يسدل بايرن ميونخ الستار على الموسم الحالي بدون أي بطولة، في موقف لم تعهده جماهير العملاق البافاري منذ موسم 2011-2012، لكن رغم ألم الخسارة يظل أكثر ما يزعج عشاق النادي الألماني هو المصير المجهول للفريق في الموسم المقبل.
وانتهى آخر أمل لبايرن ميونخ هذا الموسم في تحقيق بطولة، بوداع دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد من الدور نصف النهائي، ليقضي أيضًا على آخر أمل لتوماس توخيل المدير الفني الحالي في البقاء داخل الفريق.
وبات السؤال الذي يشغل عقول مسؤولي بايرن ميونخ هو "من سيتولى مهمة المدير الفني في الموسم المقبل؟"، لأن المدرب الجديد سيكون مطالبًا بحل المشاكل الكبرى التي يعاني منها الفريق، وما أكثرها، قبل أن يفكر في بناء مشروع قوي يعيد النادي إلى مكانته المعهودة.
في البداية، كان هناك اتجاه سائد بإمكانية بقاء توخيل لموسم آخر وتراجع الإدارة عن قرارها بشأن رحيله، مع وجود أعذار لديه بشأن ضياع بطولات الدوري وكأس ألمانيا، بظهور منافس قوي بحجم باير ليفركوزن، إلا أن الوقت أثبت أن استمرار توماس ما هو إلا إهدار للوقت.
ويجيب "جول" في السطور التالية عن السؤال المحير لعقول الألمان، من خلال قائمة الأسماء المرشحة لخلافة توخيل في بايرن ميونخ.
هانز فليك .. ولاية ثانية تعيد الأمجاد
يعتبر هانز فليك من أبرز الأسماء المرشحة لقيادة البايرن في الموسم المقبل، حيث ترى الإدارة أن عودته هي أنسب حل لإعادة الفريق إلى وضعه.
وتضع إدارة البايرن في حساباتها الإنجازات التي حققها فليك مع الفريق، حيث حقق كل البطولات الممكنة في موسمي 2019-2020 و2020-2021، وصنع نسخة لا تقهر حصدت الدوري الألماني "مرتين"، كأس ألمانيا، كأس السوبر الألماني، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
ورغم أن رحيل فليك عن البايرن لتولي قيادة منتخب ألمانيا، كان يشوبه الكثير من الأزمات بسبب خلافات بينه وبين الإدارة، إلا أن مثل هذه الخلافات ذابت مع الوقت وهناك انفتاح من جانب الطرفين على تكرار التجربة.
وأفادت شبكة "سكاي سبورتس"، أن فليك يريد التفاوض ومنفتح على فكرة العودة لتولي تدريب الفريق مرة أخرى، بعدما كانت رغبته في البداية العمل خارج ألمانيا، حيث أن لديه أكثر من فرصة للعمل في الليجا مع برشلونة أو الدوري الإنجليزي مع تشيلسي.
لكن أكثر ما يقلق أنصار البايرن من الولاية الثانية لهانز فليك، هي أن الأوضاع داخل النادي اختلفت كثيرًا، حيث سيرث المدرب الألماني حاليًا فريقًا يعاني من أزمات بالجملة، أهمها نقص الخبرات واحتياجه لتدعيم كبير في خط الدفاع والوسط وحتى في الهجوم رغم وجود أسماء قوية مثل هاري كين وجمال موسيالا.
على النقيض، تسلم فليك في ولايته الأولى فريقًا قويًا في الأساس يضم عناصر بحجم توماس مولر، ألفونسو ديفيز، روبرت ليفاندوفيسكي، تياجو ألكانتارا، دافيد ألابا، بيريزيتش وفيليب كوتينيو، واستطاع آنذاك أن يطور من قدراته ويخلق انسجامًا قويًا بين جميع هذه العناصر لصناعة وحش كبير التهم كل كبار أوروبا.
وستكون المهمة الأولى لفليك حال توصل الطرفين إلى اتفاق، هي الحفاظ على ما تبقى من نجوم البايرن، والذين باتوا مطمعًا لكبار أوروبا مثل ألفونسو ديفيز الذي يعتبر هدفًا أساسيًا لريال مدريد وجمال موسيال كذلك مع مانشستر سيتي وكونراد لايمر، ومن ثم تدعيم هذه العناصر بأسماء تتناسب مع طموحات النادي والتحديات التي يخوضها في الموسم المقبل.
زيدان .. مشروع صعب التنفيذ
من المشاريع التي ظهرت على الساحة في الفترة الأخيرة، هي إعادة زين الدين زيدان إلى الساحة التدريبية مرة أخرى بعد فترة راحة طويلة، لكن من بوابة مختلفة لم يمر بها الفرنسي من قبل وتحديدًا بايرن ميونخ.
وانتشرت عدة تقارير ربطت بايرن ميونخ، باسم الفرنسي زيدان الذي يغيب عن الساحة منذ 3 مواسم، حيث رحل عن ريال مدريد في صيف 2021 ومنذ ذلك الحين لم يتولى أي مهمة أخرى.
