ليلة كارثية عاشتها الأمة الزامبية، في مساء يوم 27 إبريل 1993، بعد تحطم الطائرة DHC-5 Buffalo التابعة لسلاح الجو الزامبي وسقوطها في المحيط الأطلسي.
الرحلة كانت تنقل معظم المنتخب الزامبي لكرة القدم، والذي كان يتوجه إلى مدينة داكار لملاقاة السنغال في تصفيات كأس العالم 1994.
التحقيقات أشارت إلى أن إرهاق الطيار ووجود عطل في المحرك ساهم في وقوع هذا الحادث المروع.
ربما تغيب زامبيا عن كأس أمم أفريقيا 2021 المقامة بالكاميرون، ولكن هذه القصة الملهمة تظل حاضرة في الأذهان..
منتخب واعد
الجيل الذي تعرض للحادثة كان من أكثر الأجيال الواعدة في تاريخ كرة القدم الأفريقية، حيث كان هو نفس الفريق الذي سحق إيطاليا 4/0 في دورة الألعاب الأولمبية 1988 في سيول.
كالوشا بواليا كان نجم الفريق وقتها، وحصل على جائزة أفضل لاعب كرة قدم أفريقي في وقت لاحق، وكانت الأعين كلها مسلطة على كأس الأمم الأفريقية 1994 بعد احتلال المركز الثالث في 1990.
الحادثة أسفرت عن وفاة جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 30 راكبًا بمن فيهم 18 لاعبًا، بالإضافة لمدرب المنتخب الوطني والجهاز الفني.
كالوشا بواليا لم يكن متواجدًا ضمن بعثة الفريق، حيث كان في هولندا مع آيندهوفن واتخذ إجراءات منفصلة للسفر إلى السنغال، وكذلك تشارلز موسوندا لاعب أندرلخت وقتها الذي غاب بسبب الإصابة.
نجا جونسون بواليا كذلك من الكارثة حيث كان يلعب في سويسرا، وكذلك بينيت مولواندا الذي كان على وشك السفر لكن تمت إزالة اسمه في اللحظات الأخيرة.
الحكومة الزامبية قررت دفن جميع أعضاء المنتخب الذين قتلوا في الحادث، فيما أصبح يعرف باسم "عكا الأبطال" خارج ملعب الاستقلال في لوساكا.
قصة شيتالو
جودفري شيتالو يعتبر من أهم اللاعبين في تاريخ الكرة الزامبية، وقاد بلاده إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية في مصر عام 1974 ولكنه خسر أمام زائير ليقرر الاعتزال.
الاتحاد الزامبي ادعى أن شيتالو سجل أكثر من 100 هدف في جميع المسابقات في عام 1972، وهو أعلى مما سجله جيرد مولر في نفس العام وما أحرزه ليونيل ميسي في 2012، ومع ذلك خرج الاتحاد الدولي ليؤكد أن الرقم القياسي لم يكن موجودًا أبدًا لأنهم لم يتتبعوا المسابقات المحلية.
حلمه الأهم كان الفوز بكأس أفريقيا كلاعب وكذلك الوصول إلى كأس العالم، ولكنه فشل كلاعب ولسوء الحظ كمدرب أيضًا بسبب تدخل القدر.
وكان شيتالو هو المدرب والمسؤول عن منتخب زامبيا، عندما لقى الفريق بأكمله حتفه في حادث تحطم الطائرة المنكوبة قبالة سواحل الجابون.. ولكن الحلم لم يتوقف.
بواليا الملهم والحلم البعيد
Gettyالآن مع ملهم آخر في هذه القصة، وهو كالوشا بواليا الذي لعب دور القائد بالفريق الجديد الذي تم تجميعه بسرعة بعد هذه الحادثة.
الفريق كان قريبًا من التأهل إلى كأس العالم، لكنه خرج من التصفيات بفارق نقطة واحدة فقط عن المغرب، ليتم التخلي عن حلم المونديال والتركيز على كأس أفريقيا 1994 في تونس.
الجميع توقع أن الفريق الذي تم تجميعه لن يذهب بعيدًا، باعتباره أقل جودة من المجموعة المنكوبة، ولكن الأمر لم يكن كذلك أبدًا.
الفريق ظهر بأسلوب هجومي مبهر ومميز خلال البطولة، واحتل صدارة مجموعته بـ3 نقاط متفوقًا على ساحل العاج وسيراليون.
المشوار استمر بعد الفوز على السنغال 1/0 في دور الثمانية، قبل أن تتفوق زامبيا على مالي برباعية نظيفة في نصف النهائي.
الحلم كان على وشك التحقق، عندما تقدمت زامبيا على نيجيريا في النهائي بالشوط الأول، لكن النسور الخضراء أدركوا التعادل وخطفوا الفوز في الشوط الثاني.
ربما خسرت زامبيا، لكن أعضاء الفريق عادوا إلى بلادهم كأبطال قوميين على ما حققوه بقيادة كالوشا بواليا ورفاقه.
وبعد سنوات طويلة، تحقق الحلم أخيرًا في عام 2012، عندما فازت زامبيا بكأس أفريقيا على أرضها في ليبرفيل على بعد بضع مئات من الأمتار من موقع الحادثة، ليتم تخصيص هذا النصر العظيم للضحايا وكل من فقدوا أرواحهم في المأساة.
اقرأ أيضًا ..


