يوشك موسم 2019-2020 على النهاية، ومعه سيبدأ سوق الانتقالات الصيفية، وبالنسبة إلى برشلونة، فهذه فرصة مميزة من أجل دعم الصفوف في سبيل تحقيق الهدف الأكبر والأهم، وهو العودة لمنصة التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا.
عاش البرسا موسمًا صعبًا، لم تكن غرف خلع الملابس على ما يرام، أقدم النادي الكتلاني على تغيير مدربه في منتصف الموسم للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، فرحل إرنستو فالفيردي وحلّ كيكي سيتين محله.
بعض اللاعبين قد لا يكونوا مناسبين لفلسفة سيتين، بينما يبدو أن البعض الآخر في طريقه للمغادرة لعدة أسباب، ومع تفشي أزمة اقتصادية في كامب نو، فمن المتوقع أن تكون السوق المقبلة هامة ومصيرية في حسم كيف سيسير موسم برشلونة.
الإصابات أيضًا ضربت صفوف البرسا بكل قوة وكان لها أثر السحر في كثير من اللحظات، لم يفلح أنطوان جريزمان في اللعب كمهاجم صريح وتعويض لويس سواريز، كما استمر عثمان ديمبيلي في التواجد بالمستشفى للعلاج من إصاباته الدائمة.
جرح في العلاقة بين إدارة برشلونة واللاعبين بسبب تخفيض الرواتب
صُدِم برشلونة بوباء فيروس كورونا حاله كحال كل الأندية الأوروبية، لكن رغم ذلك لا تزال الإدارة تضع الخطط وتعد العُدة للصيف المقبل، وفي هذا التقرير من جول نستعرض معكم ماذا تحتاج البلوجرانا في ميركاتو 2020 الصيفي؟
ما هي احتياجات برشلونة في سوق الانتقالات الصيفية 2020؟

يظل مركز المهاجم الصريح هو المركز الأكثر حاجة للدعم في صيف 2020، فمع تقدم لويس سواريز في العمر وكثرة إصاباته، يجب أن تجلب إدارة جوزيب ماريا بارتوميو البديل الذي من نفس مستواه للانتهاء من هذا الصداع وتأمين المركز لفترة طويلة بخيار دائم ولاعب من طراز عالمي وليس مسكنات أو خيارات مؤقتة.
في الوقت نفسه، لا تزال تبرز مشكلة واضحة في الجبهة اليُمنى لبرشلونة، فنيلسون سيميدو أو سيرجيو روبيرتو لم ينجح كلاهما في إثبات نفسه بهذا المكان على مدار السنوات الماضية، ومع فلسفة سيتين الجديدة، سيكون البرسا في حاجة إلى ظهير عصري أكثر بمقدوره اللعب كقلب دفاع والانخراط في الهجوم.
لا يجب الإغفال عن مركز قلب الدفاع أيضًا، فمع التراجع المريب لمستوى صامويل أومتيتي بعد إصاباته المتتالية، إلى جانب تقدم جيرارد بيكيه في العمر وتراجع مستواه هو الآخر، لم يتبق سوى كليمون لونجليه، وهو ما يفرض بالطبع على إدارة برشلونة البحث عن مدافع جديد يُجيد اللعب بقدميه كإجادته لواجباته الدفاعية الأساسية.
تنازلات ضخمة من ميسي ولاعبي برشلونة بسبب كورونا
وأخيرًا، يظل مركز الجناح الأيسر والفشل في تعويض نيمار آخر سنتين سواء بكوتينيو أو عمان ديمبيلي، يضع على كاهل الإدارة عبئًا لجلب البديل المناسب والدائم.
ما هي الأسماء المرتبطة بالانتقال إلى برشلونة في سوق الانتقالات الصيفية 2020؟
(C)Getty Imagesالاسم الأبرز على الإطلاق هو نيمار، فقد أعلن البرازيلي صراحةً أنه يود مغادرة باريس سان جيرمان وأن يعود أدراجه إلى كتلانيا مرة أخرى، وهي رغبة موجودة لدى لاعبي برشلونة أيضًا، فسبق وأن كشف بيكيه أنه وبعض الآخرين طالبوا الإدارة بضمه حتى لو اضطروا إلى تخفيض رواتبهم لتحقيق هذه الغاية.
