تعرض استقرار ناديالنصرالسعودي الفني والإداري بداية مارس الجاري لهزة قوية بسبب أزمة كبيرة جمعت بين مهاجم الفريق وهدافه عبد الرزاق حمدالله والمدير الفني روي فيتوريا.
البداية كانت بغياب الهداف المغربي عن تدريبات النصر الجماعية مما جعل المدرب البرتغالي يُغرمه ماليًا، ولم يتقبل حمدالله هذا القرار ورفض السفر مع بعثة الفريق إلى المجمعة للعب ضد الفيصلي في الجولة الـ21 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي.
فيديو | عدو عدوي صديقي .. يوم أن حول النصر احتفال الهلال إلى كابوس
غاب حمدالله عن المباراة المهمة والحاسمة في صراع اللقب مع الهلال، والنتيجة كانت خسارة النصر أمام الفيصلي بنتيجة 3-2 بعد إهدار الكثير من الفرص، وقد علق خالد الغامدي نجم الفيصلي ولاعب النصر السابق على الحادثة بقوله "حمدالله خذل النصر في الوقت الأهم والأكثر حسمًا".
تدخلت إدارة النادي عقب المباراة وأنهت الأمور تمامًا بين الرجلين، وتقدم حمدالله باعتذار للفريق والمدرب وعاد بالفعل للعب في التشكيل الأساسي خلال مباراة الفوز الكبير على الرائد بأربعة أهداف مقابل هدف في آخر جولات الدوري السعودي قبل توقعه بسبب إجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
الخلاف بين الرجلين حُل حسبما تحدث الجميع، لكن الفجوة بينهما وُجدت ويبدو أنه من الصعب تجاوزها خاصة لو حدث وخسر النصر لقب الدوري السعودي بفارق نقطة أو نقطتين، لأن كل طرف سيُحمل الآخر وقتها مسؤولية الخسارة أمام الفيصلي وإهدار 3 نقاط كانت في المتناول.
هذا الأمر قد يضع إدارة النصر أمام اختيار صعب، المدرب أم اللاعب؟ بطل الدوري السعودي الموسم الماضي أم هدافه والهداف التاريخي للبطولة؟
المنطق يقول دومًا أن الانتصار يكون دائمًا وأبدًا لصالح المدرب لأن في ذلك إرساء للمبادئ والأخلاقيات الرياضية وتنظيم لغرفة تغيير الملابس ووأد أي تمرد مستقبلي في بدايته.
انتصار أي إدارة في كرة القدم لصالح اللاعب كان دومًا عاقبته سيئة وسلبية لأنه كان بداية تمرد لاعبين آخرين على المدربين والإداريين والنادي بشكل عام، والتاريخ يمتلئ بالقصص المشابهة لحالة حمدالله وفيتوريا.
وإن نظرنا للجانب الفني، فاللاعب دومًا قابل للتعويض حتى لو كان هداف الدوري السعودي وأحد أفضل مهاجميه، لكن يبقى المدرب الجيد المنسجم مع النادي وأفكاره وصاحب النجاحات صعب جدًا تعويضه خاصة في الدوري السعودي، ولدينا الكثير من الحالات لأندية عانت كثيرًا بعد تخليهم عن مدربين ناجحين معهم.
باعتقادي أن إدارة صفوان السويكت ستنتصر للمنطق وستقف مع المدرب فيتوريا في حال أجبرت على هذا الاختيار الصعب، خاصة أنه لم يُخطئ والخطأ كان من جانب حمدالله الذي لم يلتزم بقرار المدرب الانضباطي ضده.