المتوقع حدث، لم يكن في الحسبان أن يخسر مانشستر سيتي أمام نورويتش المنقوص من أحد عشر لاعبًا مصابًا، ولكن أن تأتي الخسارة بعد سلسلة من أخطاء التمركز والكوارث الدفاعية هذا ما انتظرناه جميعًا، فكل ثنائيات دفاع السيتي دون لابورت وبعد رحيل كومباني لا تصلح للمنافسة في مستويات كبرى كما يعلم الجميع.
أمام نورويتش سيتي تلقى مانشستر سيتي خسارته الأولى هذا الموسم، تلقى هدفه الثامن من أصل آخر 9 أهداف تلقاها من ضربات ثابتة منها 4 ركنيات، ضُرب خط دفاعه بتمريرة ساذجة يتفطن لها أي مدافع يتقاضى أكثر من مليون باوند سنويًا، وأخيرًا قدم أوتاميندي كوميديا الأسبوع بلقطته التي لم يتوقع فيها أنه سيتعرض للضغط حين يبقي الكرة تحت قدمه لسبع ثوانٍ أو أكثر.




أنواع المشاكل الدفاعية التي يعاني منها السيتي مركبة، وهذه هي المعضلة، نحن لسنا أمام خطب ما يتعلق بالضربات الثابتة أو الثنائيات أو الكرات العالية في ظهر المدافعين، أنت أمام خليط من كل ذلك، أفراد لا يستطيعون تكوين منظومة بين قلبي دفاع وظهيرين، فإما تغيير للخطة والرسم وإما الاستعانة بأفراد آخرين
جوارديولا صرح بداية الأسبوع أنه لن يدخل سوق الانتقالات الشتوية حتى مع إصابة لابورت، في وقت كثرت فيه الشائعات حول نيته التعاقد مع ميلان شكرينيار من إنتر أو رومانيولي من ميلان، كحل مثالي للمشكلة في حال توافرت الأموال، ولكن بيب رأى غير ذلك، وقرر الثقة فيما يمتلك من مدافعين.
قرار الثقة في الأسلحة الموجودة فيه جزء من المنطق، ولكن مع تغيير على الرسم يعطي غطاء للمشاكل الفردية الموجودة لدى أفراد السيتي، ولكن ذلك سيتطلب تضحيات أخرى من جوارديولا تتعلق بأسلوبه، أولها سيكون الاستنغناء عن أحد رباعي وسط الملعب، وهذه هي التضحية الكبرى.
البديهي في ظل الوضع الحالي هو أن تتحول الخطة إلى 3/4/3 بأن يعود كايل ووكر كقلب دفاع ثالث رفقة ستونز وأوتاميندي، وأن يلعب كانسيلو كظهير أيمن، الخطة تلك وباستخدام ووكر نفسه كظهير وهمي استعان بها جوارديولا من قبل، ولكنه لم يستمر في ذلك طويلًا نظرًا لحاجته إلى وجود 4 لاعبين في وسط الملعب.
الآن هو أمام خيارين أحلاهما مر، ولا يمتلك رفاهية البحث عن المثالية، يحتاج إلى أن يبحث عن أخف الضررين، يضحي بشيء من أجل ألا يضحي بكل شيء، وهذا ما يتضمن تعديل الخطة على الأقل حتى يناير، ولم لا تنجح خطة التعويض ويستمر جوارديولا على ما هو عليه شهرين إضافيين إلى حين عودة لابورت وجاهزيته تمامًا للمشاركة.
Getty Imagesفي حال قرر بيب الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخلف، ولم يفضل أن يلعب ووكر دور قلب الدفاع الثالث نظرًا لقيمته على اليمين فهناك حل آخر بأن يتم الاعتماد على فيرناندينيو في هذه الرقعة، خاصة مع تراجع أدواره كمتوسط ميدان بعد التعاقد مع رودري في الصيف، ونظرًا لقدرته على اللعب بين قلبي الدفاع وأداء ذلك الدور في مرات سابقة مع مانويل بيليجيريني وفي بدايات جوارديولا، والجدير بالذكر مرة أخرى أننا نتحدث عن أفضل الخيارات المتاحة لا أفضل الخيارات في المطلق.
ما بدا على مانشستر سيتي بعد إصابة لابورت يوضح أن بقاء الوضع على ما هو عليه أمر مرفوض وسيكشف الكثير من المشاكل في الفريق مستقبلًا، مباراة أمام نورويتش الذي يلعب كرة قدم شجاعة وهجومية كشفت كل هذا، فما بالك بباقي المواجهات أمام الكبار وفي دوري أبطال أوروبا؟ ما الذي من الممكن أن يحدث إذا ظلت السذاجة التي يلعب بها ستونز وأوتاميندي دون وجود من يؤمن خلفهما وبينهما؟
بوكي يواصل تحطيم الأرقام في موسمه الأول في البريميرليج
في مباراة نورويتش التي بدا فيها دفاع مانشستر سيتي كوميديًا سدد مانشستر سيتي 25 مرة مقابل 7 تسديدات فقط لخصمه، في حال شاهدت المباراة دون تركيز لن تلاحظ ذلك نظرًا لأن تردي حالة الفريق الدفاعية ستنعكس على الفريق ككل في عقلك الباطن، وهذا ما على جوارديولا التفطن له، فإذا قدم كل شيء بشكل مثالي لن يشفع له كل ذلك أمام الكوارث الدفاعية، هو الآن بين المطرقة والسندان وعليه الخروج بأقل الخسائر، وعليه نسيان الرفاهية قبل كل ذلك.
