AFCON 2012Getty/ Goal Ar/ Social

أمم إفريقيا 2012 .. عدالة السماء تحل في النسخة الأسوأ على الإطلاق!

ماذا يمكن أن تقول عندما يقرر القدر أن يقول كلمته؟ فعندما تُتوج زامبيا بأول بطولة أمم إفريقيا لها على الإطلاق على بعد كيلومترات فقط من موقع تحطم طائرة الجيل الذهبي في 1993 لابد وأن الأمر ليس مجرد صدفة.

في 12 فبراير 2012 في العاصمة الجابونية ليبرفيل فازت زامبيا على كوت ديفوار بركلات الترجيح ونجحت أخيراً بتحقيق اللقب القاري بالمحاولة الثالثة في النهائي، بطولة وصفها الكثيرون بالأضعف في تاريخ النسخ الأخيرة للمسابقة، ولكن للاعبي "الرصاصات النحاسية" كانت أكثر من ذلك بكثير.

اقرأ أيضاً .. زامبيا وفاجعة الطائرة .. بواليا الملهم وقصة نهائي 94

فوضى حتى قبل البداية

ضربت الأزمات البطولة منذ التصفيات، فبعد استبعاد توجو على إثر انسحابها في 2010 من البطولة، عادت وفازت بالاستئناف وشاركت بالتصفيات ضمن المجموعة 11، ولكن فشلت في التأهل وجعلت فقط نظام العبور عن مجموعتها يتغير بعبور فريقين مباشرة كانا بوتسوانا وتونس على الترتيب.

ليس فقط توجو من أثارت المشاكل، كذلك نيجيريا التي أبعدت نفسها بنفسها عقب قرار رئاسي أتى كعقاب بعد الفشل المونديالي في 2010، ولكن مع تهديدات "فيفا" بالإيقاف والعقوبات، تراجعت السلطات وسمحت للنسور الخضر بالمشاركة بالتصفيات، لكن الفريق فشل في التأهل من الأساس هو الآخر!

لم تكن نيجيريا الكبير الوحيد الذي غاب عن بطولة الجابون وغينيا الإستوائية، إذ فشلت أيضاً مصر حامل اللقب بالعبور بعد تذيلها مجموعة ضمت جنوب إفريقيا التي لم تتأهل أيضاً، وسيراليون والنيجر.

لم تحضر منتخبات الكاميرون، الكونغو الديموقراطية، والجزائر عقب فشلها بالتصفيات، ليتم وصف البطولة بأنها الأضعف حتى قبل انطلاقها على إثر غياب أبرز فرق القارة وأكثرها ألقاباً.

الأفيال فوق الجميع

في ظل غياب عديد الكبار، أصبح الجيل الذهبي لكوت ديفوار مرشحاً فوق العادة للقب، رفقاء دروجبا يبحثون عن لقبهم الأول، وبعد كسر نحس التواجد بالمونديال، حان الوقت للتتويج القاري.

المفاجآت تواصلت بالدور الأول، ودعت المغرب والسنغال وبوركينا فاسو من المجموعات، أما كوت ديفوار فحققت العلامة الكاملة في مجموعتها، كما نجح أصحاب الأرض الجابون وغينيا الإستوائية بكتابة التاريخ والتواجد بربع النهائي.

زامبيا كانت مفاجأة المجموعة الأولى بالتصدر على حساب الجابون والعملاق السنغال وليبيا، وقدمت عروضاً هجومية مميزة تحت قيادة هيرفي رينار، وأزاحت السودان في ربع النهائي لتضرب موعداً مع غانا المرشح الأبرز مع أفيال دروجبا للقب.

كانت كتيبة "النجوم السوداء" لغانا مدججة بالمحترفين بأوروبا، بينما اعتمد رينار على تشكيل أغلبه من المحترفين بالقارة السمراء، وخبرات عائلة كاتونجو، ولكن كل تلك الفوارق لم تلعب لصالح الغانيين وتفوقت زامبيا بهدف نظيف، بينما واصل الإيفواريين طريقهم ودهسوا أصحاب الأرض غينيا ثم مالي للوصول للنهائي.

نهائي المشاعر والدموع

توقع الكثيرون فوزاً سهلاً للأفيال على زامبيا في النهائي، نفس الفوارق التي حضرت في لقاء غانا مثلت تحدياً أمام كوت ديفوار، ولكن أشبال رينار كانوا في رحلة لكتابة التاريخ، ورحلة ربما لتعويض ما فات الجيل الذهبي الذي رحل أمام نفس السواحل الجابونية قبل قرابة 20 عاماً.

كانت المباراة ككل دون المستوى، وبلوغها ركلات الجزاء بعد التعادل السلبي أجّل كل الإثارة لركلات الحظ، تساوى الفريقان بالتسجيل حتى الركلة السابعة، وبدا أن الإيفواريين بطريقهم للقب عندما أضاع كالابا، ولكن أضاع كولو توريه هو الآخر كرته.

سجل سونزو الثامنة وجاء الدور على النجم جيرفينيو للتعادل للأفيال، ولكن نجم روما وبارما السابق أضاع، لتنفجر الاحتفالات الزامبية وتتحقق المعجزة المنتظرة من 93.

مشاهد بكاء لاعبي زامبيا، واحتضان رئيس الاتحاد لرينار كانت مؤثرة، ولكن اللقطة الأبرز كانت عندما اجتمع لاعبو زامبيا في دائرة للصلاة والاحتفال في منتصف الملعب، ولكن لم يتمكن جوسيف موسوندا في بلوغها بسبب إصابته التي أخرجته من المباراة بالدقيقة 11، ليحمله رينار بنفسه للالتحاق بالبقية، لقطة تلخص أمم إفريقيا 2012 ككل، بطولة قد تكون فنياً ليست الأفضل على مدار تاريخ المسابقة، ولكن تحمل معنى خاص لزامبيا يمكن وصفه بالعدالة الشعرية لكرة القدم.

إعلان