من التأقلم على العيش هناك!".
كل هذا يمنح أنصار القارة العجوز حق "الشماتة"، لكن تبدو نظرتهم ضيقة للأمور..
أفراحكم لن تطول!
نعم! لم يكن هناك ولو صفقة واحدة "سوبر" في صيف السعودية الحالي، لكن هذا لا يعني بداية الفشل، والأدلة حاضرة من قلب أوروبا..
صحيفة "ماركا"؛ إحدى الصحف الكبرى في إسبانيا، بذاتها تحدثت عن "انقلاب الآية"، فبعدما كانت السعودية تركض وراء النجوم في صيف 2023 وشتاء 2024، هناك من النجوم من بادر بعرض نفسه عليها في صيف 2024.
الحديث هنا عن نبأ ذاعته تلك الصحيفة في مارس 2024، مؤكدة أن مسؤولين من أندية كبرى بحجم برشلونة، مانشستر يونايتد وتشيلسي، سافروا للسعودية لعرض لاعبيهم على أنديتها.
جوان لابورتا؛ رئيس برشلونة، بنفسه أعلن مد يد العون للسعودية علنًا، للمساهمة في تطويرها، مقدمًا نصيحته للمسؤولين بضرورة التعاون مع أندية الدوري الإسباني لتحقيق الاستفادة الكبرى..
رئيس البرسا قال في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في ديسمبر 2023: "ربما بجانب النجوم العالميين الذين تم ضمهم للدوري، يجب البحث عن فرصة تعاون مع الأندية الإسبانية، كي نساعدهم في تحسين جودة الفريق السعودية والدوري بشكل عام، على سبيل المثال التعاون مع برشلونة سيعود بالمصلحة على الدوري السعودي، أؤكد أن التعاون مع أندية كبرشلونة سيكون أمرًا رائعًا، لتصدير خبراتنا وأسلوبنا الحقيقي في لعب كرة القدم وتطويرها في السعودية أكثر".
بخلاف ذلك، ففي وقت يرفض به البعض القدوم للمملكة، هناك آخرين يرحبون بتلك الخطوة، لكن قراروا تأجيلها فقط، حتى أن هناك من أعلن ذلك بصراحة كالحارس البرازيلي أليسون بيكر؛ محترف ليفربول الإنجليزي، إذ قال لصحيفة "تايمز" البريطانية: "عندما وصلني الاهتمام السعودي، لم أغلق الباب، لا يمكنني أن أفعل أمام صفقة كبيرة دون تفكير إلا أن قرار دائمًا كان البقاء والتركيز على الأشياء التي يمكن أن أحققها هنا، رغم ذلك أعتقد أنني منفتح على خطوة الانتقال للدوري السعودي لكن ليس الآن، الوقت ليس مناسبًا حاليًا".
كل شيء تحت السيطرة في السعودية
بعض الشامتين قد يتسلحون أيضًا بصرخات الجماهير السعودية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتنديد بعض المسؤولين بعدم وجود دعم كافٍ لمزيد من التحركات.
لكن هذا الجانب ما هو إلا نصف الصورة فقط، فعلى الجانب الآخر، يقف مسؤولو لجنة الاستقطابات التابعة لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، مؤكدين أن كل ما يحدث مخطط له..
آخر من أكدوا ذلك هو عمر مغربل؛ الرئيس التنفيذي للرابطة، موضحًا أن كل نادٍ تحددت له ميزانية خاصة في الصيف الماضي، والغالبية استنفدتها، وهو ما أسفر عن هدوء الأجواء حاليًا.
ليس هذا فحسب، فالدعم موجه لمنافذ أخرى، كي تكتمل الثورة من كافة الجوانب؛ سواء البنية التحتية والملاعب أو إنهاء القضايا الدولية ضد الأندية أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والمحكمة الرياضية "كاس" أو غيرها للتمكن من مضاهاة الدوريات الأوروبية الكبرى.
وبالطبع لا نغفل عن حقيقة المساعي لتقليل الفوارق بين الأندية، فالدعم المستمر للكبار من شأنه أن يوسع الفجوات أكثر وأكثر، لذا ربما التأني هو الأصلح للجميع خلال الفترة الحالية.