الاسم الثاني المرتبط بصورة دائمة في آخر 7 أشهر بالبرسا هو لاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر، فإدارة بارتوميو تنظر إليه على أنه الوريث الشرعي لسواريز في كامب نو، والخيار الذي يضمن انتهاء أي أزمة في مركز المهاجم الصريح على المدى الطويل.
وارتبط برشلونة أيضًا باسم دافيد ألابا، لاعب بايرن ميونخ، الذي على وشك مغادرة أليانز أرينا بنهاية هذا الموسم، وسيوفر الدولي النمساوي حينها ميزة كبيرة للبرسا، فسيمكنه اللعب كقلب دفاع وكظهير أيسر وكلاعب في منتصف الملعب بنفس الجودة، لكن تظل العقبة الوحيدة في الظفر به هي القيمة المادية المرتفعة التي سيطلبها العملاق البافاري للتخلي عنه.
برشلونة يغري إنتر في صفقة لاوتارو ورد إيطالي صادم
لا يجب الإغفال عن الأنباء المتناثرة عن احتمالية عودة إيميرك لابورت إلى الدوري الإسباني من بوابة برشلونة أيضًا، في صفقة ستكون في غاية الأهمية لدعم قلب الدفاع بأفضل الخيارات المتاحة في العالم حاليًا، إلا إذا كان لمدربه بيب جوارديولا رأي آخر في ظل اقتناعه الكبير بخدمات نجمه الباسكي.
كيف سيؤثر فيروس كورونا على سوق الانتقالات الصيفية 2020 وبرشلونة؟
Gettyيظل المُعطل الأول لأي خطط أو أحلام هو فيروس كورونا، هذا الوباء الذي ضرب العالم ولا يمكن إيقافه حتى الآن، ومن المتوقع أن يكون له آثاره المضنية على عالم كرة القدم، وقد بدأ بالفعل في إحداث أزمات اقتصادية.
سوق الانتقالات حتى الآن من غير المعلوم متى سيبدأ ومتى سينتهي، فأغلب إن لم يكن كل الدوريات سيتم استئنافها في فترة الصيف مع بداية فتح السوق، وبالتبعية أزمات قانونية ستصاحب الأمر، وسط مطالبات بإلغاء السوق الصيفي في ظل تداخل المواسم والمواعيد المحتمل.
وبالنسبة لبرشلونة فقد بدأت أزمة بالظهور تتبلور في قيام لاعبيه بتخفيض رواتبهم بنسبة 70%، هذا إن يُنذر بشيء، فسينذر أن الميركاتو المقبل لن يكون الأفضل للعملاق الكتلاني، فأزمة كورونا لن تنتهي قريبًا مع الأسف، وبالتبعية ستزداد المعضلات الاقتصادية.
من الصعب أن يصرف برشلونة الملايين كما عهدناه في السنوات الماضية إن لم يتحسن الوضع الاقتصادي، ولكن ربما مع انهيار السوق نفسه، ستكون الفرصة سانحة له لاقتناء بعض النجوم بثمن أقل من الحالي، فالأندية ستضطر لبيع لاعبيه لسد العجز والأزمات.
لكن نجوم من طراز رفيع؟ من الصعب نسبيًا إذا ما تمت مقارنة حال برشلونة الاقتصادي بحال ريال مدريد على سبيل المثال، فالملكي لا يزال قادرًا على دفع 100 مليون يورو في صفقة، بينما هذا الرقم سيكون مُحالًا في كامب نو في ظل هذه الظروف، وبالتالي، لا يُنتظر الكثير إلا إذا قُضيّ على كورونا وعادت الأمور كما كانت في الأعوام الماضية.


