يعاني ماوريتسيو ساري في موسمه الأول مع يوفنتوس، ولكن في الوقت ذاته يحق له الاحتفال بأول بطولة دوري في مسيرته التدريبية، تلك التي حسمها رسميًا ليحقق لقبه الثاني، ويستعد لأن ينظر للميدالية ويبتسم كما فعل ليلة التتويج بالدوري الأوروبي مع تشيلسي.
كان ذلك بالنسبة لساري، أما بالنسبة للنادي فلا جديد، يوفنتوس يحقق الدوري الإيطالي للمرة التاسعة على التوالي، الرقم يمنحك فكرة عن كون الأمر ليس إنجازًا، بل أنه معتاد منذ سنوات ولا جديد في القصة، يتغير اسم المدرب وربما الوصيف ولكن البطل لا يتغير.
في الوقت الذي حسم فيه يوفنتوس الدوري الإيطالي، يمكن القول إن النقاط التي فقدها كل من إنتر ولاتسيو وأتالانتا بعد عودة المنافسات ونهاية فترة التوقف كادت لتمنح أحدهم اللقب وتهبط بالسيدة العجوز إلى المركز الرابع.
وحتى لا نفتح باب الاحتمالات والذي سيدخلنا إلى دوامة إلى ما لا نهاية، سنتحدث صراحة بأن مشجع يوفنتوس هو من يعترف بذلك قبل غيره؛ يعترف بأن الأداء الذي قدمه فريقه هذا الموسم لم يكن مقنعًا على الإطلاق، وهذه هي المشكلة التي يواجهها الجميع.
يوفنتوس لأول مرة يلعب بدون خطة واضحة، باولو ديبالا يتقمص دور ميسي الذي يلعبه مع برشلونة، دور البطولة المطلقة والذي يداوي العديد من النواقص وراء النقاط والانتصارات، كريستيانو رونالدو يفعل الشيء ذاته، وعباءة اليوفي ظهرت واسعة على ساري في موسمه الأول بكل وضوح.
المدرب السابق ماسيمليانو أليجري حقق الدوري الإيطالي 5 مرات مع يوفنتوس بالعلامة الكاملة، 4 ثنائيات محلية ومرتين إلى نهائي دوري الأبطال، الرجل قدم حقبة ناجحة ولكنه صرح في موسمه الأول بتصريحه الشهير: "من أراد المتعة فليذهب إلى السيرك، سألعب من أجل الفوز"
من خلال هذه النظرية يمكن النظر إلى معضلة ساري، الرجل الذي ما زال ينافس في دوري أبطال أوروبا، ومع النظام الجديد المستحدث بسبب كورونا، سيكون عبور بوابة ليون تمهيدًا نحو المنافسة بشكل جدي على اللقب، ولم لا يحقق اليوفي البطولة الغائبة منذ أكثر من 20 عامًا.
تحقيق دوري الأبطال أو المنافسة فيه والذهاب بعيدًا لا يمكن أن يعد فشلًا، وبالنظر إلى تطور الأمور في يوفنتوس مع مرور الشهور والأيام يمكن الميل إلى ناحية أن ساري يستحق فرصة ثانية، على الأقل لموسم آخر.
العلاقة بين ساري ورونالدو اهتزت بشكل قوي في البداية بسبب إخراج المدرب لنجم الفريق، ولكن في نهاية الموسم بدا رونالدو الداعم الأبرز لمدربه في مواجهة الانتقادات الحادة، هي أمور توضح لك أن هناك الكثير من الأشياء التي تسير في اتجاه إيجابي.
ليس ذلك فقط، بل إن ما يشفع لساري هو تغيير الجلد المفاجئ، عباءة مختلفة يحاول أن يبحث الرجل عن أوجه التشابه بينها وبين العباءة القديمة، في الوقت ذاته، لم يكن هناك أي شيء متفق عليه منذ البداية، الإدارة تذهب إلى التعاقدات التي تريدها قبل أن تحدد اسم المدرب الذي سيخلف أليجري.
بالنظر إلى لاعبي يوفنتوس وتجديدًا إلى خط الوسط تجد التركيبة التي تلعب ليست مناسبة على الإطلاق لتطلعات الرجل، الذي يعاني من مشاكل واضحة يلام فيها وحده، ولكن الأكيد أنه ليست كل مشاكل يوفنتوس هو الملام فيها وحده.
أخبار الانتقالات: إنتر تحرك للتجديد مع لاوتارو ونجم ليفربول يعود لساوثامبتون
في النهاية نحن لا نملك خيطًا واضحًا يجعلنا نجزم بإقالة ساري الحتمية في نهاية الموسم الحالي أيًا كانت نتائجه في دوري الأبطال، المهم أن الرجل بالفعل لم يقدم ما يشفع له للاستمرار، ولكن الخطأ مشترك بينه وبين الإدارة، لذا ليس من العدل أن يتحمله وحده، لأن ذلك سيكرر من المأساة ببساطة لأنه لم يلتفت أحد إلى أصل المشكلة.


