انتهى نصف الدوري السعودي تقريبًا، ولم يتبق سوى يومين ويُغلق سوق الانتقالات الشتوي، وقد حان وقت كشف الحساب لما حدث في ميركاتو الصيف من الأندية السعودية.
أبرمت الأندية السعودية وعلى رأسها الهلال والنصر العديد من الصفقات الكبيرة، لكن بعض تلك التعاقدات لم يكن سوى إهدارًا للعشرات من ملايين الريالات ورميها على الأرض.
اقرأ أيضًا | الشهري، الغنام، كمارا وغيركم .. اهربوا من "جحيم" الدوري السعودي
وارد جدًا أن تتعاقد مع أي لاعب ويفشل، وقد واجهت صفقات كبرى هذا المصير رغم رهان الجميع عليها بالنجاح، والعكس صحيح .. كثيرة هي الصفقات الصغيرة والمرفوضة التي نجحت بشكل مبهر.
المهم أن تضع لنفسك المعايير السليمة عند اختيار أي صفقة، وأن تحدد احتياجاتك الفنية، وأن تدرس عوامل النجاح والفشل، وبعدها تختار قائمة المرشحين وتستقر على الأفضل .. إن فعلت كل هذا، لن يلومك أحد عند فشل الصفقة، وسيُصفق لك الجميع عند نجاحها، أما إن لم تفعل، ستكون المسؤول الأول عن الفشل وستكون قد أهدرت المال دون داعٍ.
بالنظر إلى أهم صفقات الصيف الماضي، نجد أن الاتحاد نجح تمامًا في اختيار إيجور كورونادو، وفاز الشباب برهان أوديون إيجالو، فيما فشل الهلال والنصر في صفقات كان من المفترض أن تكون كبيرة وإيجابية للغاية.
ماريجا وأبو بكر ... صفقتان لم تُخيبا التوقعات السلبية بشأنهما
تعاقد الهلال مع موسى ماريجا والنصر مع فينسنت أبو بكر ... صفقتان فرضتا علامات استفهام منذ البداية، لماذا تجلب مهاجمًا وأنت لديك بالفعل بافيتمبي جوميس وعبد الرزاق حمدالله؟ لماذا "الترقيع" بوضعهما في خانة الجناح؟ لماذا إهدار تلك الملايين لتواجد على دكة البدلاء؟ هل يُعقل أن تضم أجنبيًا ليكون بديلًا؟.
الغريب أن الناديين لديهما نواقص في مراكز أخرى كانت أولى بالدعم في ظل تواجد مهاجمين مذهلين مثل حمدالله وجوميس، والأغرب أن اختيار الناديين أثبت فشله بدليل تعاقد النصر خلال يناير الجاري مع مهاجم جديد ليُعوض رحيل المغربي، وسعي الهلال لضم مهاجم بدلًا من الفرنسي الذي رحل قبل عدة أيام.
هذا يعني عدم وجود أي قناعة لدى إدارتي الهلال والنصر بقدرة أبو بكر وماريجا على تعويض حمدالله وجوميس واللعب أساسيًا في خط الهجوم، إذًا لماذا تم التعاقد معهما؟ سؤال يجب أن يُوجه لفهد بن نافل ومسلي آل معمر وأن يتحملا مسؤولية ذلك القرار الذي أهدر عدة ملايين من الريالات.
بيريرا ... 18 مليون يورو والحصيلة 9 تمريرات حاسمة
الهلال جعل من ماتيوس بيريرا أغلى لاعب في تاريخ الدوري السعودي، ضمه ليُعوض سيباستيان جيوفينكو الذي فشل لوسيانو فييتو في تعويضه بجدارة كاملة، ولكن ما الذي قدمه اللاعب البرازيلي حتى الآن؟ أقل كثيرًا جدًا من المتوقع والمطلوب.
الزعيم لم يستفد حتى الآن من بيريرا والـ18 مليون يورو الذين دُفعوا لضمه من وست بروميتش ألبيون بخلاف راتبه ومكافآته، 9 تمريرات حاسمة خلال 18 مباراة و0 من الأهداف حصيلة مخيبة جدًا لصفقة بهذه القيمة المالية الكبرى.
Goal ARالأهم أن اللاعب صاحب الـ25 عامًا لم يرفع جودة الهلال بتلك الدرجة التي تُوازي قيمته المالية، ولم يُقدم الإضافة المتوقعة من إدارة بن نافل لحظة التوقيع معه، ولا أحد سيُدهش كثيرًا إن قرر الهلال فسخ عقده الصيف القادم واستقدام لاعب جديد!
أنسيلمو ... الخسارة المضاعفة
لا أحد يعلم حتى الآن لماذا تخلت إدارة النصر عن بيتروس وتعاقدت مع أنسيلمو في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفي الأخير! صفقة سارت في عكس اتجاه المنطق والواقع ولا يُمكن أن تجد مبررًا لها باستثناء محاولة صناعة "استعراض عضلات" أمام الجماهير بخطف اللاعب من الأهلي والاتحاد اللذان كانا بحاجة له بالفعل.
الكارثة أن تلك الفشل في تلك الصفقة والملايين المهدرة لم يتوقف فقط عند التعاقد مع أنسيلمو بل امتد للتفريط بمواطنه بيتروس نجم وسط الفريق وقلبه النابض في المواسم الأخيرة، والرجل القيادي داخل وخارج الملعب ... فالنادي دفع الملايين للوافد الجديد وملايين أخرى لفسخ عقد الراحل.
أنسيلمو غاب جل مباريات الموسم للإصابة، إذ لم يلعب سوى 9 مباريات 3 منها فقط أساسيًا، ولم يُساهم بأي هدف أو تمريرة حاسمة ولم يُقدم الأداء المطلوب سوى نادرًا.
الهلال والنصر أهدرا الملايين بتلك التعاقدات غير المدروسة، والتي لا تعتمد على احتياجات الفريقين الحقيقية بل على الرغبة في الاستعراض الإعلامي وعبر السوشيال ميديا والتفوق في معركة الميركاتو التي لن تتوج أحدًا بالألقاب.
ريال مدريد سبق وخاض تجربة الجالاكتيكوس وفشلت بجدارة، فيما رأينا أندية استطاعت تحقيق إنجازات ضخمة بميزانيات قليلة لكن مدروس جيدًا كيفية إنفاقها، ولعل صفقات الاتحاد والشباب في الموسمين الأخيرين خير مثال.




