في كرة القدم لا شيء أسهل من إطلاق الأحكام، ولا سيما تلك التي تختزل في كلمة واحدة أو كلمتين على الأكثر. ما رأيك في هذا أو ذاك؟ ناجح، فاشل، جيد، سيئ، لا يستحق ما حصل عليه، وما إلى آخره من تلك الكلمات التي لا تريد أن تذكر أي شيء حول التفاصيل.
في حالة خاميس رودريجيز ظهرت واحدة من تلك التركيبات اللغوية التي تقال دائمًا مع تغيير اسم اللاعب والنادي بناء على اختلاف الحالة، تألق خاميس؟ بالطبع لأنه إيفرتون، ولكنه لم يكن لاعبًا بقيمة ريال مدريد.
لشرح حالة خاميس تحتاج إلى النظر على فيدي فالفيردي في ريال مدريد، الرجل الذي انفجر في الموسم الماضي حتى ما قبل التوقف بسبب فيروس كورونا وامتدحه الجميع كأحد أبرز مواهب جيله على الإطلاق.
بعد عودة كرة القدم ونهاية توقف الكورونا تساءل الجميع حول مستوى فالفيردي الذي هبط فجأة، على الرغم من أنه لم يكن كسولًا ولم يتوقف عن الركض ليفسر الأمر بأنها مشكلة بدنية نتيجة للحجر الصحي وعدم انتظام التدريبات.
السبب كان واضحًا، وهو أن زيدان أراد أن يستخدمه كلاعب جوكر يلعب في أي موقع بوسط الملعب بدلًا من أي لاعب يريد أن يريحه المدرب الفرنسي، يمينًا تارة ويسارًا تارة أخرى، بأدوار هجومية وأخرى دفاعية، لا مشكلة في أي شيء.




زيدان لا يشبه كونتي وجوارديولا وكلوب وهذه النوعية من المدربين التي تهتم بتلقين اللاعبين أدوارًا معينة، لذلك فإذا تنوعت مراكز اللاعب مع مدرب كزيدان من البديهي أن يدخل الملعب وهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل.
الأمر ذاته حدث مع سيرجي روبيرتو في برشلونة الذي نسي كيف كانت تلعب كرة القدم تقريبًا بعد سنوات من التنقل بين المراكز وعدم اتضاح الأدوار، رغم أنه كان موهبة مبشرة في بداية مسيرته مع الفريق الأول لبرشلونة.
كل هذه الحالات لا تساوي ما حدث مع خاميس، لأن النجم الكولومبي تعرض إلى ظلم حقيقي نظرًا لعدم اقتناع زيدان بإمكانياته من جهة، وإهماله له مقابل منح لاعبين أقل كفاءة ورغبة المزيد من الفرص كجاريث بيل وإيسكو على سبيل المثال.
إضافة إلى ذلك فإن ريال مدريد أوقف انتقال خاميس إلى أتلتيكو مدريد على الرغم من أنه له يكن في خططهم للموسم الماضي، فلا تركوه يرحل ولا منحوه الفرصة لكي يلعب، وبعد كل ذلك يحاسب على 60 دقيقة يلعبها كل 3 أشهر وفي مركز مجهول لنصل إلى الحكم الجاهز بأنه ليس في مستوى ريال مدريد.
خاميس كان في مستوى ريال مدريد بل أفضل لاعبيه على الإطلاق مناصفة مع كريستيانو رونالدو في موسم 2015 قبل أن يتعرض للإصابة التي أبعدته لـ 3 أشهر، خاميس في بورتو وموناكو وبايرن ميونخ كان استثنائيًا، وحين حصل على فرص حقيقية مع ريال مدريد كان بارزًا، إلا أن زيدان قرر أن ينحيه جانبًا ثم يحاسبه على أخطاء لم يرتكبها.
ميركاتو مثالي وانطلاقة استثنائية .. إلى أين يقود أنشيلوتي إيفرتون؟
خلاصة الأمر أن انفجار خاميس رودريجيز مع إيفرتون أو في حال كان انتقل إلى نادٍ آخر لم يكن ليكون أمرًا مفاجئًا، المفاجئ الحقيقي هو أن ريال مدريد امتلك خاميس رودريجيز منذ 2015 وظل يأرجحه بين دكة البدلاء والإعارات وفي النهاية لم يستفد منه بنصف القدر المنتظر حتى.
