يُقال أن مثل هذه المباريات تحسم بالتفاصيل الصغيرة، وهذا ما يمكن التأكيد عليه خاصة في ظل تراجع مستوى عدد كبير من الأندية الكبرى في إنجلترا وأوروبا بشكل عام.
عاد آرسنال من ملعب أولد ترافورد بفوزٍ ثمين حققه على مانشستر يونايتد بهدفٍ نظيف، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد ضمن الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
آرسنال كان الطرف الأفضل في الشوط الأول بوضوح، حيث دخلت كتيبة أرتيتا المباراة بضغط عالٍ مع استحواذ شبه مطلق على مجريات اللعب وخطورة كانت واضحة على مرمى دافيد دي خيا.
نقطة التفوق يمكن اختزالها في وسط الملعب، وتحديدًا في ثنائية النني وبارتي التي أغلقت زوايا التمرير ونجحت في إفساد هجمات لاعبي اليونايتد مبكرًا وكذلك مثلت قاعدة للبناء الهجومي.
على الناحية الأخرى كان بول بوجبا يقدم ملحمة من اللا شيء على غرار ما يفعله مع كرة القدم في الأشهر الأخيرة، الكثير من الإمكانيات ولا شيء من الإنتاجية بل وتضييع لجهود الزملاء.




الكرة الأخطر على الإطلاق كانت عبر ويليان الذي سدد كرة قوية بيسراه ارتطمت في العارضة، في مقابل فرصة يتيمة لليونايتد كانت عبر ماركوس راشفورد تصدى لها بيرند لينو بتألق شديد.
كرة راشفورد كانت الوحيدة التي نجح فيها مانشستر يونايتد في تغيير الملعب عبر تحميل اللعب على الجهة اليمنى ثم إرسال الكرة العرضية لخلخلة دفاعات الخصوم.
أما آرسنال فلم يجد صعوبة في الضغط العكسي وافتكاك الكرة في منطقة الوسط لتحويلها إلى هجمات خطيرة لصالحه، كذلك الاختراق من العمق لم يمثل له أزمة.
اعتقد الكثيرون أن تجربة النني في آرسنال قد انتهت، ولكن ميكيل أرتيتا كان له رأي مختلف، المدرب الذي جاء وأحدث ثورة في صفوف المدفعجية قرر استغلال كل الأوراق المتاحة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بعد أزمة كورونا، وصعوبة تدعيم الفريق.
النني بدأ الموسم بشكل جيد ثم وصل إلى قمة مستواه مع وصول توماس بارتي الذي شكل ثنائية مثالية معه وزاد من محورية أدواره في غلق زوايا التمرير للخصوم وفتح أخرى لصالح الفريق.
النني: أرتيتا قدوتي وهكذا فزنا على ليفربول
باختصار كانت معركة وسط ميدان شهدت تواجد جندي لا يدّخر جهدًا وتواجد لا مبالٍ بكثير من الفنيات، وفي مثل هذه المعارك تكون الغلبة دائمًا للسلحفاة لا للأرنب؛ ألا تتذكر تلك القصة التي حُكيت لنا في الماضي؟
