Emiliano Sala Nantes

تقرير: هل حدثت أمور غير مشروعة في صفقة الراحل سالا؟!


كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

كُشفت في الآونة الأخيرة بعض تفاصيل صفقة انتقال المهاجم الأرجنتيني الراحل، إيميليانو سالا، من نانت الفرنسي إلى كارديف سيتي، ومن بين تلك التفاصيل الدور الكبير الذي لعبه الوكيل السابق ويليام مكاي في الصفقة

وكان مارك مكاي، وهو نجل ويلي، قد حصل على تفويض من نادي نانت لبيع اللاعب إلى نادٍ إنجليزي مقابل الحصول على 10% من قيمة الصفقة النهائية التي وصل سعرها إلى 15 مليون جنيه إسترليني.

وكشف ويلي مكاي في تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية بأنه قد عمل بشكل مكثف لصالح كارديف لمحاولة إقناع سالا بالانضمام لصفوفه، وهو من رتب رحلتي طيران خاصتين للمدير الفني لنادي كارديف، نيل وارنوك، حتى يرى سالا وهو يلعب على الطبيعة مع نانت.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وسافر كلِ من ويلي مكاي وابنه مارك، مع وارنوك في هاتين الرحلتين، حيث كانت الرحلة الأولى كانت في الخامس من ديسمبر الماضي، واصطحب فيها وارنوك مساعده كيفن بلاكيول، في حين تم ترتيب الرحلة الثانية عندما ذهب مدير إدارة شؤون اللاعبين بكارديف، كالوم ديفيز، إلى فرنسا.

واعترف مكاي بأنه بذل مجهودًا كبيرًا مع وارنوك وبعض مسؤولي كارديف لإقناعهم بإتمام الصفقة، بل وأكد أنه تحدث مع كافة أندية البريميرليج، ما عدا مانشستر سيتي، وقال «اتصلت بوارنوك وسألته عما إذا كان مهتمًا بالحصول على خدمات سالا، وقال إنه يضع اللاعب بالفعل ضمن قائمة أهدافه في فترة الانتقالات الشتوية».

واكتشف مكاي بعد ذلك أن سالا لا يُريد الانضمام لكارديف، مفضلاً الانتظار والانتقال لنادٍ أكبر، لكن مكاي أقنعه في النهاية بالموافقة.

Emiliano Sala NantesGetty Images

وأصر مكاي على أنه هو من رتب رحلة عودة سالا إلى نانت على متن طائرة خاصة لتوديع زملائه، متهمًا كارديف سيتي بعدم توفير رحلة طيران خاصة للاعب الراحل إلا عبر رحلات الطيران البريطانية المحددة سلفًا.

وكشف مكاي إنه هو من حجز الرحلة عبر طيار يتعامل معه دائمًا يدعى ديف هندرسون، لكن مكاي أكد أنه لم يكن يعرف نوع الطائرة التي كانت ستُستخدم في الرحلة، أو أن الطيار سيكون هو ديف إبوتسون وليس هندرسون، وهو الطيار الذي توفى في الحادثة رفقة سالا ولم تتم العثور على جثته حتى الآن.

وبناء على تلك القصة أعلاه يبقى السؤال الأبرز، ما هي صفة مكاي في تلك الصفقة، ولماذا تدخل؟

عدة معطيات تشير إلى أن هناك ثمة أمور غير مشروعة حدثت في الصفقة، منها مثلا أن مكاي (59 عامًا) لم يعد وكيلاً للاعبين، ولم يتم تسجيل اسمه كـ«وسيط»، وهو الاسم الرسمي لوكيل أعمال اللاعبين وفقًا لقواعد الاتحاد الإنجليزي، كما أنه غير معتمد كوكيل أعمال للاعبين في فرنسا!

ويجب التنويه إلى أن قواعد الاتحادين الفرنسي والإنجليزي، صارمة للغاية بشأن صفة وكيل اللاعبين، فهي تنص على ضرورة تعادل الأندية واللاعبين في صفقات انتقالات اللاعبين مع الأشخاص المسجلين كوكلاء لاعبين فقط.

 وقد اعرتفت القواعد التي وضعها الاتحاد الإنجليزي في عام 2015 بأن وكلاء اللاعبين يعملون في الغالب مع أكثر من طرف في الصفقة الواحدة. ويصف المصطلح الجديد الذي وضعه الاتحاد الإنجليزي الأنشطة التي يقوم بها الوسطاء بأنها «وساطة بين الأندية واللاعبين».

وتلك القواعد واضحة وصارمة، وتنص على أنه لا يجب على اللاعب أو النادي الاعتماد على أي شخص، أو منحه مقابلاً ماليًا مقابل أنشطة الوساطة، ما لم يكن هذا الشخص مسجل كوسيط لدى الاتحاد الإنجليزي.

وتم تعريف أنشطة الوساطة على أنها «التصرف بأي طريقة في أي وقت، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر نيابة عن أي لاعب أو نادٍ، فيما يتعلق بأي مسألة ذات صلة بمعاملة أو انتقال».

ويليام مكاي

إذًا فلماذا تدخل مكاي الذي لم يتم تسجيله كوسيط منذ وضع تلك اللوائح الجديدة المنظمة لدور وكلاء اللاعبين أو الوسطاء؟ بل الأغرب أنه في مارس 2015 أعلن مكاي إفلاسه، وهناك قاعدة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تقول «على أنه يتم رفع اسم أي شخص يعلن إفلاسه من قوائم وكلاء اللاعبين المسجلين».

مكاي رد على هذا الاتهام وقال «لماذا يتم تسجيلي في الوقت الذي يكون فيه ابني مسجلاً؟!».

رئيس نادي كارديف، محمد دلمان، من جانبه وخشية الوقوع في أي أمور غير مشروعة تبنى وجهة نظر مكاي، وأكد على أن كل الأمور التي قام بها مكاي كانت وهو يعمل لصالح نانت وليس كارديف، وبالتالي لوائح الاتحاد الإنجليزي لا تسير عليه، وأضاف «صحيح أنه رتب رحلة سفر وارنوك لمشاهدة اللاعب، وهذه هي الطريقة التي يزاول بها أعماله. إنه لم يساعدنا؛ لكنه كان يساعد نفسه من أجل الحصول على مقابل مادي هائل بعد إتمام الصفقة. إنه يحاول أن يبيع منتجًا، وبالتالي فهو ينقلنا لمشاهدة هذا المنتج؛ لأنه لا يمكنه إحضاره إلينا لكي نشاهده».

هذا وبحسب صحيفة «الجارديان» فإن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الفرنسي لم يرد على سؤال حول ما إذا كانت هناك انتهاكات حدثت في وساطة انتقال سالا لنانت من عدمه، أو نية الاتحاد الفرنسي فتح تحقيق حول الأمر.

ويُطالب نادي نانت بقيمة صفقة سالا، فالعقود تم توقيعها قبل وفاة اللاعب، وفي حال حصل نانت على 15 مليون جنيه إسترليني، سيحصل مكاي على حصته من الصفقة، وهذا هو السبب ربما الذي يجعله ينتقد كارديف سيتي.

إعلان