لقيت الطبطبة؟ ربما أصبح هذا السؤال رائجًا منذ أطلق حسين الجسمي أغنيته "بالبنط العريض" مؤخرًا والتي تضمنت هذه العبارة العابرة لحدود الوطن العربي بأكمله، هو سؤال نحتاج إلى ترجمته للفرنسية من أجل توجيهه للثلاثي بول بوجبا وأنطوان جريزمان ورافائيل فاران.
فترة التوقف الدولي تكون ثقيلة على غالبية المشجعين وربما اللاعبين كذلك، فهذا توني كروس يخرج ويعترض على البطولات الكثيرة المستحدثة ومنها دوري الأمم مؤكدًا أن اللاعبين باتوا مجرد دُمى في يد الفيفا واليويفا.
ولكن على جانب آخر، هناك لاعبون يبدو أنهم يستعيدون الحياة في تلك الفترة التي يكرهها الجميع، لا يجدون أي مشكلة في الاسمتاع مع منتخب بلادهم بالقدر الذي يفتقدونه مع أنديتهم في الفترة الأخيرة على وجه التحديد.
الثلاثة فرقهم كل شيء وجمعتهم الجنسية الفرنسية وقميص المنتخب الفرنسي، ذلك الذي يتألقون به ويفوزون بكأس العالم ويقدمون النتائج الإيجابية ويجدون فيه المتنفس، أو نسمة الهواء المنعش في الأوقات الصعبة كما قال بول بوجبا .
Gettyبوجبا يصرح بأنه يعيش فترة صعبة بل الأصعب في مسيرته ولكنه يجد الهواء المنعش في فرنسا، وجريزمان تائه في برشلونة وأرقامه السلبية تحاصره وغضب المشجعين يذكره في كل لحظة أنه ليس في أفضل أحواله.
وإذا كان جريزمان يعاني هكذا في برشلونة، ففي إسبانيا أيضًا هناك مواطنه رافائيل فاران الذي بات يستخدم للسخرية فقط ليس إلا وبات اسمه عنوانًا للمزيد من النكات حول اللاعبين الذين يسجلون أهدافًا في مرماهم.
الأمر لا يبدو مجرد صدفة، لأن هناك كلمة سر تجمع الثلاثي في كونهم يعيشون أيامًا سيئة ولكنهم يستعيدون عافيتهم حين يخلعون قمصان أنديتهم ويرتدون قميص المنتخب الفرنسي حتى وإن حدث ذلك في مباريات ودية.
ليس ذلك فقط، بل إن بقية اللاعبين الفرنسيين الذين لا يعانون من مشاكل مع أنديتهم يرتفع مستواهم أيضًا حين ينضمون إلى المنتخب، نجولو كانتي على سبيل المثال ونزونزي ووسام بن يدر وأوليفييه جيرو المستمر في تحطيم الأرقام القياسية والبقية كذلك.
في حالة جاريث بيل مثلًا مع ريال مدريد كان الابتعاد عن موطن الضغوطات والراحة النفسية في مكان آخر يكفي، ولكن في هذه الحالة يبدو وأن هناك سر في منتخب فرنسا بعيدًا عن معاناة اللاعبين مع أنديتهم في الفترة الأخيرة.
بالطبع هناك الجزء البديهي الذي يجعل اللاعب أفضل بمجرد الابتعاد عن البيئة التي تشكل عليه الضغط، جماهير ريال مدريد بالنسبة لفاران وكل شيء في مانشستر يونايتد بالنسبة لبوجبا وبرشلونة بكل ما فيها بالنسبة لجريزمان أيضًا.
ولكن مع تتبع الخيوط والبحث عن الأسباب وراء هذا الانفجار بمجرد ارتداء قميص المنتخب الفرنسي، يمكن أن نقول إن المدرب ديدييه ديشان قد يكون سببًا في ذلك، ويبدو أن الرجل محبوب من قبل لاعبيه بصورة كبيرة.
منذ أيام تحدث ديشان ودافع عن بوجبا مؤكدًا أن مانشستر يونايتد السبب فيما يحدث له ، الرجل تعرض للكثير من الانتقادات على تصريحاته تلك ولكنه عاد بعدها بيومين ليؤكد عليها من جديد بتصريحات أخرى مشابهة تحمل نفس المعنى.
الدعم النفسي الذي يقدمه المدرب للاعبيه فضلًا عن الروح التي يجلبها دائمًا لمعسكرات المنتخب الفرنسي قد تكون سببًا في خلق الدافع لدى بعض اللاعبين الذين يفقدون الدافع في أنديتهم والبقية الذين يعيشون حياة طبيعية حتى.
النقطة الثانية هي بعض الثقة فقط التي من الممكن أن يكون لاعب بقيمة جريزمان يحتاجها من أجل تجاوز فترات الشك التي يمر بها في برشلونة، والتي يحتاجها أيضًا مدافع مثل فاران للتخلص من شبح ما حدث أمام مانشستر سيتي في الموسم الماضي والأهداف الذاتية التي سجلها في مرمى فريقه هذا الموسم.
إذا كانت مشكلة بوجبا في مانشستر يونايتد هي أنه لا يريد اللعب فمشكلة جريزمان وفاران ليست كذلك، ويحسب لديشان وللأجواء الموجودة في منتخب فرنسا أنها برغب اختلاف الحالات إلا أنها قادرة على إخراج أفضل ما لدى اللاعبين ولو لأسبوعين فقط قبل أن يعودوا إلى أنديتهم ومشاكلها.
الأهداف الدولية .. ميسي أسد أمام الكبار ورونالدو نعامة!
المستفيد الأكبر من كل ذلك هو منتخب فرنسا، ففي الوقت الذي يعاني فيه اللاعبون وهم يمثلون منتخبات بلدانهم في دوري الأمم الأوروبية، يتحمس لاعبو المنتخب الفرنسي كلما ارتدوا قميص الديوك، ليجدوا الطبطبة ويمنحوها لكل من يشجعهم في مشهد مليء بكل ما نحبه في كرة القدم.
