Xavi, Mikel Arteta, Eddie Howe GFXGoal / Getty

"ثق في العملية" وعودة برشلونة .. المدربون الشباب يسيطرون على أوروبا!

كرة القدم هي لعبة للمجددين، أفكار الشباب دائمًا ما تكون مؤثرة في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، لذلك فإن ظهور مدربين جدد على الساحة كل فترة يعد أمرًا محوريًا في تطور اللعبة.

بداية الألفية الثالثة، ظهرت أسماء مثل جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا، وهذا الثنائي تحديدًا أخذ كرة القدم إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق، سواء من حيث الأفكار أو التكتيك أو القدرة على قراءة اللعب وسير المباريات.

لكن مع تقدمهما وجيلهما في العمر، فإن ظهور أسماء جديدة كان ضروريًا لتواصل كرة القدم تطورها بشكل حقيقي.

ويمكن أن نطلق بمنتهى السهولة على موسم 2021-22 لقب "موسم المجددين" في كرة القدم، مع ظهور العديد من الأسماء الشابة لمدربين تتراوح أعمارهم بين 35 و45 عامًا.

"ثق في العملية"

في ديسمبر 2019، تولى ميكيل أرتيتا منصب المدير الفني لنادي آرسنال الإنجليزي، وحينها جاء في مهمة إنقاذ بعد تراجع الفريق في الدوري الإنجليزي.

آرسنال تطور ببطء لكن بثبات، وحقق الفريق لقب كأس إنجلترا للمرة 14 في تاريخه تحت قيادة أرتيتا في موسمه الأول كمدرب.

أرتيتا، وفي طريقه نحو الظفر بذلك اللقب، قال تصريحًا في غاية الأهمية، يعكس مدى أهمية الصبر على المشروع.

أرتيتا قال بعد الفوز على شيفيلد يونايتد في الدور ربع النهائي من كأس إنجلترا 2019-20: "علينا التحسن في العديد من الجوانب، علينا احترام العملية، وأهمية أخذ الأمور ببطء".

ربما لم يظهر التطور بشكل كامل خلال موسم 2020-21، رغم أن آرسنال وصل إلى نصف نهائي بطولة الدوري الأوروبي، إلا أنه أنهى الموسم في المركز الثامن في الدوري الإنجليزي، ليغيب "الجانرز" عن البطولات الأوروبية للمرة الأولى منذ 25 عامًا.

وربما جاء غياب آرسنال عن البطولات الأوروبية مفيدًا للنادي اللندني، حيث يسير الفريق بثبات نحو تحقيق هدفه في التواجد بالمربع الذهبي والعودة إلى دوري أبطال أوروبا.

في الوقت الحالي، يبتعد آرسنال بفارق نقطتين فقط عن المربع الذهبي، ويملك في رصيده ثلاث مباريات أقل من مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع.

إيدي هاو .. باعث الروح في نيوكاسل

موسم نادي نيوكاسل يونايتد كان متقلبًا للغاية، الفريق بدأ بشكل سيئ في الدوري الإنجليزي، حتى جاءت اللحظة الأهم، باستحواذ صندوق الاستثمار السعودي على "الماكبايس" في أكتوبر 2021.

أول قرارات ملاك نيوكاسل الجدد، كان التعاقد مع إيدي هاو لقيادة الفريق فنيًا بدلًا من المخضرم ستيف بروس.

هاو تولى قيادة نيوكاسل في 14 مباراة في الدوري الإنجليزي حتى الآن، رغم أن بدايته كانت بالخسارة أمام آرسنال بهدفين دون رد، وتلقى أربع هزائم في أول ست مباريات، إلا أن الفريق لم يخسر منذ أواخر ديسمبر 2021، بعد السقوط أمام مانشستر سيتي برباعية نظيفة.

نيوكاسل حصد 18 نقطة منذ تلك الخسارة، وتمكن في طريقه من التعادل مع مانشستر يونايتد، والفوز على إيفرتون وأستون فيلا.

أفكار إيدي هاو المميزة في الضغط وسرعة الانتشار مع الاعتماد بشكل كبير على طريقة 4-3-3 بوجود محور دفاع واحد، جعلت نيوكاسل يقدم أداء أفضل على الصعيدين الهجومي والدفاعي.

تشافي .. قائد ثورة برشلونة الجديدة

ربما يكون تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة أحد أبرز الأمثلة لما يمكن أن يقدمه مدرب شاب مع فريق جديد.

تشافي عاد إلى برشلونة في نوفمبر 2021، لكن هذه المرة كمدير فني، بعد فترة ناجحة للغاية كمدرب مع السد القطري.

ومنذ ذلك الوقت، لعب برشلونة 20 مباراة في كافة البطولات، تمكن خلالها من الفوز في 10 مباريات، مقابل ستة تعادلات وأربع هزائم.

صحيح أن برشلونة بدأ ببطء ملحوظ مع تشافي، إلا أن بوادر التحسن كانت جلية وواضحة.

وربما جاءت مباريات برشلونة الأخيرة، تحديدًا أمام فالنسيا وأتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني، ونابولي الإيطالي في الدوري الأوروبي، لتؤكد مدى تأثير تشافي على تطور برشلونة.

جماهير برشلونة تشعر بنشوة بالغة من أداء الفريق، مع سيطرة كاملة على الملعب بالطول والعرض، وتألق لاعبين أمثال بيدري وجافي وفرينكي دي يونج.

برشلونة استعاد قسطًا كبيرًا من أسلوب فريق بيب جوارديولا وجيله الذهبي، وهو ما ينذر باقتراب عودة برشلونة إلى سابق عهده.


ولا يمكن الحديث عن المدربين الشباب ومدى تأثيرهم دون أن نذكر أيضًا يوليان ناجلسمان مدرب بايرن ميونخ الألماني.

صحيح أن بايرن ميونخ يسيطر على الدوري الألماني، لكن الفريق البافاري أثبت سطوته مع ناجلسمان على دوري أبطال أوروبا أيضًا، خاصة في دور المجموعات الذي قدم الفريق فيه أداءً استثنائيًا على جميع الأصعدة.

بالتأكيد فإن تواجد المدربين الشباب ومدى تأثيرهم على كرة القدم يعد محوريًا في تطوير اللعبة، وربما جاءت تألق مدربين أمثال هاو وتشافي وأرتيتا وناجلسمان، ليؤكد أن كرة القدم لا تزال بخير، وأن التطور قادم ومستمر لا محالة.

صحيح أن برشلونة لا يزال بعيدًا عن المنافسة على الدوري الإسباني، والتي يتصدرها مدرب مخضرم هو كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد، وآرسنال بعيد عن الدوري الإنجليزي، ونيوكاسل يواصل تقدمه لتفادي الهبوط، إلا أن أدوار وأفكار المدربين الشباب ومدى تأثيرهم لا يمكن أبدًا إغفاله وعدم الإشادة به.

اقرأ أيضًا ..

مذبحة كروية .. اقتحام الملعب واشتباكات عنيفة تهز الكرة المكسيكية

يعاني وحده دون مبابي .. ميسي يخذل باريس قبل قمة ريال مدريد!

سباق الأفضل في الدوري السعودي .. قفزة الدوسري وتصدر رومارينيو

إعلان