"أنا على استعداد لتبديل جائزة الحذاء الذهبي مقابل التأهل رفقة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل"، هكذا عبّر محمد صلاح عن حاجة اللاعبين والفريق المُلحّة لضمان مركزاً مؤهلاً لدوري الأبطال الموسم المقبل.
الخوف من عدم التأهل لا يتعلّق هنا بـ"البريستيج" أو مكانة الفريق ضمن أندية النُخبة، بل متعلّق بفوائد هذا التأهل وحاجته لإعادة ترميم المشروع الذي بدأه يورجن كلوب وكان قد بدأ بحصد ثماره عبر لقب بريميرليج ودوري أبطال أوروبا قبل أن يتعرّض لنكساته المتعددة هذا الموسم.
لماذا يحتاج ليفربول دوري الأبطال؟
حاجة النادي للبطولة ليست حصرية، بل هي مطلب لنخبة الفرق بل معظمها، أولاً بسبب البقاء ضمن أندية القمة، لكن الأهم هو أن هذا التأهل يُشكّل الركن في "المشروع الرياضي"، بالأخص لنادِ يحتاج إلى تدعيمات قوية وتعزيزات في صفوفه بهدف النهوض من جديد.
كيف ذلك؟ عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا يعني أن "مركز" ليفربول ضمن دائرة إهتمام وكلاء أعمال اللاعبين واللاعبين أنفسهم ستدنّى بشكل كبير ولن يستطع "الريدز" التعاقد مع لاعبين من الصف الأول لحاجة هؤلاء دوماً للمنافسة على أعلى المستويات.
وكان ليفربول سابقاً إرتبط بالفعل بصفقات كبيرة أبرزها كيليان مبابي وجادون سانشو، حتى وإن على الورق، لكن بقي النادي ضمن صفوة الإهتمامات الكبيرة لكبار اللاعبين.
سباق الكرة الذهبية 2021.. تقدّم محرز وكانتي وتراجع مخيب ميسي وصلاح
قيمة اللاعبين الحاليين في الفريق وتأثير الموسم السيء على أسعارهم
ماذا يعني عدم التأهل إلى الأبطال؟ يعني أيضاً رحيل لاعبين كبار يريدون المنافسة الموسم المقبل ضمن أفضل بطولة أوروبية للأندية لكن هذا الرحيل لن يكون بمقدور ليفربول الإستفادة الفعلية منه بسبب تدني قيمة هؤلاء السوقية بعد الموسم المتواضع الذي قدّموه وبالتالي تدني المردود المادي من الصفقات التي كان يإمكان الريدز الإستفادة منها في المشروع الجديد.
ما هي عائدات دوري الأبطال؟
في تقرير أعده موقع The Athletic ذُكِر أن العائدات تصل إلى 15 مليون يورو لليفربول من دوري الأبطال، لكن ليس هذا فقط ما يسعى إليه النادي من المقعد الأوروبي، بل عوائد الرُعاة وأبرزهم "Nike" التي وإن لم تُدرج في عقدها تخفيض مبلغ رعايتها - 30 مليون يورو - في حال غاب عن دوري الأبطال لموسم واحد إلا أنها أدرجت هذا البند في حال غاب لموسمين متتاليين، ويعني ذلك أن ليفربول مُطالب لا محالة بترميم نفسه والبقاء ضمن النخبة الموسم القادم وذلك لا يتم إلا بعائدات كبيرة.
رغم التقارير والإشاعات .. عودة صلاح إلى تشيلسي "مستحيلة"
الخوف من تبخّر المكافآت
ليست العائدات وحدها ما تشغل بال ليفربول، الذي كان منضوياً تحت لواء الأندية المطالبة بالسوبرليج ليحمي خزائنه من أوضاع مشابهة، بل أيضاً المكافآت الناتجة من إتفاقات عقود الرعاية التي تضمن حوافز ومكافآت ماديّة في حال التأهل أو التتويج بالبطولات، وهذه المكافآت يؤمّن بها النادي عقود العاملين أو مساعدي المدربين في مختلف القطاعات، فنيّة كانت أو إدارية أو حتى قسم الإحصاءات، بالطبع ليفربول أمّن على هؤلاء بعقود ممتدة على عامين إضافيين لكن هذه التفاصيل الصُغرى يجب أخذها في الحسبان.
ليفربول اليوم يدفع ضريبة القمة التي وصل إليها مع كلوب في الموسمين الأخيرين، وهو مُطالب رغم كل الظروف التي مرّ بها هذا الموسم بتأمين قاعدة يستطيع أن يبني عليها أسس الترميم بدءاً من الموسم المقبل.. وهذه الأسس تنطلق من التأهل إلى دوري الأبطال.


