أحلام صلاح لا تنتهي وطموحاته تنمو كلما خطا خطوة للأمام، الآن بات الجميع يتحدث عن الخطوة الأهم في مسيرة أي لاعب ــ ولو على الورق ــ بالانتقال إلى ريال مدريد أو برشلونة .
ومع اهتمام كبيري إسبانيا وفقًا للمصادر الصحفية، يبدو أن ذلك سيثير سؤالين رئيسيين، أولهما هل ينجح صلاح مع ريال مدريد أو برشلونة ؟ والثاني لماذا يرحل صلاح إلى أحدهما ويترك ليفربول من الأساس؟
بداية بالسؤال الأول فإن تجارب كل من إيدين هازارد وفيليبي كوتينيو وجاريث بيل تثير بعض الشكوك، حول أن الثلاثي كان الأفضل في البريميرليج وانطفأ نجمهم جميعًا في إسبانيا.
الأسباب قد تكون متفاوتة في الحالات الثلاثة، ولكن هناك سبب واحد يجمعهم وهو البحث عن المساحات المتواجدة في إنجلترا بصورة أكبر منها في إسبانيا التي تختلف كرتها تمامًا.
الفنيات في الليجا أهم من البدنيات والمساحات أقل والقدرة على احتفاظ لاعب واحد بالكرة لفترة طويلة أقل والحاجة إلى التمرير دائمًا تغلب في الليجا عنها في البريميرليج.
هذه الأسباب قد تجعل صلاح يواجه صعوبة إلى حد ما في التكيف على الأجواء الإسبانية، ولكن إذا افترضنا أن انتقاله إلى هناك حتمي فما هي الوجهة الأنسب له بين ريال مدريد وبرشلونة؟
وفقًا للوضع الحالي يبدو برشلونة خيارًا صعبًا نظرًا لتواجد ليونيل ميسي وديمبيلي وجريزمان وترينكاو الوافد الجديد وجميعهم يلعبون في نفس المساحة تقريبًا حتى وإن اختلف المركز أو الأدوار في بعض التفاصيل.
على الجانب الآخر ريال مدريد فقد جاريث بيل ويريد البحث عن الجناح الهداف والذي يستطيع أن يضم إلى العمق ويسجل كثيرًا، أسينسيو ورودريجو وفينيسيوس جونيور وكل أجنحة ريال مدريد الحالية لا تصلح لهذا الدور.
ومع تواجد بنزيما في العمق، سيكون وجود صلاح مهمًا نظرًا لقدرته على النزول إلى أسفل وتفريغ المساحات على الأطراف من أجل منح الجناح الفرصة للتقدم والتسجيل.
هذه الأدوار التي يؤديها روبيرتو فيرمينو في ليفربول والتي كانت سببًا رئيسيًا في نجاح منظومته الهجومية يستطيع كريم بنزيما القيام بها بنفس الكفاءة تقريبًا، مما سيجعل صلاح يلعب في ظروف مثالية بالنسبة له.
أيضًا اعتماد ريال مدريد على الكرات المرتدة في بعض الأحيان سيمنح صلاح الفرصة لمنح ريال مدريد السرعة المفقودة والتي كان يملأها جاريث بيل قبل أن يفقد الشغف ويتجه إلى الجولف.
وأخيرًا، لماذا يرحل صلاح عن ليفربول أصلًا؟ هذا هو السؤال الأهم، حيث أن ريال مدريد وبرشلونة لم يصبحا عناصر جذب بنفس القوة التي كانا عليها منذ 10 سنوات مثلًا.
إضافة إلى ذلك محمد صلاح بات أسطورة في ليفربول في وقت قياسي ووجوده هناك يرفع من قيمته ومكانته بين صفوف أساطير النادي ويضمن له المزيد من النجاحات والأرقام القياسية جماعيًا وفرديًا.
رونالدو أولًا والآن ميسي .. هل يجمع باريس سان جيرمان كريستيانو وليو؟
صلاح لا يحتاج إلى خطوة يثبت فيها أي شيء، لقد وصل إلى مكانة ليضع نفسه بين أفضل لاعبي العالم، الاستقرار يضمن له المزيد والسنوات الماضية تشهد، ولكن خطوة جديدة في مناخ مختلف وهو في الثامنة والعشرين من عمره ستجعل الأمور محل شك إلى حد ما.