"لم يأتِ ليلعب بشكل أساسي" .. هكذا قال جيسولفي؛ المدير الرياضي لنادي روما الإيطالي، أول أمس الأربعاء، متحدثًا عن الظهير السعودي سعود عبدالحميد في ظل عدم ظهوره بشكل أساسي قط مع الذئاب منذ التعاقد معه في الصيف الماضي قادمًا من الهلال السعودي.
لكن المفاجأة فجرها إيفان يوريتش؛ المدير الفني للذئاب، بالبدء باللاعب العربي أساسيًا أمس الخميس، خلال مواجهة إلفسبورج السويدي، بالجولة الثانية من مرحلة الدوري بالدوري الأوروبي.
المباراة حسمها الفريق السويدي لصالحه بفضل ضربة جزاء، احتسبت في الدقيقة 44، ونفذها مايكل بايدو بنجاح.
بالعودة للحديث عن سعود، فهذه هي المشاركة الثانية له بقميص الفريق الإيطالي، إذ كان قد ظهر لمدة 19 دقيقة من الشوط الثاني بمواجهة أتلتيك بيلباو الإسباني ضمن الجولة الأولى من البطولة الأوروبية.
65 دقيقة منحها يوريتش لسعود قبل أن يقرر خروجه ونزول ستيفان الشعراوي بدلًا منه، فكيف كان ظهوره في هزيمة ليلة الأمس أمام إلفسبورج؟
المباراة التالية
"تجحيم" سعود سيد الموقف
المدير الفني للذئاب دخل لقاء الليلة بطريقة لعب 3-4-3، تلك الخطة التي حجمت كثيرًا من انطلاقات الظهير السعودي فمن ورائه زكي تشيليك ومن أمامه ماتياس سولي، مع تداخل المهام لم تظهر تلك الجبهة بالصورة المطلوبة.
في ظل عدم التأقلم بشكل كافٍ بين الوافد الجديد وزملائه في روما، ظهر سعود تائهًا بعض الشيء بين المهام الدفاعية والهجومية، فلم يظهر بقوة في أي منها.
على المستوى الدفاعي، قام الظهير الأيمن زكي تشيليك الذي جرده يوريتش من المهام الهجومية الليلة واكتفى بالمهام الدفاعية، بدور قلب الدفاع والظهير على حدٍ سواء.
أما هجوميًا، فكان لسولي الكلمة العليا في الجبهة اليمنى مع الدخول للعمق عند وصول روما لمناطق الخطوة لإلفسبورج.
أما سعود عبدالحميد فانطلاقاته التي اعتدنا عليها مع الهلال لم تكن موجودة، ليس فقط للتداخل بينه وبين سولي، إنما كذلك لـ"عدم ثقة زملائه به بعد"..
هذا الجانب ظهر جليًا في عدة لقطات، فبينما كان يستغل سعود توغل سولي للعمق لينطلق للأمام، لفتح الملعب لزملائه في الجانب الأيمن بجوار منطقة جزاء الخصم، لم يحظ بالثقة الكافية منهم؛ ففضلوا إما إرجاع الكرة للخلف أو التمرير على حدود قوس منطقة الجزاء في محاولة للتوغل من العمق، وفي أسوأ الأحوال يفضل حامل الكرة إرسال عرضية و"تجربة حظه" بدلًا من منح الفرصة لعبدالحميد.
سعود نفسه كذلك لم تكن لديه الجرأة الكافية لإظهار مهاراته التي كان يقدمها مع الزعيم والمنتخب السعودي، ففي روما إرسال العرضيات بحساب، و"لعب السهل" لضمان الاستحواذ على الكرة أطول فترة ممكنة هو "سيد الموقف" بالنسبة للاعب لا يزال يتحسس طريقه في إيطاليا.
سعود بلغة الأرقام
أرقام عبدالحميد الفردية خلال الكرات التي وصلته في الـ65 دقيقة مشاركة، تعد جيدة إلى حد ما مقارنةً بالظهور الأول في فريق جديد..
أمام الفريق السويدي، وصلت دقة تمريرات سعود لـ88.4%، وخلق لزملائه فرصة واحدة، لم تستغل.
أما عرضياته، فأرسل خمس بنسبة نجاح 86.4%، بينما حاول المراوغة مرة وحيدة، نجح بها.
أكثر ما ميز الظهير السعودي في لقاء الليلة، هو تفوقه في الثنائيات، إذ نجح في سبعة من أصل ثمانية.
لكنه فقد الكرة 11 مرة، ولم يستخلصها إلا مرتين فقط، بجانب قيامه بأربعة تدخلات.