اقترب عصر كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي من خط نهايته، في الوقت الذي رحل فيه النجم البرتغالي عن ريال مدريد في صيف العام 2018، لتنتهي منافستهما المباشرة في الدوري الإسباني، حتى وإن استمرت بشكل أقل حدة.
في نفس الوقت، يعيش ليونيل ميسي العديد من المشاكل مع برشلونة، مما يجعله في حالة نفسية سيئة، في عمر الثالثة والثلاثين، وفي الوقت الذي يقوم فيه بكل الأدوار تقريبًا في الملعب.
كان لذلك الأثر المتوقع على الأرقام الخيالية التي اعتاد أن يقدمها الثنائي، خاصة في العقد الماضي بين عامي 2009 و2019، الفترة التي شهدت قمة الصراع الذهبي.
هذا الصراع أدى إلى ارتفاع الأرقام بشكل جنوني وغير مسبوق، سواء على مستوى الأهداف في دوري أبطال أوروبا أو في الدوري الإسباني، أو حتى في الدوري الإنجليزي مع نهاية مسيرة رونالدو في مانشستر يونايتد.
على مستوى الدوري الإسباني، حسم ريال مدريد اللقب للمرة الأولى منذ عام 2017، ولكن لقب الهداف يبقى قريبًا من قائد برشلونة ليونيل ميسي، مع منافسة من كريم بنزيما.
يمتلك ميسي 23 هدفًا، بينما يمتلك بنزيما 21 هدفًا، مع تبقي مباراة واحدة على نهاية منافسات الدوري الإسباني، لا يتوقع أن ترتفع فيها حصيلة أحدهما كثيرًا مهما قدم من أداء كبير، لأنها تظل مجرد 90 دقيقة.
بالعودة إلى سجل هدافي الليجا في السنوات الماضية، نجد أننا في هذا العام نعيش المرة الأولى منذ موسم 2007-2008 التي يسجل فيها هداف الدوري الإسباني أقل من 30 هدفًا.
في 2008 أنهى دانييل جويزا نجم ريال مايوركا الموسم هدافًا للدوري برصيد 27 هدفًا، وهو رقم رغم قلته مقارنة بالسنوات الأخيرة، إلا أنه يبدو أنه لن يحطم هذا الموسم أيضًا.
وفي حال لم يسجل أي من ميسي أو بنزيما أي هدف خلال الجولة الأخيرة من الليجا، أو سجل بنزيما وحده هدفين على الأكثر ليعادل ميسي بـ 23 هدفًا، فإنه سيكون أسوأ رقم ينهي به أي لاعب الدوري الإسباني كهداف منذ دييجو تريستان في 2002 والذي حصل على لقب الهداف برصيد 21 هدفًا.
ولكن بالنظر إلى الأسماء التي حققت اللقب منذ ذلك العام وحتى عصر سطوة ميسي ورونالدو، سنحد أن الأرقام التي كان يحقق بها لقب البيشيتشي لم تكن بعيدة عما نتحدث عنه اليوم، وذلك يوضح أن العنوان الأكثر دقة لما يحدث هو عودة الأمور إلى طبيعتها وليس شيئًا آخر.
أسماء عملاقة اعتادت أن تحقق اللقب بأرقام مقاربة للـ 23 هدفًا ـ حصيلة ميسي الحالية ــ ففي 2005 حقق دييجو فورلان لقب الهدف بـ 25 هدفًا، وفي الموسم التالي حققه صامويل إيتو بـ 26 هدفًا، ثم في الموسم التالي حققه رود فان نستلروي بـ 25 هدفًا، هي ليست أسماء للاعبين صغار حتى يعلل ذلك بغياب النجوم، ولكنه من الممكن أن يعلل بغياب الخوارق؛ ثنائية ميسي ورونالدو بالأحرى.
هذا الموسم يعيش كريم بنزيما أفضل مواسمه تهديفيًا مع ريال مدريد على الإطلاق، ليحقق 21 هدفًا، بينما يعد هذا السجل الأسوأ لميسي منذ نحو 13 عامًا، وكان السجل الأسوأ لرونالدو في الدوري الإسباني 26 هدفًا في موسمه الأول، ليتضح الفارق بين نجوم اللعبة وربما أساطيرها وبين ثنائية ميسي ورونالدو، على مستوى الأرقام والألقاب والإنجازات على الأقل.
زيدان سيفقد 26 مليون يورو في حال رحل عن ريال مدريد
في النهاية، ستكون الليجا مسرحًا للمنافسة الشرسة يومًا ما، وعن قريب، ولا يتوقع أن تنتهي أو يذهب بريقها للأبد، ولكن صراع رونالدو وميسي الحميمي لن يتكرر قريبًا، هذا ما يمكن أن نضمنه لك.




