تمخض الجبل فولد فأرًا .. قد ينطبق هذا القول تمامًا على تحركات الأهلي والزمالك خلال سوق الانتقالات الشتوي للموسم الجاري 2020-2021، إذ لم يضم أي من الفريقين اللاعبين المطلوبين لدعم صفوفهما وسد الثغرات التي ظهرت هذا الموسم في الدوري المصري واستعدادًا لانطلاق دوري أبطال أفريقيا.
الأهلي لم يتعاقد سوى مع المهاجم والتر بواليا من الجونة، وقد رحل عنه أحمد ياسر ريان وجيرالدو، وفي المقابل ضم الزمالك الثلاثي أيمن حفني ومروان حمدي وسيف الدين الجزيري، وتخلى عن مصطفى محمد ومحمد أوناجم وكريم بامبو وعمر السعيد.
الأهلي .. لم يصل للقائمة المثالية
الأهلي بدأ سوق الانتقالات الشتوي والهدف الأبرز دعم الهجوم، وكان الاسم الأهم والمتصدر لقائمة المطلوبين هو جاستون سيرينو مهاجم صن داونز الجنوب أفريقي، لكنه فشل في ضمه نتيجة المطالب المالية الكبيرة من ناديه.
Al Ahly Twitter
اكتفى الأهلي بالتعاقد مع مهاجم الجونة، ورغم أرقامه الجيدة في الموسم الماضي وبدايته الممتازة هذا الموسم إلا أنه يبقى أقل من مستوى الجودة الذي كان متوقعًا ومطلوبًا من جماهيره الغفيرة، وحتى مدربه بيتسو موسيماني.
جماهير الأهلي كانت تُمني النفس كذلك بالتعاقد مع ظهير أيمن يُنافس محمد هاني أو يتفوق عليه، وقد حاول النادي ضم كريم فؤاد لاعب النجوم المعار إلى إنبي لكنه فشل لتمسك النادي البترولي به.
على صعيد الراحلين، يُمكن القول أن الحسنة الوحيدة في سوق الانتقالات الشتوي للأهلي هي تخلصه من جيرالدو، وقد رحل عنه أحمد ياسر ريان في قرار غريب خاصة أنه لم يحصل على الفرصة المناسبة وقد قدم منذ رحيله إلى سيراميكا كليوباترا أداءً مميزًا ... السؤال الأهم، لماذا رحل وبقي مروان محسن؟
يُمكن القول أن قائمة الأهلي هذا الموسم متكاملة تقريبًا، إذ يمتلك النادي تشكيلًا أساسيًا قويًا للغاية ومجموعة جيدة جدًا من البدلاء القادرين على دعم المدرب وقت الحاجة، لكن لا يمكن وصف تلك القائمة بالمثالية لأنه مازال ينقص الفريق مدافع أيمن صاحب جودة هجومية ودفاعية عالية، وكذلك هناك حاجة لتحسين الهجوم، سواء بالتعاقد مع مهاجم قوي أو جناح قادر على تقديم أداء أفضل وأكثر حسمًا من الموجودين حاليًا.
الزمالك .. تراجعت قوته بعد يناير
مر الزمالك بفترة صعبة كثيرًا بعد خسارة نهائي دوري الأبطال أمام الأهلي ومن ثم إيقاف مجلس إدارته وإحالته إلى التحقيق وتولي لجنة مؤقتة إدارة النادي حتى موعد الانتخابات القادمة.
هذا الأمر أثر على تحركات النادي في سوق الانتقالات، خاصة ما يُعانيه من أزمة مالية خانقة، وقد اضطر بعد صمود كبير إلى التخلي عن مهاجمه مصطفى محمد لصالح جلطة سراي التركي.
Galatasaray S.K. Twitterقوة الفريق الأبيض الهجومية تعتمد كثيرًا على مصطفى محمد وقدرته على إنهاء الهجمات بامتياز، ورحيله سيؤدي إلى تراجع تلك القوة، خاصة أن تعويضه لم يكن بالشكل المناسب.
الزمالك ضم مروان حمدي من المقاصة وسيف الدين الجزيري من المقاولون العرب، والثنائي حاليًا أقل كثيرًا من مصطفى محمد، وبحاجة للكثير من الوقت للانسجام والتأقلم والتألق بالقميص الأبيض.
وصيف الدوري المصري ودوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي يمتلك فريقًا أساسيًا مميزًا للغاية، لكنه كان بحاجة لدعم دكة بدلائه جيدًا وهذا لم يحدث أبدًا خلال سوق الانتقالات الشتوي، إذ اكتفى النادي بإعادة أيمن حفني في قرار عاطفي بعدما طلب اللاعب ذلك علنًا ليعتزل نهاية الموسم في جدران القلعة البيضاء.
والغريب هو التخلي عن الثلاثي بامبو والسعيد وأوناجم مما أضعف دكة البدلاء أكثر وأكثر، إذ لم يضم النادي أي لاعبين أفضل منهم.
المحصلة أن الزمالك لم يتحسن أبدًا بعد نهاية سوق الانتقالات الشتوي، بل حتى لم يستطع الحفاظ على قوته التي تراجعت بعد رحيل مصطفى محمد وعدم تعويضه جيدًا وإعارة الثلاثي خاصة أوناجم.