وأشارت التقارير، إلى أن زيدان يرى أن هناك أوجه تشابه بين ريال مدريد وبايرن ميونخ، لذلك لن تكون الأمور صعبة عليه، فكلا الناديين له ماضٍ كبير وظروف عمل رائعة، وسيكون المدرب الفرنسي منفتحًا على قبول المهمة بسبب نجاعته ورغبته في العودة من خلال مشروع قوي بحجم البايرن.
لكن المقارنة بين وضع ريال مدريد في ولاية زيدان الأولى أو الثانية، وبايرن ميونخ، ستكون ظالمة للمدرب الفرنسي، الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة في فالديبيباس (المدينة الرياضية لريال مدريد)، بينما هو نفس الشخص الذي لا يجيد حتى أبجدية اللغة الألمانية ولم تكن له أي تجربة في البوندسليجا كلاعب أو مدرب.
ورغم وجود تأكيدات حول استعانة زيدان بصديقه الفرنسي فرانك ريبيري، أحد أساطير بايرن ميونخ، ليعاونه في المهمة الثقيلة، إلا أن هذه الأنباء ذهبت أدراج الرياح وبدا أن إدارة العملاق البافاري لا تفكر في الاستعانة بـ"زيزو"، كما أنه لا يرحب بالفكرة ويضع في عقله فقط مهمة قيادة المنتخب الفرنسي في المستقبل القريب.
يورجن كلوب.. الوقت لم يحن بعد
الاسم الذي فرض نفسه بقوة على طاولة بايرن ميونخ، هو الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول الذي كتب نقطة النهاية في مشروعه مع الريدز بعد 9 سنوات من الإنجازات، حقق خلالها كل الألقاب الممكنة وأعاد النادي إلى منصة البطولات في إنجلترا ودوري أبطال أوروبا.
وأعلن كلوب أن الموسم الحالي هو الأخير له مع الريدز، كونه يحتاج مع فريق عمله إلى الحصول على راحة لمدة موسم على أقل تقدير، وهو ما جعله خيارًا مستبعدًا لدى إدارة البايرن التي نفت الأمر بشكل رسمي عن طريق المدير الرياضي ماكس إيبرل.
وتشير كافة التقارير إلى أنه مع إصرار كلوب على فترة الإجازة التي سيحصل عليها، ربما تفكر إدارة البايرن في موسم انتقالي يتم خلاله الاستعانة بمدرب مؤقت لمدة موسم، ومن ثم الدخول في مفاوضات مع المدرب الألماني لتسلم المهمة بدءًا من صيف 2025.
ولا شك أن كلوب سيكون خيارًا مثاليًا لقيادة البايرن، فهو أكثر من يعرف العملاق البافاري بعدما عمل في الدوري الألماني لأكثر من 15 عامًا بين ماينز وبوروسيا دورتموند، قبل أن ينتقل لتجربته التاريخية مع ليفربول، ولديه من الخبرات الكافية لبناء مشروع صلب للبايرن مع ثقة الإدارة فيه والصبر عليه.
أوناي إيمري.. الفرصة الثانية
ظهر اسم أوناي إيمري على قائمة ترشيحات البايرن بقوة في الأسابيع الماضية لخلافة توخيل، إلا أن الأمر لا يتعدى كونه ترشيحًا من الصحافة الألمانية.
لكن ما يعزز هذه التقارير هو الموسم القوي الذي قدمه إيمري مع أستون فيلا هذا الموسم، إذ قدم أداء رائعًا منذ توليه المهمة وقاد الفريق إلى احتلال المركز الرابع في الترتيب بالدوري الإنجليزي، متفوقًا على عمالقة بحجم توتنهام، تشيلسي، نيوكاسل ومانشستر يونايتد.
ورغم الإخفاق الأخير للفريق في دوري المؤتمر الأوروبي بوداع البطولة من الدور نصف النهائي على يد أوليمبياكوس اليوناني، إلا أن ذلك لا يقلل من قدرات المدرب المتمرس في البطولات الأوروبية والذي حقق الدوري الأوروبي 4 مرات من قبل، 3 مع إشبيلية ومرة مع فياريال، بخلاف تجربته المميزة مع باريس سان جيرمان في فرنسا.
ويدعم المدير الرياضي للبايرن ماكس إيبيرال فكرة الاستعانة بإيمري بقوة، حيث أنه من أشد المعجبين بالمدرب الإسباني وهو ما أيده أيضًا لوثار ماتيوس، أسطورة النادي البافاري.
ويرى ماتيوس أن "أوناي" قادر على وضع النادي على الطريق الصحيح نظرًا لامتلاكه سيرة ذاتية تعج بالألقاب كما أنه "سيكون وجهًا جديدًا في الدوري الألماني، وهذا سيتناسب بشكل جيد مع بايرن ميونخ".