"إن كانت الانتقادات سيعقبها ليلة كهذه، فأهلًا بالانتقادات" .. هذا لسان حال سالم الدوسري؛ نجم الهلال السعودي، الليلة أمام العين الإماراتي، إذ كان أحد "عرسان" الديربي الذي كان ملحميًا من أغلب لاعبي الفريقين..
"التورنيدو" كان له نصيب الأسد من الهلاليين في اللقاء، إذ استبسل في إحراز ثلاثية "هاتريك" من أصل خمسة أهداف أحرزها الموج الأزرق مقابل رباعية للزعيم الإماراتي، ضمن الجولة الثالثة من مرحلة الدوري بدوري أبطال آسيا للنخبة.
تلك الليلة العظيمة التي مر بها قائد الهلال، بالتأكيد لم تخلو من بعض النقاط السلبية كما هو المعتاد في وسط أغلب الأشياء الإيجابية، لذا سنسلط الضوء في السطور التالية تحديدًا على "كيف مرت ليلة سالم؟!"..
اقرأ أيضًا | العين ضد الهلال | عنف الزعماء لا ينطلي على سفيان رحيمي وفعلها جورج جيسوس رغم العتب وأفعال الصغار!
كوليبالي ورطه أكثر .. ألم تتعلم أي شيء من سلمان الفرج؟!
خلال الفترة الحالية، يتعرض سالم الدوسري؛ جناح الهلال، لحملة انتقادات واسعة على خلفية تواضع مستواه مع المنتخب السعودي.
لكن ليس المستوى فقط هو أزمة البعض مع التورنيدو، إنما كذلك شخصيته داخل الملعب بعد حمله شارة القيادة خلفًا لسلمان الفرج؛ المستبعد من قبل المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني عقب انتقاله لنيوم؛ الناشط في دوري يلو للدرجة الأولى.
ولسوء حظ الدوسري فقد "فضح" ضعف إمكاناته كـ"قائد" بالفعل خلال ديربي الليلة الآسيوي، والمثير أن جميعها لقطات بطلها المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي..
اللقطة الأولى كانت قبل انطلاق المباراة من الأساس، وتحديدًا أثناء التقاط الصورة التذكارية، فبينما يقف اللاعبون وفي الخلفية مدرج العين، طالب السنغالي التورنيدو بالتحرك، للوقوف أمام مدرجات الموج الأزرق، وهو ما تم بالفعل.
تبدو لقطة واردة ولا يمكن من خلالها اتخاذ حكم مطلق، لكن اللقطتان التاليتان لا تفسير لهما سوى أن سالم لا يصلح لحمل شارة قيادة الهلال..
اللقطة الثانية وقعت في الدقيقة 20 من عمر الشوط الأول، إذ قام كولي بعرقلة سفيان رحيمي؛ مهاجم العين، بتدخل عنيف، ليشهر الحكم الماليزي محمد نظمي نصر الدين، الكارت الأصفر في وجهه، بل وعاد لتقنية الفيديو لاحتمالية تطور اللعبة لكارت أحمر مباشر -وإن كان اكتفى بالإنذار الأصفر بعدها-.
هنا لم يحضر سالم في الصورة، بينما يقف لاعبون كسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وأليكساندر ميتروفيتش ورينان لودي، للاعتراض على الحكم.
أما اللقطة الثالثة فوقعت في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، إذ سقط رحيمي أيضًا بعد تدخل من كوليبالي، ومن جديد يذهب سافيتش وعدد من لاعبي الأزرق للحديث مع الحكم، مطالبين إياه بإنذار نجم العين بداعي "التمثيل".
أين سالم؟ اكتفى بالاقتراب من الحوار لثوانٍ معدودة، قبل أن يدير لهم ظهره، ويترك سافيتش يتولى إدارة الحديث مع الحكم الماليزي.
لا تفسير إلا أن الدوسري لا يعلم مهام القائد ولم يستفد أي شيء من مجاورة سلمان الفرج كل تلك السنوات أو ربما هو مشغول بنفسه وبكم الانتقادات التي يتعرض لها بدلًا من الرد عليها عمليًا!
لكنه أخيرًا تذكر دوره في الدقيقة 67 بعد هدف العين الثالث وقرر الاعتراض على إحدى اللقطات، ربما تحرر وقتها من الضغوطات بعدما نجح في إحراز هدفين!
هنا حيث يتحول كل شيء .. شكرًا سالم وشكرًا لعودة نيمار!
على النقيض تمامًا، فإن كان سالم لا يعلم مهام القائد، فهو يعلم تمامًا من "أين يؤكل كتف الإماراتيين!"..
الدوسري سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في لقاء الليلة في شباك الحارس خالد عيسى، ليواصل هز شباك الفرق الإماراتية المختلفة في آخر سبع مباريات بدوري أبطال آسيا للنخبة بواقع ستة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة.
التورنيدو قدم مباراة كبيرة بشكل عام على المستوى الفني وليس على صعيد الأهداف فقط، في رحلة سعيه لنفي الانتقادات التي يتعرض لها مع المنتخب السعودي، وإثبات أن العيب في توظيف مدرب الأخضر روبرتو مانشيني له.
بلغة الأرقام، بخلاف الثلاثية، سدد الدوسري أربع مرات، منها ثلاث على المرمى، بجانب خلقه لفرصتين لزملائه، لم تُستغل، بينما أهدر فرصتين محققتين.
ونجح سالم في المراوغات بنسبة 50%، أما في الثنائيات فتفوق أربع مرات من أصل سبع، ولم يفقد الكرة إلا 12 مرة.
هذه الانتفاضة ربما لا تلعب الانتقادات وحدها دورًا بها، إنما كذلك هناك من يأتي من بعيد ليؤكد لسالم أن "مكانه قد يهتز" ما دفعه لانتفاضته..
الحديث هنا عن العائد للملاعب بعد غياب عام كامل "البرازيلي نيمار دا سيلفا"، الذي شارك في الدقيقة 76 كبديل عقب تمام شفائه من إصابة القطع في الرباط الصليبي للركبة.
بالطبع لم يسعف الوقت البرازيلي للظهور بشكل كبير، لكنه برز في تسديدة قوية، كاد أن يحرز منها هدفًا، لكنها مرت بجوار القائم.
هو حضر أكثر في لقطات الاعتراض على الحكم، وتحديدًا عند طرد زميله المدافع علي البليهي في الدقيقة 81، على إثر لمسة يد متعمدة على حدود منطقة الجزاء.
لكن بالحديث عن تأثير عودته في نفس سالم .. فقبل إصابة نيمار وخلال الخمس مباريات التي شارك بها مع الهلال، كانت الأدوار تتضارب بينه وبين التورنيدو، إذ يضطر المدرب جورج جيسوس للدفع بالبرازيلي في مركز الجناح الأيسر مع وضع الدوسري في مركز خلف المهاجم، على أن يتبادل الثنائي الأدوار على مدار دقائق اللقاء، وهو ما كان يؤثر بشكل واضح على الأداء الجماعي للزعيم.
الليلة حدث نفس الشيء بنزول نيمار، لكن الدوسري كان قد قدم رسالته بالفعل قبلها، وأثبت أنه "سيسن أسنانه أمام الانتقادات أو أي محاولات لإزاحته عن عرشه في تشكيل الهلال"!