إذا كنت تتابع المشهد من بعيد في الدوري السعودي، فلن تعرف سبب ما يحدث، وإن كنت تتابعه من قريب، يؤسفني أن أقول أنك بالتأكيد أيضًا لا تعرف الدافع من وراء هذه التصرفات..
المشهد عبثي للغاية، لن تجد اختلافات كبيرة بين التعامل مع الحكام سواء أجانب أو محليين، الجميع يقع تحت مقصلة دائرة الحكام، ككبش فداء، ربما يُبرئ المسؤولون به ذمتهم أمام الجمهور والأندية.
بين الحين والآخر، تعقد دائرة الحكام جلسة علنية، تكشف بها عن الأخطاء التي وقع بها الحكام في مختلف المسابقات، كان آخر حلقاتها هو الاعتراف بعدم صحة ضربة الجزاء، التي منحت الهلال الفوز أمام النصر، في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بنتيجة 2-1.
وقبلها اعترفت اللجنة بعدم صحة هدف النصر في مرمى الباطن، في اللقاء الذي انتهى بنتيجة 1-0، ضمن الجولة السادسة من الموسم الجاري بالدوري المحلي، الذي كان مثيرًا للجدل بشكل كبير.
الكثير والكثير من الاعترافات من قبل دائرة الحكام بأخطاء ارتكبها قضاة الملاعب، والمؤسف أن جميعها مؤثر في نتائج المباريات.
ما نعلمه عن الإدارة أن أي مسؤول يحمي موظفيه في العلن، وفي الغرف المغلقة، تُجرى المحاسبة أو على الأقل الوقوف على نقاط ضعف كل منهم، كي يتم التصحيح والتطوير، لكن ما تفعله دائرة الحكام حاليًا ما الهدف منه؟!
إذا افترضنا حسن النية وأن الهدف هو تثقيف العامة بالأمور التحكيمية، فهذه ليست مهمتكم، وخبراء التحكيم ما أكثرهم في البرامج التليفزيونية، حتى أن البرنامج الواحد لا يكتفي بخبير واحد، بل يحضر من مختلف الجنسيات.
أما إذا كان الهدف إيقاف الجدل المثار بتصريحات رسمية، فهذه ليست مهمتكم أيضًا، بل أنكم تزيدون الأمر اشتعالًا، فتصريحاتكم تخرج عقب الواقعة بأيام، وبعد أن تهدأ الأمور ويقل الحديث عن واقعة معينة، تخرجون أنتم وتعيدون الكَرَّة من جديد، بغرابة شديدة!
كنا نعلم أن تصريحات المسؤولين بحساب، وتصرفاتهم بحساب، لكن ما تفعله دائرة الحكام حاليًا غير مفهوم بالمرة، حتى لو سألت طفلًا، لاندهش منكم!
حقيقة الأمر أن تعامل دائرة الحكام مع الأخطاء لا تقدم بل تؤخر، فقط كنا سنرفع لها القبعة إذا كانت تمنح المظلوم حقه – وإن كان حتى وإن وقع خطأ في أي مباراة بالعالم، لا يحصل المظلوم بعدها على حقه، فما مر، قد مر والأخطاء جزء من كرة القدم – لكن الواقع أنها تورط الحكام وتزيد الضغوطات عليهم.
بكامل قوى مسؤولي دائرة الحكام العقلية، فتحوا بابًا جدليًا لا نهاية له، والسؤال الذي يفرض نفسه حاليًا في الاستديوهات التحليلية والبرامج هو: "أي الأندية أكثر تضررًا من أخطاء التحكيم؟ وأيها أكثر نفعًا؟!
al hilal twitterلو كنت حكمًا سعوديًا، أقسم أنني كنت سأفكر في الاعتزال في ظل هذه التصرفات العبثية من قبل المسؤولين عن حمايتي أمام الرأي العام، وإذا كنت اتحادًا أجنبيًا أو حكمًا، لما قدمت حكامي لمقصلة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
فوضى كبيرة تعيشها الكرة السعودية من الناحية التحكيمية، فاتورتها يدفعها الحكام المحليين والأجانب، لكن حقيقة الأمر أنها تصغر من قيمة مسؤولي دائرة الحكام في المقام الأول.
وأخيرًا، سمعة الكرة السعودية هي مسؤولية كل ذي منصب، المسؤولية أكبر من مهاترات مسؤولي دائرة الحكام، فالاحتقان الجماهيري لا يمكن أن يكون أبدًا ثمنًا لتبرئة أنفسكم من أخطاء قضاة الملاعب أمام الجماهير، وإذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب، والصمت أكرم لكم!
اقرأ أيضًا..
أحدهم هز عرش مصر .. من يخلف هاسي في قيادة الأهلي؟
8 أشهر = 2 صليبي وآخر اضطر للاعتزال .. قائمة ضحايا "عين الحسود"
