الفرصة الأخيرة .. أو على الأقل أهم الفرص الأخيرة .. "القشة" التي قد تُنقذ روي فيتوريا أو فلادان ميلويفيتش من الغرق في بحر الانتقادات أكثر وأكثر .. وللأسف هي فرصة واحدة وقشة واحدة لأحدهما .. هي مباراة النصر و الأهلي في قمة الجولة الثامنة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي .
العالمي لعب 7 مباريات في الدوري السعودي هذا الموسم فاز في واحدة فقط وتعادل في أخرى وخسر الخمسة الباقية .. وضع كارثي كما تُظهر الأرقام ويؤكده الملعب، فيما الأهلي أفضل بوضوح، إذ فاز في 4 وتعادل في واحدة وخسر مباراتين لكن الشعور السائد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان.
فيتوريا يتعرض لانتقادات من كل حدب وصوب، والمطالبون بإقالته مهما بلغت التضحيات المالية يزدادون مباراة بعد أخرى، فيما ميلويفيتش يتحمل من جانب العديد من جمهور الأهلي مسؤولية ضياع نقاط كانت في المتناول والابتعاد تدريجيًا عن منافسة الهلال في الصدارة.
الفريقان يلتقيان مساء غدٍ السبت على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، انتصار يُخرج النصر من مراكز الهبوط ويضع الأهلي في الوصافة مستغلًا تعثر الشباب بالتعادل مع الاتحاد اليوم في العاصمة.
اللقاء بين فريقين لكن الصراع بين مدربين .. هو صراع بقاء أكثر منه قتال على مجرد ثلاث نقاط، إذ أن الخاسر قد يدفع الثمن غاليًا، قد يكون نهاية عمله في الدوري السعودي مبكرًا جدًا هذا الموسم وحزم حقائبه والعودة إلى بلاده.
EPAفيتوريا قال بعد التعادل المتأخر مع الاتفاق أنه نتيجة جيدة وقد يُبشر بتحسن النتائج في الفترة القادمة، وقد يكون محقًا في حديثه، لكن تأكيد ذلك على أرض الملعب لن يكون بأفضل من تحقيق الفوز على الأهلي لاستعادة الثقة والهدوء في البيت النصراوي.
إدارة النصر أعدت الفريق جيدًا للمنافسة الجادة هذا الموسم، حافظت على العناصر المهمة وضمت العديد من المحليين أصحاب الجودة واختارت الأجانب الجدد بعناية، ولذا صفوان السويكت ورفاقه ليسوا مستعدين أبدًا لرفع الراية البيضاء مبكرًا وتحمل انتقادات وسخرية الجماهير بقية الموسم، ولهذا سيكون الاتجاه بالتأكيد حال خسارة جديدة أمام الأهلي نحو استخدام كبش فداء جديد، بعدما استخدم سابقًا المشرف العام على الكرة عبد الرحمن الحلافي، ولن يكون هناك أفضل من فيتوريا ليتحمل "الفاتورة" ويدفع ثمن تلك البداية الكارثية.
إدارة عبد الإله مؤمنة في المقابل لا تبدو أفضل حالًا، إذ لا يوجد لديهم عُذر بعد رحيل الأمير منصور بن مشعل الذي كان يتحمل جميع الانتقادات ويدفع ثمن كل الأخطاء، الإدارة أيضًا قامت بما يلزم لإعداد الفريق للمنافسة الجادة، وإن كانت قد عانت من صعوبات أكبر بالطبع، نتيجة مشاكل اللاعبين وهروبهم والأزمات المالية المتلاحقة.
الأهلي بدأ جيدًا جدًا، لكن هناك 3 مباريات تحديدًا وضعت علامات استفهام كثيرة وكبيرة على ميلويفيتش، وأحاطت جدارته بقيادة الفريق العديد من الشكوك، وهي مباراة الفوز على العين 4-3 والخسارة أمام الاتحاد 2-0 وأخيرًا ضد ضمك 4-3 بعد التقدم بنهاية الشوط الأول 3-1.
Socialالجميع تقريبًا يُحمل المدرب الصربي مسؤولية التراجع المخيف في تلك المباريات، حتى تلك التي انتهت بالفوز على العين، وما تبع ذلك من ابتعاد عن الهلال في صدارة جدول الترتيب، لذا لا يبدو أن هناك هامش كافٍ للدفاع عن المدرب ومنحه المزيد من الفرص، وتعثر جديد أمام النصر "المتراجع" قد يعني الإطاحة به واستبداله بآخر مهما بلغت التضحيات.
المباراة تضمن الكثير من المتعة والإثارة، لأن الفوز هدف الفريقين الوحيد .. لأن الفوز فرصة المدربين فيتوريا وميلويفيتش الأخيرة لاستعادة الهدوء والثقة والانطلاق من جديد.




