ماذا يُتوقع حين يهبط نادٍ كبير إلى الدرجة الأقل من الدوري المحلي؟ المعتاد والطبيعي أن تُحاول الأندية الكبيرة خطف نجومه ولاعبيه لأنهم أصحاب جودة عالية وشخصية قوية وعقلية فائزة، فهم بمثابة الغنيمة بعد هبوط فريقهم.
هذا الأمر لم يحدث أبدًا مع النادي الأهلي! إذ لا تسعى الأندية الأخرى الكبيرة في الدوري السعودي، الهلال والنصر والاتحاد والشباب، إلى ضم أي لاعب من الراقي إلا الجناح عبد الرحمن غريب.
اقرأ أيضًا | أحدهم مدعوم من منصور بن مشعل .. تنافس ثلاثي على رئاسة الأهلي
نقرأ يوميًا عن استهداف بعض لاعبي الأهلي، لكن ممن؟ من أندية الوسط والمؤخرة في جدول الترتيب، نسمع عن عروض من الوحدة وضمك والتعاون والاتفاق، لكن لا شيء عن عروض من الكبار، لماذا؟
الإجابة على هذا السؤال بسيطة جدًا لكنها في نفس الوقت تعكس مدى الوضع الكارثي الذي وصل له الفريق، الإجابة أن لا أحد من لاعبي الأهلي يتمتع بالجودة اللازمة ليُثير اهتمام الكبار بضمه، وذلك يكشف مدى السوء الذي سيطر على النادي عند اختيار لاعبيه وصفقاته المحلية والأجنبية.
طريق الأهلي نحو دوري يلو بدأ من تلك النقطة، من الفشل المثير للدهشة في اختيار اللاعبين خلال السنوات الـ3-4 الماضية، والذي أدى إلى بناء فريق مشوه تملأه الثغرات ومزدحم باللاعبين الذين لا يستحقون أبدًا تمثيل فريق بحجم الراقي.
الفشل لم يتسبب فقط في تراجع جودة الأهلي جماعيًا، بل أغرقه في سلسلة من القضايا والشكاوى والديون لأطراف خارجية، سواء أندية أم لاعبين، نتيجة فسخ العقود المتكرر والتخلي عن اللاعبين بعد أشهر وأحيانًا أسابيع من ضمهم، كما حدث مع نيانج والحسن ندياي وحمدي النقاز.
المسؤولون عن اختيار اللاعبين للانضمام للأهلي يجب أن يكونوا على رأس المتهمين في المسؤولية عن الهبوط إلى دوري يلو، خاصة أننا نرى نجاحًا كبيرًا من أندية أقل ماليًا وتاريخًا وطموحًا في هذا الملف بالتحديد، أندية مثل ضمك والفتح والتعاون وأبها نجحت في ضم العديد من اللاعبين المميزين خلال المواسم الماضية وبأسعار مقبولة جدًا وأقل مما دفع الفريق الجداوي مقابل صفقاته الفاشلة.
الإصلاح في النادي يجب أن يبدأ من تلك النقطة كذلك، بوضع آلية واضحة لاختيار اللاعبين الجدد واختيار المسؤولين المناسبين للإشراف على هذا الملف، وإلا سيُواصل النادي الدوران في حلقة مفرغة وقد يبقى في دوري يلو كثيرًا أو قد يصعد ويُكرر موسمه المأساوي ويهبط مجددًا.
