Koeman BarcelonaGetty

تشافي في الواجهة وإقالة قريبة .. كشف حساب كومان مع برشلونة

لم تكن بداية الموسم الحالي بالنسبة لبرشلونة موفقة على الإطلاق، تمامًا كما كان الحال فيما يخص النهاية للموسم الماضي، وبين هذا وذاك جاء رونالد كومان في وضع صعب للغاية، لا يحسد عليه المدرب الهولندي ولا أي مدرب على وجه الأرض.

استمرت علامات الاستفهام من هنا واستمر كومان على الجانب الآخر بمحاولة لملمة الأوراق والاستقرار على تشكيل جديد وخطة لعب جديدة والأسماء التي تستحق الحصول على فرصة أساسية في أغلب الأوقات.

فاز بالكأس، خسر الدوري، خرج من دوري الأبطال، عاد الفريق إلى دوامة النتائج السلبية من جديد، ومعها الانتقادات، ومعها حديث عن إقالة محتملة بنهاية الموسم، فهل هي مستحقة أم لا؟

ريمونتادا غرناطة .. منعرج الموسم 

Lionel Messi Antoine Griezmann Barcelona Granada GFXGetty/Goal

برشلونة لعب الفترة الأولى من عام 2021 بقوة كبيرة على عكس ما انتهى عليه العام الماضي، وهو يعرف أنّه سيفوز ويحقق النقاط كاملة، لم يلعب بتوتر أو قلق أو محاولة التعويض السريعة دون تركيز وهدوء كما حدث في بداية الموسم.

السبب أنّ سيناريو الفوز على غرناطة في كأس ملك إسبانيا، وقدرة برشلونة على تحويل التأخر بثنائية حتى الدقيقة 88 إلى تعادل ثم انتصار في الأشواط الإضافية أكد للاعبين أنّهم يمتلكون القدرة على تغيير الأمور لصالحهم حينما يرغبون.

برشلونة بدأ يستعيد ثقته وشخصيته الانتصارية، فالفريق متأخر في النتيجة ولكنّه هادئ ويتحرك بشكل جيد ويبني الهجمات دون أي تعقيد وفي الأخير حقق الفوز ليُثبت بداية أول مرحلة في إعادة بناء الفريق عقب النكسات.

استعادة الثقة كانت ضرورية قبل مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ليتمكن الفريق وقتها من على الأقل إعلاء اسمه ومواجهة بطل فرنسا ندًا قويًا عصيًا على الخسارة، ولكن ذلك لم ينجح، ووع برشلونة دوري الأبطال، في ضربة جديدة احتاجت لاستفاقة جديدة.

ما بعد الخروج من باريس

Gerard Pique, Barcelona, Kylian Mbappe, PSG 2020-21Getty

فاز النادي الفرنسي في مباراة الذهاب بنتيجة كبيرة هي 4-1، ليقترب كثيرًا من التأهل لربع نهائي دوري الأبطال، لكن يمني جماهير البلاوجرانا النفس بريمونتادا وعودة تاريخية في مباراة الإياب، كالتي صنعها ميسي وزملاؤه مع باريس منذ أعوام.

صعد برشلونة من دور المجموعات كثاني مجموعته برصيد 15 نقطة متعادلاً مع أول المجموعة يوفنتوس بالأفضلية في المواجهات المباشرة، حيث فاز الكتلان في مباراة الذهاب بهدفين مقابل لاشيء، ثم استطاع البيانكونيري الفوز في لقاء العودة بثلاثة أهدافٍ دون رد.

ولكن مباراة الإياب كانت استكمالًا لما بدأ في الذهاب وفشل الفريق الكتالوني في تعويض النتيجة، ولكنه قدم أداء جيدًا في لقاء الإياب جعل الفريق مؤمنًا بحظوظه فيما يتعلق بالمباريات المقبلة، وبالفعل ارتفع النسق بصورة كبيرة.

واقع يشبه الماضي

Messi Koeman Barcelona Real Madrid ClasicoGetty

أزمة كبيرة وقفت في طريق بناء مشروع جديد وتم الاعتماد على المدرب رونالد كومان والذي بدأ بشكل سيئ لكن تدريجيًا تحسن حتى وصل إلى المركز الثاني بفارق 8 نقاط ومباراة مؤجلة عن أتلتيكو مدريد المتصدر، كما وصل لنصف نهائي كأس ملك إسبانيا، حتى تلك اللحظة كان الموسم مثاليًا، قبل أن يفوز بالكأس ويخسر الدوري.

