قد تبدو عبارة غير مقبولة من البعض، لكن قلة من الأكاديميات حول العالم يمكنها أن تنتج مواهب أفضل من التي تُنتجها أكاديمية أياكس عبر تاريخها الطويل.
بطبيعة الحال، فإن عمالقة هولندا معروفون بقدرتهم على تطوير المواهب، لكن محصولهم الحالي قد يكون هو أفضل الإنتاجات على الإطلاق. ناسي أونوفار، رايان جرافينبرش، لاسينا تراوري، يوريان تيمبير، كينيث تايلور وبريان بروربي، جميعهم أسماء يتوقع لها مستقبل عظيم ويثيرون ضجيجًا من كل الأندية الأوروبية العملاقة.
آخر معجزة من معجزات أكاديمية أياكس هو المهاجم سونتيي هانسن، الذي احتفل بعيد ميلاده الثامن عشر في منتصف مايو، وكان يوفنتوس وإنتر ولايبزيج يراقبون تطوره، لكن يُزعم الآن أن مانشستر سيتي هو الذي يتفوق في سباق التعاقد مع لاعب لديه تأثير كبير للغاية على فريقه ومنتخب بلاده أيضًا.
بعد أن ساعد هولندا في الدفاع عن لقب بطولة أوروبا تحت 17 عامًا في صيف 2019، أعلن هانسن عن نفسه في المسرح العالمي بفوزه بالحذاء الذهبي كهداف لبطولة كأس العالم تحت 17 عامًا في وقت لاحق من العام نفسه، وذلك بتسجيله 6 أهداف، تضمنت هاتريك في شباك نيجيريا بربع النهائي قاد من خلالها المنتخب البرتقالي إلى نصف النهائي حين خسروا أمام المكسيك بركلات الترجيح.
لم يمر أداء هانسن مرور الكرام، بل جذب الأنظار إليه بشدة، وليس أدل على ذلك من ما كتبه له أنطوان جريزمان، نجم برشلونة، مُعلنًا عن إعجابه الشديد بمن أسماه "الرئيس الصغير".
بعد العودة إلى أمستردام، تم تصعيده إلى رديف أياكس سريعًا وسجل هدفًا أمام كامبور في 13 ديسمبر الماضي احتفل به بطريقة أثارت ضجة عندما وضع أصابعه في آذانه في رسالة أنه لا يستمع لجمهور الخصم.
يقول هانسن عن احتفاله "إنه لأمر رائع أن نجعل الـ8 آلاف مشجع للخصوم يصمتون تمامًا بعد 80 دقيقة، لقد علمت أنني سأحصل على فرصة واحدة، لا أحصل على الكثير من الفرص، ولكن إذا أتت لي الفرصة فإنني عادةً ما أسجل، هذه جودة. كنت أرغب في خلع قميصي، لكن زميلي أوقفني، لذلك فعلت شيئًا آخر".
بعد أيام قليلة، صُعِّد هانسن ليقود الفريق الأول لأياكس خلال مباراة أمام تلستار في كأس هولندا، قبل أن يقحمه إيريك تين هاج في آخر 11 دقيقة من مباراة أمام دين هاج في الدوري الهولندي.
أظهر هانسن قبل توقف كرة القدم بسبب فيروس كورونا ومضات كافية إلى استحقاقه الفرص وأن مستقبلًا كبيرًا ينتظره في 2020 حتى لو كان يعاني أحيانًا مع المباريات القوية والكبيرة بصورة طبيعية قياسًا لسنه.
كلمات تين هاج عنه عندما سُئل توضح المستقبل المشرق والإيمان الكبير به، فقال "سونتيي يُبلي بلاءً حسنًا وما هو جيد له سيأتي قريبًا".
لسوء حظه، قطعت الإصابات مشواره مع الفريق الأول في بداية عام 2020، ولم يظهر بعدها ولو لمرة مع كتيبة تين هاج، لكن من المفهوم أن الفرصة ستأتي له وتزيد عندما تعود كرة القدم في الخريف.
بدأ هانسن مسيرته الكروية على بعد 45 كيلو من أمستردام وتحديدًا في نادي اتش اس فاو سبورت 1889، ووصفه مدربه حينها بأنه طفل صغير مع إصبع الإبهام في فمه يحب ويعشق كرة القدم.
من هناك انضم هانسن إلى نادي ألويز فوراورد للهواة وفي سن 11 عامًا تلقى عروضًا من أياكس وألكمار، واختارت له أمه أياكس بفخر بعد أن كافحت لتوفير كل شيء لسونتيي وشقيقه ريكي، الذي قضى بعض الوقت مع ريدينج عندما كان صغيرًا.
Getty/Goalأمه، وبعد توقيع أول عقد احترافي له في 2018، تحدثت إلى الموقع الرسمي لأياكس وقالت "كنت أمًا وحيدة وكافحت دائمًا لإعطاء أولادي كل شيء، كان الأمر صعبًا في بعض الأحيان وكنت أواجه صعوبات مالية".
مع الضائقة المادية، اضطرت والدته إلى الولوج لمؤسسة خيرية تساعد في تزويد الأولاد بالمعدات التي يريدونها ويحتاجونها لممارسة الرياضة، هانسن الآن هو أحد سفراء هذه المؤسسة التي تُدعى Stichting Leergeld.
يمتلك هانسن عامًا وحيدًا في عقده الحالي مع أياكس الذي وقعه في 2018، وهناك شعور بداخل الأندية الأوروبية أنه سيكون متاحًا في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة نظير 6 ملايين جنيه استرليني.
اللاعب تحدث عبر إنستجرام عن مستقبله "لا أعرف ما هي خطة أياكس، لا يزال لديّ عام واحد في عقدي هناك وسيتعين عليهم تقديم عرض جديد قبل أن أتمكن من اتخاذ القرار النهائي".
هذه الكلمات ستشجع مانشستر سيتي وغيره من الأندية التي تراقبه على التحرك سريعًا صوبه، في الوقت الذي سيتعين على أياكس تسريع عملية التفاوض للحفاظ على هذه الموهبة الفذة.