محمود الخطيب.. أسطورة يتغنى بها الصغير والكبير، حتى من لم يعاصروه، لكنهم عشقوه من أحاديث أجدادهم وآبائهم عنه ومن الفيديوهات الأرشيفية التي تُذاع له، لكن صيت الخطيب وإن لم يكن في عصره وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة حاليًا، إلا أن صيته تخطى حدود مصر وانتقل إلى القارة السمراء بأكملها بل الوطن العربي كله والعالم أجمع.
حلقة جديدة من سلسلة "حكاية مصرية" يقدمها "جول GOAL" هذه الليلة عن واقعة خطف بيبو التي لم تكتمل في إثيوبيا..
اقرأ أيضًا | حكاية مصرية | عندما رفض الخطيب خوض مباراة مع الأهلي نصرةً لزميله
(نسرد لكم هذه القصة من كتاب مغامرات وأسرار رياضية وفنية للكاتب محمود معروف)
في إحدى سفريات منتخب مصر إلى إثيوبيا في القرن الماضي، لمواجهة منتخبها الوطني، منح الجهاز الفني للفراعنة آنذاك اللاعبين فرصة للتجول بالعاصمة "أديس أبابا" قبل المباراة بثلاثة أيام، ومن بين اللاعبين كان الخطيب، الذي قرر التجول مع الكاتب محمود معروف.
أراد الثنائي شراء بعض جلود القرودن التي تشتهر بها إثيوبيا، وبالتحديد قرد "جوريزا" المشهور بجلده الثمين، الذي يُصنع منه السجاجيد، وبالفعل وجد بيبو غرضه أمام الفندق تمامًا، فهناك مجموعة من الصبية يقومون ببيعها، لكن أحد هؤلاء الصبية، عرض على الأسطورة المصرية أن يصطحبه إلى مصنع الجلود في جبلاية القرود، حتى يرى تشكيلة كبيرة من الجلود بخلاف التي معه.
استجاب بيبو لطلب الصبي وذهب الثلاثي في سيارة أجرة، لكن ما إن وصلوا، فإذا بمحل كبير يتم اصطحابهم إلى داخله، بداعي مشاهدة جبلاية القرود أولًا ورؤية القرود وهي تسلخ من البداية.
الخطيب
سار الخطيب ومعروف رفقة بعض الرجال الإثيوبيين في ممر طويل ومظلم، ولحسن حظ بيبو أن معروف سمع أحد العاملين بالمحل يهمس إلى صديقه باللغة الإنجليزية ما معناه: "هل هذا هو الخطيب؟".
يقول معروف عن الواقعة: "شعرت أن هناك مؤامرة لخطف الخطيب وإخفائه قبل المباراة، فقد كان وقتها متألقًا ومتوهجًا ونجمًا كبيرًا في إفريقيا، هكذا تصور السذج أنهم يستطيعون إخفاء الخطيب حتى لا يلعب المباراة أمام فريقهم".
وتابع: "قلت له بسرعة (بيبو تعال نرجع بسرعة.. الناس دول شكلهم عايزين يخطفوك)، فعدنا نجري في الشارع، واستوقفنا سيارة أتوبيس متهالكة.. المهم أن تأخذنا بعيدًا عن هذا المكان".
مر الموقف بسلام، وخاض بيبو المباراة مع الفراعنة أمام إثيوبيا، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، أحرز هدف مصر وقتها المعلم حسن شحاتة.