تحسن واضح لبرشلونة في الفترة الأخيرة، لكنّه ليس كافيًا ليضمن للبلوجرانا حصد لقب الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، أمر يعيد الذكريات لموسم 2003-2004 والذي – رغم خروج النادي الكتالوني دون ألقاب – كان بداية البناء للجيل الأفضل في تاريخ النادي.

تحسن الفريق في الفترة هذه كان على صعيد عودة الروح والثقة والإيمان بالقدرات الخاصة بالفريق، حتى أنّ برشلونة كسر عقدة عدم الفوز في "سانتياجو برنابيو" في أول موسم، وعاد بعد بداية سيئة في الليجا إلى المركز الثاني.

الموسم ذاته شهد أيضًا تحقيق فالنسيا لليجا وفي الحالة الخاصة بموسم 2020-2021 فقد يكون أتلتيكو مدريد هو البطل، وهو فأل خير لبرشلونة كون ريال مدريد لن يفوز به.

ما بدأ يظهر الموسم الحالي أنّ برشلونة بدأ يستعيد الثقة والإيمان بقدراته، خاصة بعد رحيل العديد من اللاعبين الشاهدين على فضائح روما وليفربول وبايرن ميونخ وظهور مجموعة من الشباب لم تخض بعض أو كل هذه المباريات.

بيدري وريكي بوتش ورونالد أراوخو وأوسكار مينجويزا وسيرجينيو ديست وفرانشيسكو ترينكاو بجانب فرينكي دي يونج، كلها أسماء لم تواجه مثل هذه السقطات وتمتلك الشجاعة للتغيير.

إيمان كومان بهم قد يمهد لإعادة برشلونة على أول الطريق الصحيح لكنّه بالطبع لا يعني إعادة الفريق المرعب الذي قضى على الأخضر واليابس في العقد الماضي، خاصة وأن السقوط قد جاء من جديد في نهاية الموسم بعدما أصبحت الأحوال ألإضل لفترة ليست بالقصيرة.

الرهان على الشباب كان أحد أهم إنجازات كومان، ومن خلال ذلك أوجد العديد من الأسماء القادرة على ملء الفراغات الموجودة في برشلونة، ولكن تخيل بعد كل هذا العمل يجد كومان نفسه مهددًا بخسارة كل شيء في أسبوع واحد فقط، ولكنها لم تكن كافية لتحقيق الاستمرارية اللازمة.

بين الإقالة ومن القادم؟

Xavi Al-Sadd 2019-20Getty Images

بعض الصحف الإسبانية، أكدت أن جوان لابورتا رئيس نادي برشلونة اختار تشافي لتولي مسؤولية الفريق خلفًا لرونالد كومان بعد نهاية هذا الموسم، مع ترشيح لاسم هانز فليك ولكنه ليس بنفس القوة التي يأتي بها اسم المدير الفني لنادي السد القطري.

القرار يبدو في غاية الصعوبة، ولكن لابورتا سبق أن اتخذ هذه المجازفة في 2008 عندما قرر إسناد المهمة لمدرب شاب وقتها وهو بيب جوارديولا.

المدرب الإسباني الشاب بدأ مسيرته التدريبية في يوليو 2019 ومرتبط حاليًا بعقد حتى يونيو 2023 وقاد الفريق في 76 مباراة، حدث ذلك من بوابة السد القطري

صاحب الـ41 سنة نجح في تحقيق الفوز 48 مرة وتعادل في 12 مباراة وخسر 16 مواجهة مع الفريق القطري.

السد حقق دوري نجوم قطر بقيادة تشافي في الموسم الحالي بعد تصدر البطولة برصيد 60 نقطة من خلال 22 جولة حيث حقق الفوز في 19 وتعادل في 3، وبدون السقوط في أي هزيمة وكذلك توج بلقب الكأس.

ولكن السؤال الآن هل تجربة في قطر كافية للحكم على كفاءة مدرب شاب ليكون جديرًا بتدريب برشلونة في واحدة من أصعب فتراته تاريخيًا؟ هنا تأتي المعضلة، وتحيط بتشافي وكومان قبلها بالنظر إلى تاريخه التدريبي، ليبقى الرجل معلقًا ما بين استحقاق الإقالة من زاوية وعدم استحقاقها من زاوية أخرى، مع عدم وجود اسم بديل قوي مطروح بقوة من الصحف، وكأن دائرة برشلونة تريد أن تدور في الزاوية نفسها مرة أخرى.

إقرأ أيضًا.. 

للتاريخ .. ميسي يصل للمباراة 750 مع برشلونة والـ 500 في الدوري الإسباني

هل يقلب كيان المنافسة؟ راموس يعود لريال مدريد قبل ساعات الحسم

ما بين عذاب زيدان وصمود سيميوني .. من الأحق بالدوري الإسباني؟

إعلان