تمامًا كما الشمس، تشرق ببطء ثم تعلو إلى كبد السماء لتعلن عن سطوعها وأوج مجدها ثم تبدأ في الغياب حتى تنزوي بعيدًا، هكذا تكون مسيرة النجوم ولاعبي كرة القدم.
وربما بدأ يدرك كريستيانو رونالدو قائد منتخب البرتغال تلك الحقيقة الآن، في ظل أن مسيرته أوشكت على نهايتها، لما لا، وهو الآن في السابعة والثلاثين من عمره.
رونالدو جلس على مقاعد البدلاء مساء الثلاثاء حين حقق منتخب البرتغال فوزًا عريضًا على نظيره السويسري بنتيجة 6-1 في دور الستة عشر من منافسات بطولة كأس العالم 2022، وشاهد زميله الشاب جونسالو راموش يسجل ثلاثية رائعة، قبل أن يدخل "صاروخ ماديرا" إلى الملعب بديلًا في الدقيقة 74.
وفي انتظار مصير البرتغال في كأس العالم 2022، فإن الجماهير في حيرة من أمرها حول مستقبل رونالدو، الذي فسخ عقده بالتراضي مع مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل أيام من انطلاق مونديال قطر.
ما الذي يريده رونالدو؟
ما يريده رونالدو معروف إلى حد بعيد، يرغب في الاستمرار على أعلى مستوى ممكن من المنافسات في قارة أوروبا.
"صاروخ ماديرا" نفى بشكل قاطع كل التقارير التي ربطته بالنصر السعودي مؤخرًا، حيث أكد بعد مواجهة البرتغال وسويسرا أن تلك التقارير ليست صحيحة.
ربما يفكر البرتغالي المخضرم في خيار آرسنال الإنجليزي، وذلك إذا ما قرر النادي اللندني التحرك للحصول على خدماته، كونه خيار منطقي للغاية بالنسبة إلى الطرفين.
آرسنال يواجه أزمة حقيقية بعد إصابة جابرييل جيسوس وغيابه عن الملاعب حتى مارس 2023، ولا يملك بديلًا للمهاجم البرازيلي.

ورونالدو ومع عدم اهتمام أي من الأندية الكبرى بخدماته، مثل بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، فإنه قد يجد خيار "الجانرز" مثيرًا للاهتمام.
لأن الجسد لا يرحم!
ربما على رونالدو أن يتقبل الواقع الآن، لأن عليه تفضيل مصلحة منتخب بلاده أولًا على مصلحته الخاصة، ولعل قبوله بالجلوس على مقاعد البدلاء قد يعزز ذلك.
وعلى رونالدو أيضًا أن يقبل حقيقة أنه تقدم في العمر، وأنه لم يعد ذلك الشاب الذي يركض بلا هوادة ويراوغ أي لاعب يقف في طريقه.
رونالدو يجب أن يدرك أنه يجب أن يوافق على التوجه إلى بطولة أقل حدة في المستوى، ومع استبعاد خيار النصر، فإن إنتر ميامي الأمريكي يظل خيارًا قائمًا وممكنًا، من أجل الاستمرار في القمة في منافسة أقل حدة تتيح له التألق، لأنه يجب عليه أن ينهي مسيرته في أبهى صورة كما فعل دائمًا طوال تاريخه في الملاعب.
رونالدو عليه أن يتقبل الواقع، وأن يواصل تفضيل مصلحة بلاده على مصلحته في كأس العالم، ثم يقرر الخيار الأفضل للبقاء على القمة حتى إعلان موعد الاعتزال، لأن قرارات رونالدو منذ 2018 تورطه أكثر فأكثر.