بكل تأكيد مشاركتك الأولى مع فريق طفولتك وأنت في الثامنة عشر من العمر، ستكون مرهقة لأعصاب أي لاعب شاب، خاصة عندما تحمل قميص واحد من أفضل لاعبي العالم والمتوج بالكرة الذهبية خمس مرات.
وهذا بالتحديد ما وجد تياجو توماس نفسه فيه، في يوليو 2020 عندما شارك أمام فريق جل فيسنتي.
في ذلك اليوم ارتدى جميع لاعبي سبورتينج لشبونة، أسماء أساطير الفريق احتفالًا بالذكرى الرابعة عشر لتأسيس الفريق، ووجد الشاب توماس نفسه يحمل اسم كريستيانو رونالدو.
جيانيس كونستانتلياس: معجزة اليونان وشبيه ميسي ونيمار
ولكن مع كل هذا الضغط، تجنب اللاعب الشاب العبء الإضافي المتمثل في كونه رونالدو الجديد إلى أن يثبت نفسه مع الفريق، وقال عندما عرض عليه رئيس النادي القميص رقم 7 في تصريحات نقلتها صحيفة آس الإسبانية: "لا أريده أيها الرئيس، لا أريد هذا الضغط، أنا أفضل أن أكون فقط تياجو توماس".




ومن المؤكد أنه قدم أوراق اعتماده لجمهور فريقه بشكل كبير، بعد أن ساهم في فوز الفريق بالدوري للمرة الأولى منذ عام 2002، بعد أن شارك في 30 مباراة نجح خلالهم في تسجيل ستة أهداف وصنع ثلاثة آخرين.
هذا العدد من الأهداف الذي سجله توماس، جعله يتساوى مع ناني في عدد الأهداف التي سجلها لاعب ناشئ منذ مطلع الألفية مع سبورتينج، بالرغم من أن لاعب مانشستر يونايتد السابق كان أكبر منه بعام عندما سجل في ست مناسبات في موسم 2005-06.
وقال مانيول فيرنانديز أسطورة لشبونة، عن اللاعب الذي أطلق عليه الجمهور لقب تي تي: "بالنظر إلى عمره ومعدل تطوره، سيكون له مستقبلًا باهرًا، إنه ليس مهاجم يلعب في منطقة الجزاء وحسب بل مهاجم متحرك وخطير، وعاجلًا أم آجلًا ستسابق الأندية الأوروبية الكبرى للتعاقد معه".
وبالفعل بدأت تلك الأندية في محاولة الوصول للاعب، فتجري إدارة آرسنال بعض المفاوضات غير الرسمية مع ممثلي توماس، للتعاقد معه في فترة الانتقالات الصيفية.
كما ورد في الأنباء الصحفية، رغبة روما في التعاقد معه، ولكن بحسب ما علمته مصادر موقع جول فإن اللاعب قد يستمر مع سبورتينج للموسم القادم، من أجل المشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
القيام بتلك الخطوة سيكون إنجازًا جديد للفتى الذي بدأ مسيرته في فريق كاركافيلوس، المحلي في البرتغال، وبالرغم من أن عمره حينها كان 8 سنوات فقط، إلا أنه خطف الأنظار إليه على الفور وتفوق على جميع زملائه.
إيليا زبارني: كوليبالي الأوكراني الذي دخل على رادار تشيلسي
وقال عنه باولو بولراو مدربه السابق: "لقد فرضنا عليه قيودًا، مثل أن نعطيه لمستين أو ثلاث للكرة في المرة الواحدة، لقد كان عابسًا ولكن علينا شرح سبب قيامنا بهذا له".
وقضى توماس عامين فقط مع كاركافيلوس، قبل أن يقرر والده أن يخوض تجربة جديدة، بعد أن قررت إدارة الفريق عدم ترقيته للعب مع فئة عمرية أكبر، وشارك مع فريق مدرسته ولفت انتباه فريق إسترويل.
ويحكي أحد أصدقائه عن طفولته ومشاركته مع فريق المدرسة: "لقد كان توماس يلعب إحدى المباريات مع فريق المدرسة وسجل هدفًا جميلًا، ولكنه تعرض للإصابة وغاد إلى العيادة وأخبره أنه بخير، وبعدها عاد بسرعة إلى المباراة وأكملها وسجل هدفًا آخر، إنه شيء كلما تذكرناه ضحكنا الأمر كما لو كان بطلًا خارقًا".
وقضى توماس عامًا في إستوريل، قبل أن يتنافس على التعاقد معه كل من سبورتينج لشبونة وبنفيكا، ولكن الأول نجح في الفوز بالسباق وضمه إلى أكاديميته.
وتوهج توماس في موسم 2018-19، عندما سجل أكثر من 30 هدفًا لفريق تحت 17 عامًا، قبل أن يشارك مع فريقي تحت 19 وتحت 23 ويواصل تألقه، إلى أن انضم إلى الفريق الأول في موسم 2019-20، عقب فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا.
وقال روبن أموريم مدرب لشبونة عنه: "لم يكن أحد يعلم توماس، ولكننا راهنا عليه، من الجيد أن يتذكر الجميع أنه مازال في الثامنة عشر من عمره، إنه لا يتعب من المهاجم مهاجم رقم 9 مثالي، إنه يقدم لنا أشياء كثيرة مميزة".
وقال توماس بعد ظهوره الأول: "يمكنك الاعتماد علي في الركض حتى أنفاسي الأخيرة، أنا لاعب أحب هذا وسأظل كذلك، سأقدم كل شيء لهذا القميص."
ومع هذا فإن توماس عندما يحصل على مساحة خالية ومع سرعته يكون سلاحًا هجوميًا مدمرًا، تلك المهارات جعلت البعض يشببه بكيليان مبابي وتيري هنري، ويظهر هذا بوضوح عندما لعب في مركز الجناح الأيمن وحينها قال البعض أن أسلوبه يشبه لعب كاكا نجم البرازيل السابق.
وقال عنه كارلوس جونكالفيس وكيل أعماله في تصريحات نقلتها صحيفة آس الإسبانية: "توماس مثير لاهتمام الكثير من الأندية، ولكنه لازال صغيرًا، ولكنه يتمتع بالكثير من القوة البدنية والتركيز، وهذا ما يميزه".
وواصل: "ليس عليه التسرع في المغادرة عن لشبونة، هناك المزيد للقيام به هنا، ولكن مسألة الرحيل ستعتمد على النادي الذي يرغب في التعاقد معه".
وبالنظر إلى العقد الذي وقع عليه اللاعب الشاب، سنرى أنه يمتلك شرطًا جزائيًا قيمته 60 مليون يورو، لذا أي فريق سيفكر في التعاقد معه سيحتاج إلى توفير مبلغ مالي كبير للتعاقد مع لاعب قد لا يكون "رونالدو الجديد"، ولكنه لديه القدرة للوصول إلى القمة.
