Lionel Messi Barcelona 2018-19Getty Images

تحليل | برشلونة وليفربول.. لا منطق في وجود ميسي


يوسف حمدي    فيسبوك تويتر

نجح برشلونة في قطع أكثرم ن نصف الطريق نحو المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بفوزه على ليفربول بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في ذهاب الدور نصف النهائي.

وعلى الرغم من أن المباراة لم تكن لعب من طرف واحد، أن النتيجة لا تبدو معبرة عن سير اللقاء، إلا أن ميسي قرر أن يقول للجميع لا قيمة لذلك.

تشكيل وتكتيك

لم تكن خيارات إرنستو فالفيردي بعيدة عن المتوقع، فقط ما كان محل شك قبل بداية المباراة هو اختياره بين سيميدو وروبيرتو كظهير أيمن، ومفاضلته بين قوة فيدال وتوازن آرثر، وما بين رغبة كوتينيو الانتقامية وحلول ديمبيلي الفردية.

بدأ فالفيردي بالـ 4/3/3 المعتادة، تير شتيجين في حراسة المرمى، خط الدفاع مكون من بيكيه ولينجيليه وروبيرتو وجوردي ألبا، سيرجيو بوسكيتس كلاعب ارتكاز ومعه إيفان راكيتيتش وأرتورو فيدال، وفي الأمام ميسي وسواريز وكوتينيو.

على الجانب الآخر فلم يكن روبيرتو فيرمينو العائد من الإصابة جاهزًا للبدء، فلميعوضه يورجن كلوب بدانيال ستوريدج كما فعل في المباراة الأخيرة أمام هادرسفيلد تاون، ولكنه استغنى عن مهاجمه الثالث ووضع مكانه لاعب وسط ملعب ليعزز من الكثافة العددية هناك.

بدأ يورجن كلوب بما يمكن أن يعامل كـ 4/4/2، أليسون بيكر في حراسة المرمى، فيرجيل فان دايك وجويل ماتيب كقلبي دفاع، جوميز على اليمين وروبيرتسون على اليسار، في وسط الملعب الرباعي فابينيو وميلنر، خلف صلاح وماني.

كلوب قرر أن يلعب بجوميز بدلًا من أرنولد حتى لا يستغل برشلونة المساحات التي توجد في ظهر أرنولد، نظرًا لأن ميسي ينضم إلى ألبا ويشكلان ثنائية على هذه الجبهة، تلك التي ينطلق فيها ألبا بسرعته ويحتاج إلى من يتكفل بمراقبته.

الـ 4/4/2 تلك لعب بها كلوب في أكثر من مرة في مباريات البريميرليج، حيث يعتمد على زيادة نابي كيتا على الجناح في الحالة الهجومية لتتحول إلى 4/3/3 بشكلها المعتاد، مع دخول صلاح للعمق، الأمر الذي سيكون منطقيًا نظرًا لأن استغلال سرعته لن يكون بنفس الخطورة بسبب لعبه في جبهة ألبا.

شوط أول

المباراة كانت متكافئة بشكل كبير، الفريقان يتبادلان كل شيء تقريبًا، بتبادلان الضغط العالي في أوقات ويتبادلان البناء من الخلف في أوقات أخرى، لا يوجد أفضلية مطلقة حتى وإن كانت النتيجة غير ذلك لصالح هذا الجانب أو ذاك.

الفارق بين هنا وهناك كان قدرة المثلث الأمامي لببرشلونة على صناعة الخطورة، تقريبًا إلى حد ما قبل اللمسة قبل الأخيرة كانت هجمات ليفربول وبرشلونة تسير على نفس المنوال، ولكنها حين تصل للأمام تظهر جودة ميسي وسواريز وكوتينيو.

ماني وروبيرتسون وميلنر اقتربوا كثيرًا من منطقة الجزاء، ولكن م تكن الأمور عندهم بالسهولة التي يتعامل بها ثلاثي برشلونة، سواريز تواجد أمام المرمى مرة سجل منها هدف، ماني تواجد أمام المرمى مرة أطاح بها فوق المرمى، هذا هو الفارق.

أرتورو فيدال وراكيتيتش كانت ثنائية وسط رائعة، على مستوى المساندة الدفاعية وكذلك الهجومية، وعلى مستوى المجهود البدني المبذول من أجل مجاراة المباراة البدنية التي يبحث عنها يورجن كلوب.

على الجانب الآخر كان وسط ليفربول متوازنًا أيضًا، إصابة نابي كيتا ودخول هيندرسون بدلًا منه لم يؤثر كثيرًا نظرًا لأن فينالدوم كان  يشغل نفس الأدوار التي يؤديها كيتا، ونظرًا لجودة هيندرسون الواضحة هذا الموسم.

جوردي ألبا أجاب في هذا الشوط على سؤال لماذا هو أفضل ظهير أيسر في العالم هذا الموسم، دفاعيًا يمنع صلاح من المرور في كل مرة، ولا يترك الفرصة لجوميز للزيادة أصلًأ لأنه هجوميًا يتحرك بجودة كبيرة ويصنع الفارق رفقة ميسي وسواريز، ويصنع كرة الهدف بتمريرة ذكية لا يمكن أن تنسى كذلك.

فان دايك لم يكن هو فيرجيل الذي نعرفه، في كرات ميسي يتحدث البعض عن خوفه من أن يراوغه ليو، ولكن هنا كان فان دايك محقًا لأنه لو زاحم ميسي وتمت مرواغته سيذهب ميسي وسواريز وكوتينيو للمرمى مباشرة، ولكن ذلك لا ينفي إطلاقًا أن الهدف جاءم ن خطأ غير مفسر منه، وأن تحركاته في المطلق تبدو أثقل من المعتاد.

شوط ثانٍ

كان ليفربول أفضل في الشوط الثاني، أفضل من ليفربول الشوط الأول، وليس ذلك فقط بل أفضل من برشلونة، كرات على المرمى واستحواذ وضغط وخلق للفرص ودفاع محكم وجيد، ولكن لا أهداف في النهاية.

فالفيردي أدرك المساحة التي يلعب فيها ليفربول، والتي هي خلف روبيرتو، فأقحم سيميدو بدلًا من كوتينيو، ليلعب بـ 4/4/2، وهنا كان تبديلًا لضرب عصفورين بحجر، الحفاظ على توازن وسط الملعب وسد الثغرة الموجودة في الرواق الأيمن.

برشلونة لعب على انطلاقات ميسي ومن ثم توزيع اللعب للقادم من الخلف، ذلك بالطبع بعض عدد من الفرص التي تصدى لها تير شتيجين.

في النهاية ظهر ميسي ليرمي كل الحسابات جانبًا، ليحول النتيجة إلى 3/0 التي تضع قدمًا ونصف لبرشلونة في نهائي مدريد، على الرغم من أنها نتيجة ليست معبرة عن سير اللقاء.

جوارديولا وكلوب.. على أعتاب موسم فاشل لأحدهما

في النهاية كان جوارديولا محقًا حين قال إن أقدام اللاعبين أكثر تأثيرًا من حسابات المدربين، وحين قال إنه في حضور ميسي لا قيمة للخطط أحيانًا، وحين قال أردت أن أجعل ميسي أفضل لاعب في العالم فجعلني أفضل مدرب في العالم.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0