مؤخرًا ترك الإعلام النصراوي الحديث عن الدوري والمنافسة عليه، بعد فقدان الأمل في قدرة فريقه على اللحاق بركب المنافسة، وتفرغ للشجار مع الإعلام الاتحادي، كلاهما يتبادل الاتهامات، والسبب؟، نادي الهلال، بداعي أن الاتحاديين ينحازون للزعيم ضد العالمي، وغيرها من الاتهامات التي لا تقدم ولا تؤخر، هي فقط صغائر، تُشغل الجماهير.
لكن وبغض النظر عن وضع الإعلام النصراوي وسياسته ومبادئه، هنا تحدثنا وتحدث الكثيرون عن وضع النصر في الموسم الحالي، وقُتل الأمر بحثًا، وتباينت الآراء، ما بين من يتهم الإدارة، ومن يتهم اللاعبين، من يشير للجهاز الفني، ومن يشير لأعضاء الشرف ورموز النادي، لكن المؤكد بالنسبة لي أن الجميع وراء ما أصبح عليه العالمي حاليًا.
المحصلة النهائية أن العالمي في المركز الرابع بـ45 نقطة، مبتعدًا عن الصدارة بـ12 نقطة، مع بقاء ست جولات على النهاية، وودع كأس الملك من دور ربع النهائي، وتلقى الهزيمة ثلاث مرات متتالية على أرضه في الديربي أمام الهلال بقلب مرسول بارك.
لكن ومهما تحدثنا عن أسباب الوضع الحالي من الناحية الفنية، يبقى هذا التراجع غير مبرر في ظل دعم الفريق بلاعبين بحجم البرازيلي أندرسون تاليسكا والكاميروني فينسنت أبو بكر، والأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف وبيتي مارتينيز وأنسيلمو وغيرهم، لذلك الأمر مثير للحيرة والتساؤلات، لكن ربما هو "الظلم"..
ما يحدث في العالمي حاليًا هو فاتورة الظلم، "دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة" عبارة قالها الصحابي علي بن أبي طالب، وتنطبق تمامًا على ما يحدث في النصر بالموسم الجاري.
goalعبد الفتاح عسيري؛ جناح أيمن العالمي، الذي ابتعد عن المباريات منذ نوفمبر 2021، ولم يظهر من وقتها سوى في 11 من مارس الجاري لمدة تسع دقائق فقط.
لاعب هو أحد أفضل اللاعبين المحليين في مركزه، تم إبعاده عن المباريات، وفقًا للتقارير الصادرة من الإعلام السعودي، لأسباب إدارية ولخلافه مع تاليسكا!
حتى وإن كان غياب عسيري لا يعود لخلافه مع البرازيلي، فإن إبعاده فقط لضرورة مشاركة تاليسكا، كونه لاعبًا أجنبيًا لا يصح أن يجلس على مقاعد البدلاء، رغم تراجع مستواه بشكل ملحوظ وتركيزه خارج الملعب أكثر من داخله، فإن هذا ظلم بيّن.
كذلك ظلم النصر المغربي نور الدين أمرابط، الذي كان يبدع مع الفريق، لكنه تأثر بالموسم الماضي بمشكلات الفريق الداخلية وبتراجع رفيقه الفني بالملعب عبد الرزاق حمد الله، ورفض منحه فرصة، ورفض الاستجابة لرغبته في البقاء بحثًا عن الاستقرار قبل عام مونديال قطر 2022، ورحل مجانًا، ليتحسر عليه جمهور النصر حاليًا، فقد عادت خلال الأيام الماضية صور المغربي تملأ حسابات النصراويين، باكيين على أيامه.
أما الظلم الأكبر فكان ظلم الفريق بأكمله بتنصيب عبد الرزاق حمد الله كالقاضي عليه، وإيهام اللاعبين أنهم لا شيء دون المهاجم المغربي.
غيرها وغيرها من وقائع الظلم التي وقعت بالنصر في السنوات الأخيرة، ربما تغيرت الدماء، لكن ظل الظلم وتأثيره متعششًا بالفريق، فما خرج من يوقف تصرفات تاليسكا البهلوانية، وما خرج من يرفع الظلم عن عسيري، ودفع أمرابط فاتورة تصرفات مواطنه، واستمر رموز النادي يتطاولون على بعضهم البعض، حتى الأمير خالد بن فهد الداعم الأكبر للنادي حاليًا، ظهرت فئة تطالب بإبعاده، رغم أن لولاه لكان الوضع أسوأ وأسوأ من ديون وحرمان من التعاقدات والوقوع تحت مقصلة رواتب اللاعبين وغيرها.
لا نعلم أي فاتورة تحديدًا يدفع النصر وسيدفعها في قادم الأيام، لكن مؤكد أن ما تعرض له أمرابط والتغاضي عن عجرفة حمد الله، وما يتعرض له عسيري، بعض الفواتير التي يسددها العالمي حاليًا، فكم من أمة أُهلكت بظلمها!
يحتاج النصر لعملية تطهير شاملة، وبداية عهد جديد من الموسم المقبل، عهد بلا ظلم ولا أحد فوق الكيان.
اقرأ أيضًا..
الهلال .. فشل في مجاراتهم بالملعب فلجأ لضرب صفوفهم!
الصورة خادعة .. "القدية" و"وسط جدة" قد تكونان خطوات للوراء!
مشهد عبثي .. لو كنت حكمًا بالدوري السعودي لاعتزلت أمام مهاتراتكم!


