قدم منتخب أوروجواي نفسه كمرشح قوي للقب كوبا أمريكا 2024، بعد انتصاره الكاسح على بوليفيا بخماسية نظيفة، فجر الجمعة، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة بالبطولة.
ونصب السيليستي السرك على ملعب ماتلايف ستاديوم، حيث استعرض بالفوز العريض على بوليفيا، بفضل خماسية تناوب على تسجيلها كل من فاكوندو بيليستري، داروين نونيز، ماكسيميليانو أراوخو، فيديريكو فالفيردي، رودريجو بيتانكور.
وبدا واضحًا أن مارسيلو بييلسا، المدير الفني لأوروجواي، قد صنع وحشًا في أمريكا الجنوبية، حيث قدم الفريق أداءً هجوميًاو رائعًا مع انسجام وترابط قوي بين لاعبيه، بقيادة المايسترو فيديريكو فالفيردي وزميله ماكسيمليانو أراوخو، أفضل لاعبي "السيلستي" في المباراة.
رسالة تهديد للأرجنتين والبرازيل
اكتساح بوليفيا بخماسية نظيفة ومن قبلها الفوز بثلاثية على بنما في الجولة الأولى، كان بمثابة رسالة واضحة للمنتخبات الكبيرة في كوبا أمريكا، سواء الأرجنتين "حاملة اللقب" أو البرازيل، بأن أوروجواي تشارك في هذه النسخة بهدف واضح وهو الفوز باللقب.
وفي ظل هذا الأداء الهجومي الشرس، سيكون من حق جماهير "السيليستي" أن تحلم باستعادة اللقب الغائب منذ عام 2011 واللحاق بركب المنافسة مع الأرجنتين على عرش الأكثر تتويجًا باللقب القاري (لكل منهما 15 لقبًا).
وترغب الأرجنتين بشدة في تحقيق لقب كوبا أمريكا للمرة الثانية على التوالي وفض الشراكة مع أوروجواي من ناحية، ومن ناحية أخرى يريد ليونيل ميسي أن يقود بلاده لإنجاز تاريخي بتحقيق 3 ألقاب كبرى على التوالي (كوبا أمريكا 2021، كأس العالم 2022، كوبا أمريكا 2024)، لتكرار ما فعله الجيل الذهبي لإسبانيا خلال الفترة من (2008-2012).
نونيز نسخة أوروجواي تختلف كثيرًا
لعب داروين نونيز، مهاجم ليفربول، دورًا كبيرًا في فوز أوروجواي، حيث كان مزعجًا للغاية لدفاعات بوليفيا ووصل إلى المرمى في أكثر من مناسبة، وخصوصًا بضربات الرأس لكن لم يحالفه التوفيق كثيرًا.
ورغم تسجيله الهدف الثاني بطريقة رائعة، إلا أن نونيز لا يزال يعاني من بعض العشوائية والتسرع في اتخاذ القرار أمام المرمى، ولولا هذا التسرع لخرج من مباراة اليوم بـ"هاتريك".
إلا أن هذه البطولة قد تكون بمثابة فرصة لتصحيح مسار نونيز، الذي لم يحصل على شهادة اعتماد من جماهير ليفربول بسبب أرقامه المتواضعة في الموسم المنصرم، لكنه تحت قيادة بييلسا نجح في تسجيل 10 أهداف خلال آخر 7 مباريات له مع المنتخب.
وأصبح نونيز، أول لاعب في تاريخ منتخب أوروجواي يسجل في 7 مباريات على التوالي منذ 97 عامًا.
شراكة مثالية بين أراوخو وفالفيردي
نجح بييلسا في تكوين خط وسط ناري لمنتخب أوروجواي، بفضل التوظيف الصحيح للثنائي ماكسي أراخو وفيدي فالفيردي، حيث نجح الأول أمام بوليفيا في صناعة هدف وتسجيل الآخر، بينما سجل نجم ريال مدريد هدفًا رائعًا بفضل تقدمه بشكل مستمر في الهجمات.
وكان ماكسي أراوخو قد سجل هدفًا في مباراة بنما الافتتاحية، ليواصل تألقه في البطولة، بينما قدم فالفيردي أمام بوليفيا رقمًا قياسيًا في كوبا أمريكا بعدما نجح في لعب 11 كرة طولية صحيحة.
ونفذ نجم ريال مدريد مراوغتين ناجحتين من أصل 33، بينما لعب 51 تمريرة صحيح من أصل 54، ونجح في اعتراض هجمات المنافس مرتين، بينما كانت له 3 تسديدات على المرمى منها واحدة سكنت الشباك.
7 دقائق لا تليق بسواريز.. ولكن!
لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير الذي لعبه لويس سواريز في تاريخ منتخب بلاده، لكنه بات حبيسًا لدكة البدلاء في المباريات الأخيرة.
ورغم اكتساح أوروجواي للملعب طولًا وعرضًا وتقدمه بعدد وفير من الأهداف، إلا أن بيلسا لم يمنحه فرصة المشاركة سوى في الدقيقة 83، والأمر يعود في ذلك إلى حالة التألق التي يعيشها نونيز.
الواقع يؤكد أن نونيز، هو الحلقة الجديدة في سلسلة مهاجمي أوروجواي "السفاحين"، بعد دييجو فورلان وإدينسون كافاني ولويس سواريز، ومع ذلك يتقبل مهاجم إنتر ميامي الأمريكي الأمر ولم يمتعض من قلة مشاركاته بل حرص على تحية زميله أثناء التبديل.