egypt 2022goal

تمت المهمة بنجاح .. أصبحت الكرة عبئًا على المشجع المصري!

مرت قرابة الـ14 ساعة على فشل منتخب مصر في التأهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، لكن أشعر كأنني أعيش شيئًا أشبه بالكابوس، كأن المباراة انتهت للتو ووقع الصدمة بدأ الآن.

مشاعر كثيرة لا يمكن وصفها، لكن جميعها تدور بين الحزن والغضب، كنت أحدق في شاشة التلفاز عقب المباراة، أشاهد احتفالات لاعبي السنغال حول ساديو ماني، أكذب عيناي، انتظر أن يطلق الحكم صافرته معلنًا إعادة الركلة الترجيحية من جديد، لأي سببٍ كان، سواء أن يُهيأ له أن محمد الشناوي تقدم عن خط المرمى قبل التسديد أو أن ماني سدد قبل منح الإذن له أو أي شيء، ثم يقوم الشناوي بالتصدي لساديو، ويبقى الأمل قائمًا لنا، لكن طال الانتظار ولم يحدث.

"شكلها مكتوبة لنا" عبارة كنت أرددها خلال مجريات المباراة، وواثقة من أن غالبية المصريين رددوها كثيرًا، في ظل وصول لاعبي السنغال لمرمانا بأكثر من فرصة، لكن في كل مرة تضيع بغرابة شديدة، وزاد الأمل مع ضياع أول ضربتين لأصحاب الأرض في الركلات الترجيحية، لكن تحطمت آمالنا فوق رؤوسنا وتركتنا الآن نعيش حسرة.

ظننت أنني لن أعيش حسرة كروية مثل حسرة فشل الجيل الذهبي في الصعود لمونديال 2010، لكن يبقى لكل فشل وقعه وتأثيره.

لن أناقش ما يدور بمواقع التواصل الاجتماعي حول مسؤولية محمد صلاح وتخاذله؛ وهي القضية التي أصبحت تناقش عقب كل مباراة بغرابة شديدة، أو أن قراءة كارلوس كيروش لمباراتي الذهاب والإياب لم تكن جيدة ويجب رحيله، كلها آراء تحتمل الصواب والخطأ، لكن أكثر ما يدور في ذهني حاليًا الخيبات التي يعيشها المشجع المصري في السنوات الأخيرة، كيف نجحوا في تحويل كرة القدم إلى كابوس بالنسبة للمشجع المصري وعبء عليه؟

يعلم تمامًا الجميع أن الساحرة المستديرة هي المتنفس الأول، إن لم يكن الوحيد للجماهير المصرية، هي من تمنحهم الأمل، نعم! لا يتحصل المشجع على أي أموال حال الفوز، لكن يكفيه انتصار منتخب بلاده كي يبيت ليلة هادئة وسعيدة، هذا هو الواقع وإن رفضه البعض وقللوا منه.

Mohamed Salah & Wael Gomaa, EgyptGetty Images

لكن بالعودة للوراء لأكثر من عشر سنوات؛ أين الجمهور المصري؟، يتم استدعائه فقط في مباريات المنتخب، ومباريات الفرق خاوية، حتى مع السماح بنسبة محددة للحضور، فإنها تكون مُختارة، والجمهور الحقيقي يجلس خلف الشاشات، فيحدث كما حدث بالأمس، الأقدام لا تحمل اللاعبين أمام مشهد جماهيري مهيب، وقعت أحداث غير طبيعية من الجماهير السنغالية بالفعل، لكن دعنا من الحديث عن مثل هذه الأمور، التي نعلم جميعًا أنها كان يمكن أن تكون كالعدم لو أن لاعبينا اعتادوا على مثل هذه المشاهد في الدوري المحلي.

دعنا من قضية الجماهير وغيابهم، ماذا حدث عندما تأهل المنتخب لمونديال روسيا 2018؟، "من يستطيع أن يخرج بـ"سبوبة" فليفعل!"، هذا هو الشعار الذي رفعه مسؤولو اتحاد الكرة وقتها.

مهازل، شاهدنا مهازل قبل انطلاق المونديال وخلاله وبعده، تعامل المسؤولون مع التأهل كسلعة، سيندر بيعها فيما بعد، فقاموا بأشياء مخجلة، فورطوا محمد صلاح معهم في قضية كادت أن تطيح بمسيرته في إنجلترا، وفتحوا أبواب غرف اللاعبين أمام المشاهير والفنانين، وحتى قمصان الفريق لم تسلم من خططهم!

egypt 2019 - Ahmed Elmohamady - mohamed salahgetty

وعندما تجدد الأمل بنا إثر استضافة مصر لكأس إفريقيا 2019، وسنعيد ذكريات 2006، صُدمنا بالخروج المخزي من دور الـ16، ناهيك عن الفضائح التي حدثت داخل المعسكر سواء من اللاعبين أو من تعامل مسؤولي اتحاد الكرة مع الأمر كسلعة أيضًا، ومن فنانين يسعون لتصدر المشهد، وغياب التأمين كما كشف صلاح بعد ذلك.

وأتت نسخة 2021 من كأس إفريقيا لتضيف خيبة أمل جديدة إلى خيبات كثيرة سابقة، لكن ربما هي أقلهم حدة، فاستبشرنا وقتها أننا نملك جيل قادر على الثأر من السنغال في مباراة التأهل للمونديال، لكن لم يحدث، ها نحن الآن جالسون نعدد حسراتنا.

حتى هذه المباراة لم يحترم المسؤولون كونها مصيرية، فوقع بها ما وقع من استدعاء لاعبين قدامى بعينهم دون غيرهم، رغم أن الغائبين منهم من هو أحق بالحضور، ودعوة بعض "الإنفلونسرز" ممن كانوا جالسون في المدرجات بأطباق "ورق عنب".

Ali Maloul Mohamed Sherif Ahly Zamalek EPL 05.11.2021www.alahlyegypt.com

كل ما سبق هو حديث عن المنتخب الوطني فقط، وإذا تحدثنا عما يحدث بداخل الكرة المصرية بشكل عام من فرق وبطولات محلية، فالحديث يحتاج للكثير والكثير من السطور والمقالات، وستجف الأقلام ونحن لم نسرد حتى نصف الواقع المخجل الذي تعيشه الكرة المصرية.

نتيجة كل ما سبق هي أن الساحرة المستديرة تحولت إلى كابوس وعبء كبير على المشجع المصري، أصبحنا نعيش حالة يأس من وراء مسؤولينا، مسؤولينا الذي كان أحدهم مجدي عبد الغني، وهو المعتدي على رجال الأمن أمام استاد القاهرة في مباراة الذهاب أمام السنغال، كي يدخل بسيارته، ويعودون لقول "الجمهور هو المشاغب وهو سبب ما نمر به!".

اقرأ أيضًا..

تحليل | بطل واحد ليس كافيًا يا مصر وسلاح "الأجواء" كان الأهم للسنغال

أعيدوا الجماهير للمدرجات .. كفاكم تدميرًا لشخصية اللاعب المصري

السنغال حولوا الملعب إلى ديسكو .. ردود الأفعال على عدم تأهل مصر لكأس العالم

إعلان
0