" لا يمكنني تشبيه حكيم زياش بلاعب معين، ولكنه يمتلك قدم يسرى رائعة، يحب اللعب على الجانب الأيمن وخلف المهاجم، ونثق في قدرته على مساعدتنا في تفكيك دفاعات الخصم".
بهذه الكلمات قام فرانك لامبارد بتلخيص رؤيته عن المغربي حكيم زياش، المنضم حديثاً لتشيلسي ليكون صفقته الأولى مع البلوز.
السعادة كانت واضحة في إشادة لامبارد بصفقته الجديدة، والتي صاحبها حالة كبيرة من الحماس لجماهير البلوز كواحد من أفضل صناع الألعاب في العالم.
أن تأتي متأخراً
PRO SHOTSفي الحقيقة أن قدوم زياش للبريميرليج وتشيلسي جاء متأخراً، لأن تألق صاحب الـ26 لم يبدأ في الموسم الماضي فقط أو الحالي، بل منذ فترة طويلة.
تألق زياش في انطلاقة أياكس بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، جعل الأنظار تتجه له بشكل أكبر من أي وقت مضى، باعتباره الاختبار الأصعب لأي لاعب على مستوى القارة العجوز.
مستوى الدولي المغربي مع أياكس لم يشفع له في السابق، ليصبح الاهتمام به مجرد استفسارات ومتابعة دون اتخاذ أي خطوة رسمية.
نجم أياكس وصفقة البلوز التي وصلت قيمتها 40 مليون يورو، رحلته مع التألق لم تبدأ في أياكس، بل مع ناديه الأسبق تفينتي، ولكنه كان ضحية ضعف المنافسة بالدوري الهولندي كمصدر يتم الحكم فيه على أي لاعب.
دون فان دي بيك زميل زياش في أياكس يتفق مع فكرة تأخر هذه الخطوة، مؤكداً أنه استحقها منذ سنوات، للموهبة الكبيرة التي يمتلكها، معتبراً تشيلسي هو المحطة الأنسب له.
الأرقام وحدها لا تكفي، بل ما حققه زياش مع تفينتي لا يمكن التغاضي منه قبل انتقاله لأياكس في 2016، حيث سجل 34 هدفاً وصنع 30 في 76 مباراة، وهو رقم مبهر للاعب وسط مهاجم.
اختيار تشيلسي ربما لم يكن متوقعاً، بعدما أكد اللاعب أكثر من مرة عشقه لأرسنال وبرشلونة، لكنه يناسب أسلوب لامبارد صاحب العقلية الهجومية وامتلاك الكرة، بدلاً من النواحي الخططية والبدنية.
عملة نادرة
PROSHOTSعدم انتظار تشيلسي حتى الصيف والظفر بخدمات زياش بمنتصف الموسم مع انضمامه للفريق في يونيو، يعكس إدراك البلوز لاحتياجات والعناصر المتاحة في السوق، لإجادة اللاعب على التميز بمركز الجناح الأيمن وصانع الألعاب بكفاءة متماثلة.
مركز صانع الألعاب الصريح القادر على خلق الفرص وإيصال زملائه للمرمى في أقصر صورة ممكنة، أصبح عملة نادرة غير موجودة بالشكل الكافي على مستوى أوروبا.
أسماء معدودة فقط في أوروبا هي من تمتلك هذه القدرات بصورة مميزة، ولكن يصعب على تشيلسي ضم أي منها، سواء كيفن دي بروينه نجم مانشستر سيتي أو كاي هافيرتس نجم ليفركوزن، للعب الأول لنادي منافس وارتفاع سعر الثاني الذي لن يقل عن 100 مليون يورو.
تشيلسي كان يمكنه توجيه الأنظار للبريميرليج، سواء لجيمس ماديسون لاعب ليستر سيتي أو جاك جريليش صانع ألعاب أستون فيلا، ويدخل في مغامرة بدفع مقابل مادي خيالي بلاعب لا تزيد نسب نجاحه عن زياش بل ربما تقل.
زياش كان الخيار الأفضل والأنسب للبلوز، 40 مليون يورو مقابل القيمة المتوقعة من المغربي، لا تعني أي شيء، أمام اقتناص واحد من أفضل اللاعبين في العالم بمركز أصبح المميزين فيه على وشك الانقراض.
مسعود أوزيل وإيسكو وفيليب كوتينيو وغيرهم بدأوا في التراجع والاختفاء، ليفربول نفسه لا يلعب بدون صانع ألعاب صريح، وأندية بحجم برشلونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ لا يمتلكون أي اسم مميز في هذا المركز.
ماذا يقدم زياش لتشيلسي؟
ProShotsيعتبر المغربي من أميز الممررين في أوروبا، وهو ما أظهره في العديد من المواجهات الهامة بدوري الأبطال في أوروبا، وأهمها تمريرته الشهيرة أمام بايرن ميونخ بدور المجموعات.
يمتلك زياش ميزة كبيرة جداً في الاختراق من الجانب الأيمن والدخول في عمق الملعب، واستغلال مرونة جسده المبهرة في المرور من الخصم والتحرك بين الخطوط لخلق المزيد من المساحات لزملائه.
نجم أياكس أمستردام من أفضل اللاعبين في أوروبا بالكرات العرضية وتنفيذ الركلات الثابتة، وهو ما فعله في أفضل صورة ممكنة أمام فالنسيا هذا الموسم بدوري الأبطال.
لامبارد: هذه المباراة كانت السبب في ضم زياش
رايولا: بوجبا لا يمانع في العودة إلى يوفنتوس
ربما ما يعيب زياش فقط هو انخفاض معدله البدني، ليعتبر الاختبار الأصعب له بدوري قوي وسريع مثل البريميرليج، وهي وظيفة لامبارد لمساعدته على تخطي هذه العقبة.
ولكن دون ذلك فزياش هو أكثر اللاعبين صناعة للأهداف على مستوى الدوريات والمسابقات الأوروبية والكؤوس المحلية، حيث صنع 21 هدفاً متساوياً مع زميله دوسان تاديتش، بفارق 3 أهداف عن كيفن دي بروينه.
وفي النهاية يبدو مما لا شك فيه أن صفقة زياش جاءت ضربة قوية للبلوز، وخطوة هامة جداً لمشروع لامبارد نحو الطريق الصحيح بتكلفة متوسطة مقارنة بما يستطيع المغربي تقديمه.